الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


دبلوماسي يؤكد تحرك معدات عسكرية سعودية إلى الأردن لتسليح الجيش السوري الحر.. وعمّان تنفي

تاريخ النشر : الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: أدى انفجاران شديدان استهدفا مركزين للأمن في العاصمة السورية صباح أمس السبت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما أعلن مصدر دبلوماسي عربي «تحرك معدات عسكرية سعودية إلى الأردن لتسليح الجيش السوري الحر»، الأمر الذي نفاه الأردن.
وقد نفى وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال راكان المجالي أمس السبت «نفيا قاطعا أن يكون هناك نقل أسلحة أو أي توجهات من هذا النوع» معتبرا أن «هذا الخبر لا أساس له من الصحة».
وأسفر الانفجاران عن مقتل 27 شخصا وإصابة 140 آخرين بجروح من بينهم مدنيون ورجال أمن، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا عن وزارة الداخلية. وقال التلفزيون السوري الرسمي إن أحد التفجيرين «استهدف إدارة الأمن الجنائي في دوار الجمارك» بينما «استهدف الانفجار الثاني في المنطقة الواصلة بين شارع بغداد وحي القصاع إدارة المخابرات الجوية».
وقال الناشط في تنسيقيات دمشق أبومهند المزي إن «الانفجار الأول وقع عند السابعة والنصف من أمس (السبت)، وبعد دقائق وقع الانفجار الثاني وهو الأضخم». وأضاف «شاهدنا الدخان ينبعث من اتجاه ساحة الجمارك القريبة من ساحة الأمويين» في وسط دمشق.
وبث التلفزيون السوري في وقت لاحق صورا لأشلاء وسيارات محترقة ودمار في الأبنية ودخان ينبعث من محيط موقعي الانفجارين. وبث مشاهد من مستشفى الهلال الحمر يظهر فيه جرحى مدنيون أصيبوا في الانفجار.
وقال أحد الأطباء للتلفزيون «تلقينا نحو أربعين إصابة بين جروح وكسور ورضوض».
وأظهر التلفزيون مواطنين في مكان الانفجار ينددون بـ«العملية الإرهابية» ويوجهون اتهامات إلى قطر والسعودية.
ووقع انفجار في دمشق في السادس من يناير أدى إلى سقوط 26 قتيلا على الأقل و46 جريحا معظمهم من المدنيين. كما استهدف هجومان بسيارتين مفخختين مقرين أمنيين في دمشق في 23 ديسمبر الماضي وأديا إلى سقوط أكثر من ثلاثين قتيلا.
وأدان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان الانفجارين، وقال «إن فرنسا تدين كل الأعمال الإرهابية التي لا يمكن تبريرها في أي ظرف». وأضاف جوبيه أن «فرنسا تعرب عن تعازيها الحارة لعائلات وأقارب الضحايا وتعاطفها مع الجرحى».
وفي تطور لافت أعلن مصدر دبلوماسي عربي أمس السبت «تحرك معدات عسكرية سعودية إلى الأردن لتسليح الجيش السوري الحر» الذي انشقت عناصره عن الجيش النظامي السوري. وأضاف المصدر مشترطا عدم كشف اسمه أن «التفاصيل المتعلقة بهذه العملية ستعلن في وقت لاحق».
غير أن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال راكان المجالي سارع إلى نفي الخبر. وقال «ننفي نفيا قاطعا أن يكون هناك نقل أسلحة أو أي توجهات من هذا النوع»، معتبرا أن «هذا الخبر لا أساس له من الصحة». وأوضح المجالي أنه «لم يجر حديث حول هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد».
وكانت السعودية، وهي من أبرز المنتقدين لقمع المحتجين على النظام في سوريا، قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي إغلاق سفارتها في دمشق وسحب جميع الدبلوماسيين بعدما كانت قد استدعت سفيرها من هناك في أغسطس الفائت. وأعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قبل أسبوعين مجددا تأييده تسليح المعارضين السوريين لأن «هذا حقهم للدفاع عن أنفسهم».
