الجريدة اليومية الأولى في البحرين


في الصميم


تغييرات مثلجة للصدور تلوح في الأفق..

تاريخ النشر : السبت ١٧ مارس ٢٠١٢

لطفي نصر



ألمس تغييرا كبيرا.. نوعيا وطيبا.. على الصعيد العمالي على أرض المملكة.. تغييرا يوحي بالطمأنينة على المستقبل والعودة إلى جادة الصواب.. والسير نحو محو الآثار السلبية التي خلفتها أحداث الماضي القريب الذي لا نريد له أن يعود وبإذن الله.
شعرت بالراحة إزاء إقدام الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيد سلمان جعفر المحفوظ على توجيه خطاب إلى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء يحمل شكر الاتحاد إلى الحكومة ممثلة في شخص سمو نائب رئيس الوزراء على توجيهاته وجهوده الحثيثة التي أثمرت حل ملف المفصولين على خلفية أحداث العام الماضي.. كما تضمن الخطاب تقدير الاتحاد العام التزام الحكومة الرشيدة بحقوق العمال في البحرين وجهودها القيمة في التعاون الدائم.
خطاب السيد سلمان المحفوظ يعني انه يملك الشجاعة والاعتراف بالحق - والاعتراف بالحق فضيلة ? وهو الذي يعلم حقيقة موقف ومشاعر القيادة نحو القطاع العمالي.. وكيف أن سمو رئيس الوزراء دائم التوجيه من أجل حماية مكتسبات العمال وانجازاتهم.. وكيف يسعى نحو جلب المزيد من هذه المكتسبات لهم باعتبار ان جميع البحرينيين المنضوين تحت لواء القطاع العمالي هم أبناء الوطن.. وان خير الوطن هو خيرهم.. وكل ما على الأرض الطيبة ملك لهم.
ليس هذا فقط، بل إن القيادة الرشيدة تعلم علم اليقين ان القطاع العمالي هو مفتاح الخير في هذا الوطن، وهو جالبه ومحققه.. فهذا الخير ينبعث من سواعدهم وجهودهم وأحلامهم.. وهذا هو ما عبر عنه وزير العمل في تعليقه على هذا الموقف الذي عبر عنه السيد سلمان المحفوظ من خلال خطابه إلى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.. حيث قال الوزير: «إن الخطاب يتضمن تقديرا من الاتحاد العام لكل الجهود المخلصة التي قام بها سمو الشيخ محمد بن مبارك، وكذلك بدوره في تجسيد رؤية ومبادئ حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والمتمثلة في انه ليس من المفيد للوطن أن يبقى المواطنون خارج وظائفهم..».
لذلك لا نريد للسيد المحفوظ ان يكون مثل الذي عبر عن اعترافه بنزاهة الانتخابات البرلمانية ووجه الشكر إلى رئيس الوزراء - الذي عمل على تأمين هذه الانتخابات ووفر لها الأجواء التي ضمنت لها سلامتها ونزاهتها - ثم عاد ليطعن في كفاءة وجدوى هذه التجربة بأكملها!
ولذا فإن الجميع لا يريدون من السيد المحفوظ سوى ألا يلتفت إلى الوراء من جديد، وان ينطلق إلى الأمام من خلال قيادة وطنية مخلصة لهذا القطاع الحيوي وليعوض الوطن بأكمله عما مُـني به من خسائر فادحة، ومن هدر لخيرات الوطن.. هذا الهدرالذي لا يقدر بثمن.. والذي جاء جراء لحظات طيش منقادة بفعل دغدغة مشاعر هادفة بالضرورة إلى غير مصلحة الوطن!
ولست أرى ضمانا لاستقامة اتحاد عمال البحرين في طريقه السوي الـمُـفجر لينابيع الخير في ربوع الوطن غير النأي بهذا القطاع الحيوي بعيدا عن السياسة، وعن شرور استمالات هواة الزعامات الوهمية، وتمكينه من السير قدماً في طريق تحقيق الخير والانتاج والعطاء والازدهار للوطن بأكمله ولجميع المواطنين.
لعل البعض يتذكر انني كتبت في هذه القضية أكثر من مرة.. وقلت: يخطئ من يعتقد أن قادة البلاد يرضيهم تكريس آلام أسر بأكملها نتيجة تعطل عائليها وأربابها مهما كانت الأسباب المؤدية إلى هذا التعطل.. وانهم - لابد - آمرون بإعادة أبناء الوطن إلى وظائفهم وأعمالهم حتى ولو كانت الادانات دامغة.. فهل للمواطنين غير وطنهم؟.. وهل لهم من مورد رزق في غير بلدهم..؟
كما ان قادة البلاد إن كانوا قد سكتوا بعض الوقت عن مسألة الحسم العاجل لهذه القضية، فذلك ليعلم من أخطأوا في حق الوطن انهم قد أخطأوا.. وهذا هو ما حدث فعلا.. حيث كان سمو رئيس الوزراء أشد قلقا على تعطل مجموعات من أبناء الوطن من عوائل المفصولين أنفسهم.. وعاد الجميع بسلام _ والذي أرجو له أن يدوم _ إلى وظائفهم.. وأود التأكيد من جديد انه اذا كان يوجد مواطن واحد لا يزال مفصولا بسبب هذه الأحداث الأخيرة فلابد أنه سيعود إلى وظيفته.. مع اليقين بأن سبب هذا التأخير هو وجود بعض المشاكل التي سيتم التغلب عليها حتما وبإذن الله.. وهذا هو ما اشار اليه وزير العمل السيد جميل حميدان مؤخراً حيث قال بالحرف الواحد: «ان الوزارة بصدد إنهاء قضايا عدد قليل من العمال يعملون في المؤسسات الصغيرة وتم تشكيل لجان متخصصة في مجال العمال للبت في هذه المشاكل».. ومهمة هذه اللجان لا تتعدى التأكد مما اذا كانت حالات الفصل هذه لها علاقة بالأحداث الأخيرة.. أم انها قد وقعت نتيجة الاستقالة الارادية للعامل أو إقالته لأسباب بعيدة تماما عن تلك الأحداث.
وأعرب وزير العمل أيضا عن أن هذا الجزء اليسير المتبقي من المشكلة سينتهي على وجه السرعة.. وكل ذلك مع عدم التفريط في المبدأ الراسخ «مصلحة الوطن فوق كل اعتبار».