الجريدة اليومية الأولى في البحرين


راصد


سابقة مدرسة الدير

تاريخ النشر : الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢

جمال زويد



كأني بأعداد ليست قليلة من مديري ومديرات المدارس باتوا - بعدما حدث في مدرسة الدير الابتدائية الأسبوع الماضي - ينامون ويصحون على مكنون متزايد من الإحباط والقلق والخوف من أن ينالهم شيء من الإهانة أو الامتهان لكرامتهم لمجرّد أن أحداً لم تعجبه طريقة أدائهم لأعمالهم فاشتكى عليهم أو نظم اعتصاماً أو إضراباً فيُستجاب له دونما تحقق أو تبين لصحة تلك الادعاءات.
تقول حكاية مدرسة الدير إن عددا ؟ صغر أم كبر ؟ من أولياء الأمور رأوا في تصرفات مديرة المدرسة سلوكاً طائفياً وتجاوزاً لم يرتضوه، فقاموا بالشكوى عليها، ثم تطور الأمر أن تم تغييب الطلبة عن الحضور للمدرسة احتجاجاً على هذه المديرة وطلباً لتغييرها. للتوضيح إن هؤلاء الطلبة صغار في السن، أطفال، من الصف الأول إلى السادس الابتدائي.
ووفق القوانين والأنظمة واللوائح، بحسب منطق الأشياء؛ أنه في مثل هذه الأحوال يجب أن تستنهض الجهة المسئولة إجراءاتها فتبدأ تحقيقاً لمعرفة صحة أو عدم صحة تلك الشكاوى الموجهة إلى مديرة المدرسة وتتثبت من تجاوزاتها وأخطائها التي يقولون عنها، ثم توافي الرأي العام بنتائج تلك التحقيقات وخاصة بعدما صار النشر من جانب واحد، جانب أصحاب الشكوى فقط، ولم يقف ؟ للأسف الشديد ؟ أحد مع مديرة المدرسة، ليس لينتصر لها وإنما حتى ليقول: تثبتوا وتحققوا من الاتهامات الموجهة ضدها فذلك أدعى للعدالة في الحكم، سواء لها أو ضدّها، براءتها أو إدانتها.
ووفق القوانين والأنظمة واللوائح أيضاً فإن إضراب الطلبة أو تغيبهم عن الدراسة يترتب عليه جزاءات معروفة ومحددة، بالمناسبة تم تطبيق مثلها على بعض طلبة مدرسة الهداية قبل حوالي أسبوعين، فذلك ؟ أيضاً ؟ أدعى للضبط والربط في العملية التعليمية.
غير أنه لا هذا ، ولا ذاك قد تم ؟ بحسب ما يُقال ؟ حيث انتهى الأمر بنقل مديرة المدرسة إلى مدرسة أخرى وعودة الطلبة إلى مدرستهم ليُفتح الباب ؟ ربما ؟ واسعاً لإمكانية تكرار ذات الإضراب الاحتجاجي على أي مدير أو مديرة يريدون إقصاءها أو يرون في سلوكها وتصرفاتها شيئاً لا يعجبهم، فيُصار إلى الشكوى والاحتجاج والإضراب وسيلة لتغييب الإجراءات التي تنص عليها القوانين وتتطلبها موازين القسط لولا أننا صرنا في حيرة من أمرنا واستغراب لهذا النهج الغريب في إضعاف هيبة القانون وإسقاط مكانته، بكامل إرادتنا واختيارنا.
سانحة:
كثيرون غيري يتساءلون: ماذا كان سيحدث لو تغير أبطال هذه المسرحية؟ أي لو كانت مديرة المدرسة من الطائفة الشيعية وطلبتها من أهل السنة والجماعة؟