في المقابل أعلنت الحكومة العراقية أمس السبت أنها أبلغت إيران بعدم سماحها باستخدام أراضيها وأجوائها لمرور أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا، وذلك غداة إعراب واشنطن عن قلقها بشأن نقل أسلحة لقمع الاحتجاجات هناك. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ إن «الحكومة العراقية تؤكد أن أي شحنات سلاح أو ذخيرة من أي طرف أو دولة، لم تمر عبر أجواء أو حدود العراق إلى سوريا وأنها لا تسمح بمرور أي شحنات أو مقاتلين لأي طرف في سوريا». وأكد الدباغ أن «الحكومة العراقية أبلغت الحكومة الإيرانية من خلال مبعوثين ومن خلال سفيرها في العراق بأنها لا تسمح باستخدام أجوائها وأراضيها لمرور أي شحنات سلاح إلى سوريا».
في هذه الأثناء، وفيما تشهد مناطق حمص وإدلب «هدوءا نسبيا» في العمليات العسكرية للقوات النظامية أمس بحسب ناشطين في المحافظتين، تواصلت التظاهرات المعارضة للنظام أمس السبت في عدد من المناطق السورية، بحسب ما أظهرت مقاطع بثها ناشطون على الإنترنت.
وفي الرقة التي بدأت تدخل بقوة على خط الاحتجاجات، خرجت تظاهرة حاشدة لتشييع قتلى سقطوا برصاص الأمن خلال التظاهرات الكبرى التي جابت شوارع المدينة يوم الجمعة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن ثلاثة أشخاص قتلوا أمس السبت «إثر إطلاق النار من قبل قوات الأمن السورية على مشيعي مواطنين اثنين استشهدا يوم الجمعة برصاص قوات الأمن بعد تظاهرة حاشدة حاول على إثرها بعض الشبان إزالة نصب تذكاري للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تبعتها اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة».
كما أعلن المرصد وفاة ثلاثة أشخاص في الرقة كانوا قد جرحوا يوم الجمعة متأثرين بجراحهم.
وأفاد المرصد أيضا بأن مواطنا قضى في الاعتقال في ريف إدلب، وقتل شرطيان في حلب «برصاص مجهولين».
وفي محافظة الحسكة أظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت تظاهرة في مدينة عامودا ذات الغالبية الكردية، ردد المشاركون فيها هتاف الحرية باللغة الكردية «ازادي» وهتفوا للجيش السوري الحر.
وفي درعا خرجت تظاهرة حاشدة في مدينة الحراك رفع فيها المتظاهرون لافتة كتب عليها «أطفال درعا أول مسمار في نعش النظام»، في إشارة إلى انطلاق الحركة الاحتجاجية في سوريا من محافظة درعا قبل عام.
وفي دمشق التي هزها انفجاران عنيفان صباحا، خرجت تظاهرة «خاطفة» في حي الميدان شارك فيها رجال ونساء وهتفت للجيش السوري الحر. وفي إدلب خرجت تظاهرة في بلدة معرشمشة في الريف، وتظاهرة في قرية البشيرية في جسر الشغور.
وفي ريف حماه (وسط)، خرجت تظاهرة حاشدة في كفرنبودة. كما خرج عشرات المتظاهرين في السلمية.
وفي اسطنبول، أعلن أمس السبت تأسيس ائتلاف معارض جديد يضم خمس مجموعات هي الحركة الوطنية للتغيير (ليبرالية) والحركة من أجل الوطن (إسلامية) وكتلة التحرير والبناء (برئاسة الزعيم العشائري السوري النافذ نواف البشير) والكتلة الوطنية التركمانية والحركة من أجل حياة جديدة (كردية).
وفي بيروت، تظاهر مئات الأشخاص من بينهم نواب حاليون وسابقون في المعارضة اللبنانية، وكتاب وإعلاميون وناشطون لبنانيون وسوريون في ساحة الشهداء إحياء للذكرى السنوية الأولى لاندلاع الاحتجاجات في سوريا.