في الصميم
صَدَقَ شمطوط!!
تاريخ النشر : الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٢
لطفي نصر
عند مناقشة قضية الإسكان بمجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي.. قال النائب شمطوط لوزير الإسكان: كيف ستتمكن الحكومة من حل مشاكل الإسكان وهي التي تُغيّر الوزير كل سنة؟!
بصراحة.. هذا كلام معقول جدا.. فإذا استمر تغيير الوزير المعني بحل أعتى قضايا الوطن بهذه المعدلات المتسارعة وغير المعقولة.. فإن قضية الإسكان لن يكتب لها الحل في يوم من الأيام.
يأتي الوزير.. يدرس.. ويضع الخطط.. ويحشد الجهود من داخل الوزارة ومن خارجها.. ويعين الى جانبه من يثق بهم.. وعندما يهم بالبدء في وضع أول «طوبة» في أول مشروع إسكاني.. يفاجأ بتعيين وزير غيره.. ويأتي الوزير الجديد ويمسح كل جهود من كان قبله.. ثم يدرس من جديد.. ويضع الخطط المغايرة.. ويحشد الجهود.. الخ.
وتتعالى أكوام الطلبات في مخازن الوزارة.. ويقف الوزير أمام النواب.. يهاجمونه تارة.. ويجاملونه تارة أخرى.. ويسوقون له المبررات تارة ثالثة قائلين له: نحن لا نلومك أنت.. ولكننا نلوم من كانوا قبلك.
وتضيع القضية.. وتتشوه معالمها.. وتتفاقم.. وتصبح عصية على الحل.. والسبب.. أو أهم سبب هو ما قاله شمطوط.. التلاعب والاستخفاف بوزراء أعتى قضايا الوطن!!
والحقيقة المرة أن السبب الحقيقي هو عدم القدرة على الالتزام بسياسة ثابتة لمدد بقاء الوزراء في مناصبهم.. وقد تم إعلان هذه السياسة أو هذا النظام أكثر من مرة.. ولكنه يبقى عند مرحلة الكلام والتمرد على التنفيذ.. أي مجرد حبر على ورق.
قالوا إن هذا النظام يقوم على أساس أن يبقى الوزير في منصبه أربع سنوات قابلة للتمديد لفترة ثانية واحدة كحد أقصى.. ويرى الجميع أن هذا يمثل الحد الأدنى الضامن لتمكين الوزير من تنفيذ الخطط والمشاريع التي درسها وأعدها، وأعد لها العدة..
ولكن يبدو أن هناك رغبة كبيرة في ترك كل المسائل للظروف!
}}}
تصر المعارضة على أن تدفن رأسها في الرمال.. تطرح من حين إلى آخر ما يعريها ويفضح نواياها.. واهمين بأن هذا الذي يطرحونه يمكن أن ينطلي على غيرهم.. في الوقت الذي جعل من الطفل الصغير قادرا على كشف مكرهم من أول وهلة!
شكوا سلطات الأمن الى منظمات دولية بأنها لم تسمح لهم بتنظيم مسيرتهم من السفارة البريطانية بالمنامة حتى باب البحرين.. وانها تحول بينهم وبين أن يعبروا عن آرائهم ومطالبهم بالحرية المطلوبة، وهم في الحقيقة الذين يريدون أن يسيئوا الى سمعة الوطن كمركز للمال والاستثمار من خلال الاساءة الى مظاهر الأمن والأمان وإلى نعمة الهدوء في قلب العاصمة، ويعلنون لمن ينخدعون بأوهامهم أن البلد لم يعد ينفع فيه لا استثمار ولا سياحة.. ولا تسوق ولا حتى زيارة.. ويدرك الكثيرون أن نواياهم التي لم تعد تخفى على أحد أكبر من ذلك وأشد سوادا.
تسود هذه الأيام نغمة الاعتراض والتصدي للتوجه نحو الوحدة والاتحاد الخليجي من غير أي افصاح عن أسباب هذا الرفض والتصدي.. وهم الذين يعلمون قبل غيرهم أن كل الأديان والرسالات السماوية، وجميع من يعيشون في ربوع الدنيا ينشدون كل ما هو وحدة أو اتحاد.. ولا يوجد من يسيء الى ذلك أو يتحدث عنه بسوء.. كما يعلم الجميع أن الاتحاد قوة.. وأن الفرقة ضعف وانكسار.
يعرف الصغير قبل الكبير انهم يريدون دول «التعاون» ضعيفة متفرقة متباعدة ومهانة ليسهل السيطرة عليها وابتلاعها من قبل أعدائها.. وكل النوايا السوداء الأخرى يفضحها كل ذي عقل!
لقد عشنا اليوم الذي نرى فيه أبناء الوطن الواحد يسعدهم ويثلج صدورهم أن يروا المصائب تنزل من فوق رأس وطنهم، وترى الابتسامات تعلو من فوق الشفاه.. إذا هرب من الوطن بنك أو شركة جراء عبثهم.. تنشرح الصدور إذا سمعوا عن خسارة شركة أو افلاسها.. تغمرهم البهجة إذا تراجعت نسبة النمو.. أو إذا أطل الركود برأسه على أي قطاع من القطاعات.. وتكون المواقف نفسها اذا أصاب الوطن أي سوء أو مصيبة من أي نوع!
الأسوأ من ذلك أنهم يصنعون المشاكل أو يسببونها ثم يتاجرون بها، ولا يتورعون عن أن يتهموا النظام بأنه هو من صنعها أو سببها.. والشواهد على ذلك كثيرة.. ومنها قضية المفصولين.. أو ضعف معدلات تدفق خدمات الدولة الى المواطنين والمقيمين.. مع انهم هم الذين يضعون أعتى العقبات في طريق تدفقها.. فهل بعد ذلك يمكن أن نطلق على المعارضة - كما يتشدقون - معارضة وطنية؟!