الجريدة اليومية الأولى في البحرين



وسَقطت عنك ورقة التوت يا حسن!!

تاريخ النشر : الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



لكَم انخدعت الشعوب العربية والإسلامية بخطابات من لقّب بـ «سيّد المقاومة»، الذي كان يمثّل خط الممانعة الذي لا يقهر، حيث صال وجال، وقهر الصهاينة في جنوب لبنان؟!!
لكنّها ثورات الربيع العربي الشريفة، التي لم تكتفِ بإسقاط الأنظمة الاستبدادية فقط، وإنّما أسقطت تماثيل وأصناما، وعرّت وجوها وأجسادا، كانت تتخفّى خلف خطابات ومبادئ وقيم، لتجرفها تلك الثورات، ولتظهرها إلى العالم على حقيقتها؟!
لقد انقلب «حزب الله» عند المواطن العربي إلى «حزب الشيطان» و«حزب اللات»، أمّا «حسن نصر الله»، فقد تحوّل إلى ناصر للشيطان، حيث رَكن إلى الذين ظلموا، وهاهي خطاباته تخرج تترى نصرة لنظام الأسد المجرم، الذي أهلك الحرث والنسل، واغتصب الأطفال والنساء، وارتكب من المجازر ما يشيب لهوله الولدان؟!
السيّد حسن، خرج مرات ومرّات كالقطّ المحشور في الزاوية ليكرّر: نظام الأسد لن يسقط.. لن يسقط؟! لأنّه يعلم أنّ سقوط ذلك النظام النصيري الفاجر سيكسر شوكة إيران في العالم العربي والإسلامي.
الشعوب العربية والإسلامية لم تُسقط ورقة التوت عن أحد، لكنّه كتاب ربّنا الذي فضح أولئك المتاجرين بالعمامة وبالمقاومة، أَوَمَا قرأتم قوله عزّ وجل في سورة هود: (وَلا تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ).
إنّ السيّد حسن لم يكتفِ بالدفاع المستميت عن بشّار المجرم وزبانيته، ولكنه أرسل شبيحة حزبه لنصرة شبيحة الأسد، يداً بيد مع الـ 15 ألفاً من الحرس الثوري الإيراني، وجنود الصدر وحزب الدعوة، ليرتكبوا أبشع الجرائم والانتهاكات في تصفية مذهبية لم يشهد لها مثيل في التاريخ الحديث؟!
لقد تدثّروا برداء المقاومة والممانعة، ولكنّه قدرُ الله الذي فضحهم وعرّاهم وأسقط عنهم كل وجوه التقية المذهبية والسياسية، ليتحوّلوا من حزب مقاوم إلى حزب مناصر ومشارك في تصفية أهل سوريا والانتقام منهم، حفاظاً على ظهر إيران في منطقتنا العربية؟!
الحرب في سوريا تحوّلت لتصفية طائفة بأكملها، كما تحوّلت لتصفية جميع مخالفي النظام العَلوي المستبد، والفرق هنا أنّ إيران وأذنابها في كلّ مكان قد دخلوا (بقضّهم وقضيضهم) وبصورة علنية لإنقاذ الأسد، حيث الأسلحة تهرّب له من إيران عبر العراق، وجنودهم جميعاً على أرض الشام، ولَكم أن تلاحظوا كيف ازدادت وتيرة التصفيات والمجازر هناك؟! بينما الأنظمة العربية والإسلامية والعالم الدولي للأسف الشديد، يقدّم خطوة ويتراجع خطوات، مواقفه شبيهة بصمت القبور؟!
برودكاست: البعض يقول كفاكم انتقادات وإظهاراً للعيوب! ونحن نقول؛ لو وجدنا من أهل البطانة من يوصلها لكان الوضع مختلفا؟! لا يمكن لنا أن نكون كـ «الشياطين الخُرس»! لا خير في أقلامنا إن لم تقلها ولا خير في قومنا إن لم يسمعوها منّا.