الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢
أبدى النجم الأسطوري الأرجنتيني دييغو مارادونا مدرب الوصل الإماراتي تصلباً شديداً في رده على الحارس الانجليزي الدولي بيتر شيلتون الذي طالب باعتذار علني منه بعد إحرازه هدف بلاده الأول في مرمى انجلترا عام 1986 في كأس العالم الذي نُظّم في المكسيك يومها وفازت الأرجنتين على انجلترا 2/1 لتشق طريقها إلى النهائي وتفوز بالبطولة لأول مرة في تاريخها، إن التصلب الذي أبداه مارادونا يعكس واحدة من الرسائل الضارة لمستقبل العلاقات بين الرياضيين أبناء المستقبل الجديد فبدلاً من إبداء المرونة والرد بدبلوماسية رد بعنف رافضاً مبدأ المصافحة الذي يؤدي إلى كسر الجمود وبدء العلاقات الأخوية والرياضية من جديد.
إن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم قد أتخذ موقفاً ضد مارادونا ومنذ تلك الحادثة وحتى يومنا هذا لا يطيق الاتحاد الانجليزي توجيه أي دعوة رسمية أو ودية له لحضور أي مناسبة كروية جراء موقفه المثير السابق والذي مضى عليه أكثر من عشرين سنة إلاّ أن الانجليز لا يزالون يتذكرونه لأنهم يعتقدون أن سرقة الأهداف يعني سرقة الحقوق والتاريخ من ملاعب كرة القدم، كنا في أشد الانتظار لنسمع أي خبر جميل من جانب الأسطورة الأرجنتيني لكننا تفاجئنا أن الرد كان متشدداً وصلباً من جانبه وهو ما يجعل موقف الانجليز يثبت على ما هو عليه.
إن مارادونا يعتقد أن مجرد الاعتذار للحارس الانجليزي بيتر شيلتون يعني التشكيك في بطولة أحرزها المنتخب الأرجنتيني بقيادته وقد يضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم إعادة التحقيق في الأمر ومن ثم قد يُسلم البطولة إلى المنتخب الألماني الذي خسر النهائي أمام الأرجنتين 2/3 وهذا الاعتقاد في نظر مارادونا قد يضر الأرجنتين أكثر مما يضر نفسه، من جانبنا نقول إنه كان يتوجب ألاّ تثير الصحافة الرياضية أخباراً كهذه حتى لا تفتح أعين الأجيال القادمة على تاريخ فيه أخطاء وسرقات بطولات ومنها ما شوّه التاريخ بما فيهم الانجليز الذين سرقوا من ألمانيا الغربية آنذاك بطولة كأس العالم عام 1966 والأخطاء كما نعرف تتكرر لكن المطلوب تجاوزها بالانفتاح الرياضي والأخلاقي لا بالتصلب أو العنف في الرد.