أخبار البحرين
هدم سوق الصفافير التاريخي
تاريخ النشر : السبت ١٧ مارس ٢٠١٢
وأخيرا، وصلت مطرقة الهدم إلى سوق الصفافير المكون من 24 دكانا، والذي هجره أصحابه منذ 20 عاما، وظل على حاله، يشكو منه أصحاب المحلات لكونه تحول إلى مكان للقذارة.
وقال عبد النبي، وهو أحد أصحاب المحلات القريبة إلى هذا السوق، إن الفرحة تغمره من جهة، لكنها من جهة أخرى تتوج حينما يشاهد بأم عينيه ان البلدية تشرع في بناء مرافق صحية (حمامات) للقادمين إلى هذا السوق العريق حيث سوقي الحلوى والبهارات تتمركز هنا، ويأويها وخاصة القادمين من دول الخليج العربية، وإلا تظل الفرحة ناقصة.
وسألناهم: لماذا وما هو السر وراء جذب هذه السوق الصغيرة للأجانب؟ فقال مبتسما وبكل بساطة، تلمح في جوابه ربط البيع والأكل والشرب بالعادات والتقاليد وحب الناس إلى نوع معين من الاكل والشرب، موضحا ان السر في جذب هذه السوق لمختلف الناس هو وجود الحلوى البحرينية هنا، والسر الآخر هو وجود البهارات التي توضع في الأطعمة حين طبخها لتضفي عليها نكهة وخاصة لذيذة، فتجذبهم للقدوم وزيارة هذا السوق القديم.
ثم سألناه، متى تأسس السوق؟ فأجاب، تأسس قبل أكثر من 80 سنة، وجزء منه كان سوقا للصفافير، وتم نقلهم إلى السويفية عام 1975 ولم يظل منهم هنا سوى (محل كويتان للصفارة) وقد أغلق مؤخرا أيضا حيث توفي عدد كبير من العاملين في المهنة من دون أن تقوم بلدية المنامة وأي من المسئولين بعمل شيء يخلد ذكراهم قبل رحيلهم، مشددا على ان الصفافير كانوا يمثلون جزءا حيويا من تاريخ البحرين حين كانت الحاجة ماسة إلى تصليح وترميم وتنظيف القدور والصواني الكبيرة والصغيرة.
وما هو مطالبكم كأصحاب محلات سواء تبيعون الحلوى والملابس او البهارات أو اصحاب مقهى تقدمون الشاي الاحمر والروب والنخج والباقلاء لرواد السوق، فقال: لانريد شيئا سوى عمل حمامات صحية يستفيد منها رواد السوق وخاصة الأطفال والنساء.
وكشف عن قصص كثيرة حين تأتيه نساء يسألن عن مكان لتبول أطفالهن. ومن هنا تأتي ضرورة توفير مرافق صحية في هذا السوق التراثي منوها في الوقت ذاته الى ان هذا الأمر طرح مرات ومرات عبر الصحافة، لكن مثل ما يقول المثل (عمك اصمخ)، واستدرك، عسى ان يكون عمنا هذه المرة ليس أصمخا، ويستجيب لطلباتنا العادية والإنسانية.