أخبار البحرين
الشيخ الحسيني:
شعوبنا الإسلامية أصبح يحسب لها ألف حساب حاليا
تاريخ النشر : السبت ١٧ مارس ٢٠١٢
قال الشيخ عبدالله الحسيني في خطبة الجمعة بجامع صلاح الدين بالرفاع:
إن المتأمل للواقع اليوم يرى من المبشّرات ما لا يستطيع جاحد أن ينكرها، ويكفي من ذلك أن شعوبنا الإسلامية أصبحت الشغلَ الشاغلَ للعالمِ يُحسب لها ألفَ حسابٍ، وهذا دليل على قوة شأن الأمة، وأنها بدأت تسير نحو طريق العزة والرفعة والكرامة والمجدِ والخلودِ، رغم كيد الكائدين.
لقد مضى عام على الثورة السورية المباركة والشعب السوري متفائل صامد يناضل ببسالة ويقدم الآلاف من الشهداء في سبيل نيل حريته واستقلال إرادته، بل والله إنهم يخوضون معركة فاصلة لحرية الأمة، ويُميّزون الخبيث من الطيب، ويفرّقون بين الحق والباطل، إن هذا الشعب المجاهد أثبت للعالم أجمع أنه ماض قدماً في ثورته ضد النظام الأسدي المجرم وأعوانه من الباطنية والملاحدة الطغاة مهما تفنن المجرمون في آلة البطش والقتل والتنكيل، ولا يعرف شيئاً اسمه التراجع.
علّمتنا هذه الثورة عبر شعاراتها وواقعها أنها طاهرة نقية «هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه»، ونفوسها حرة أبية «الموت ولا المذلة»، وأرواحها عالية زكية «وهي يا الله وما بنركع إلا لله»، واستغاثاتها إسلامية مدوية «يا الله ما لنا غيرك يا الله»، وهتافاتها مجلجلة بالتلبية «لبيك لبيك لبيك يا الله»، وقوتها طاقة ربانية «يا الله عجل نصرك يا الله»، وغايتها شعلة إيمانية «على الجنة رايحين شهداء بالملايين»، وهي بذلك تتلقى وستتلقى بإذن الله الدعم المباشر والعون العظيم من الله سبحانه: (فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقٌّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
إن واجبنا كشعوب هو أن ننصر هذا الشعب المناضل وجيشه الحر وندعمهم بكل الوسائل مادية ومعنوية، فهذا من الجهاد في سبيل الله، ونخصص السهم الأكبر من التبرعات لدعم الجيش السوري الحُر حتى نقوي شوكته، فدفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، وكما قال ابن تيميّة: «لو ضاق المالُ عن إطعام جياعٍ والجهادُ الذي يُتضرّر بتركه، قدّمنا الجهاد وإن مات الجياع» ا.هـ.
أما الحكومات فنحن نشيد بالخطوة الأخيرة التي اتخذتها دول مجلس التعاون الخليجي بإغلاق السفارات بدمشق وسحب جميع الدبلوماسيين والعاملين فيها، لكن المطلوب بل الواجب على حكوماتنا في هذه المرحلة هو أن تخطوا خطوات عملية ملموسة ترتقي إلى تحقيق مطالب الشعب السوري، وعلى رأسها الاعتراف الفوري بـالجيش السوري الحُر كمقاومة شعبية مشروعة، ودعمه بالوسائل كافة.
تأمّلوا معي هذه البشرى: (لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم).
وعَضلاوا على هذا النبراس العظيم: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون).