أخبار دولية
انسحاب وسيط من المحادثات بين «بوكو حرام» والحكومة النيجيرية
تاريخ النشر : الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٢
لاجوس - (ا ف ب): أعلن رجل دين يقوم بدور الوسيط في المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة النيجيرية وجماعة بوكو حرام الإسلامية يوم السبت انسحابه من المحادثات متهما السلطات بعدم الصدق، وقام إبراهيم داتي احمد الذي يقود المجلس الأعلى للشريعة في نيجيريا بدور الوسيط في المفاوضات غير المباشرة المفتوحة لوضع حد لسنتين من أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل.
وبعد ان أشار إلى تسريبات حول المفاوضات إلى وسائل الإعلام قال في بيان ان »ذلك أربكنا وأثار شكوكا حادة في نفوسنا حول صدق الحكومة فيما يفترض ان تكون المحادثات سرية«. وأضاف رجل الدين »بسبب هذا التطور البائس والمزعج ليس لدينا أي خيار آخر غير الانسحاب من هذه المحادثات«. وأكد »نأسف حقا لتفويت فرصة للتفاوض وإنهاء هذه الدوامة من العنف«.
وقد انشأ إبراهيم داتي احمد المجلس الأعلى للشريعة في نيجيريا ليجعل منها جماعة ضغط إسلامية بهدف فرض الشريعة في الولايات الـ12 بشمال نيجيريا المأهولة بغالبية من المسلمين عندما أرست البلاد الديمقراطية في عام .1999 وتجند المجموعة من صفوف رجال الدين المتطرفين وكانت تعد بين أعضائها الزعيم التاريخي لبوكو حرام محمد يوسف الذي قتل في عام 2009 أثناء قمع حركة تمرد للجماعة.
وكان مصدر مقرب من المفاوضات كشف هذا الأسبوع ان حكومة نيجيريا وبوكو حرام اجريا محادثات غير مباشرة بهدف وضع حد لأعمال العنف، وصرح مصدر دبلوماسي من جهته ان اتصالات أجريت بين الحكومة والجماعة الإسلامية عبر وسطاء.
وأثناء المحادثات اقترحت بوكو حرام وقفا لإطلاق النار لثلاثة أشهر مقابل الإفراج عن جميع أعضائها، كما طالبت ايضا بالا تقوم الحكومة باي اعتقال بعد الآن كما قال مسؤول امني مضيفا ان الحكومة تدرس هذا الاقتراح، وقد تبنت جماعة بوكو حرام وخصوصا الاعتداء بالقنبلة الذي استهدف في أغسطس عام 2011 مقر الأمم المتحدة في العاصمة ابوجا مما أدى إلى سقوط 25 قتيلا، وكذلك الهجمات المنسقة التي أوقعت 185 ضحية في كانو (شمال) في يناير الماضي.
وأطلقت دعوات في نيجيريا لإجراء محادثات فيما بدت السلطات عاجزة عن وقف مسلسل الهجمات المنسوبة إلى بوكو حرام، والتي ضربت هذا البلد الذي يعد الأكثر اكتظاظا بالسكان في إفريقيا، وأول منتج للنفط في القارة، وكانت محاولة سابقة لبدء محادثات فشلت لان الجماعة رفضت إلقاء السلاح كشرط لإبرام اتفاق سلام يشمل عفوا بحسب مسؤول امني.
ويعتقد ان بوكو حرام مؤلفة من فصائل عدة لكن المحادثات غير المباشرة مع حكومة نيجيريا أجريت مع الفرع الرئيسي بقيادة ابوبكر شيكاو. وفي 23 فبراير صرح مسؤول عسكري نيجيري ان بوكو حرام لها روابط مع تنظيم القاعدة لتكون المرة الأولى التي يشار فيها رسميا إلى هذا الرابط.
وقد كثف الإسلاميون في بوكو حرام الذين يسعون لإقامة خلافة إسلامية وفرض الشريعة على جميع أرجاء نيجيريا هجماتهم في الأشهر الأخيرة اغلبها في شمال البلاد المأهول بغالبية من المسلمين فيما الجنوب مأهول بغالبية من المسيحيين.