الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

وفدنا إلى مؤتمر حقوق الإنسان بجنيف:
المعارضة تسعى إلى إفلاس البحرين

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٢



كشف الوفد البحريني إلى مؤتمر حقوق الإنسان بجنيف، برئاسة الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير «أخبار الخليج»، عن تفاصيل اللقاءات التي أجراها هناك، من أجل كشف حقيقة ما يحدث في البحرين، وفضح ما تروج له المعارضة البحرينية من أكاذيب وقصص مختلقة لا تمت إلى الواقع بصلة.
وأكد أعضاء الوفد في مؤتمر صحفي عقد صباح أمس بمقر جريدة «أخبار الخليج» أنهم أدركوا من خلال لقاءاتهم برؤساء البعثات الدبلوماسية هناك، أن الكثيرين بدأوا يعيدون صياغة مواقفهم من أحداث البحرين بعد إدراكهم أن هناك شيئا لم يكن مقبولا خلال هذه الأحداث، وأن هناك الكثير من الأكاذيب والمغالطات التي تم ترويجها خلال الأحداث، من دون أن يكون لها سند على أرض الواقع، وأن هذا التغيير يشمل أيضا مواقف الغرب تجاه ممارسات منظمات حقوق الإنسان، وأن التغييرات التي أحدثها ما يسمى الربيع العربي، لم تكن هي التغييرات المنشودة.
وأكد الأستاذ أنور عبدالرحمن أن الطرف الآخر أصبحت رسالته أن يشوه البحرين، من دون خجل، في الوقت الذي يعيشون فيه في بؤرة فساد على حساب دولة أجنبية، وقال إن هدفهم إفلاس المؤسسات التجارية البحرينية كما فعل أتباع الخميني، من أجل إسقاط النظام الملكي، حيث تمكنوا من وضع بلادهم على حافة الإفلاس، مشيرا إلى أن خسائر الأسواق البحرينية منذ بداية الأزمة بلغت 800 مليون دينار.
فيما أكدت الكاتبة عضو مجلس الشورى سميرة رجب أن المنظمات التي تعمل في البحرين ليست حقوقية وإنما سياسية وطائفية، ومعظمها ينتمي إلى طائفة واحدة، وقالت إنه على الذين ينادون بتغيير النظام أن يدركوا أننا لن نقبل تغييرا إلى الأسوأ.. أو تغييرا يؤدي إلى مصير أسود، مؤكدة أن الطرف الآخر لا يريد الحوار لأنهم يعتمدون على الكذب والتدليس.
فيما تساءل المحامي نبيل سعيد عضو الوفد البحريني، عن كيفية إمكان الحديث عن قمع الحريات في البحرين في الوقت الذي يتم فيه السماح بتظاهرة يسير فيها 100 ألف مواطن.
وقال أعضاء الوفد إن دبلوماسيين بريطانيين وأمريكيين في أوروبا أكدوا أن أفضل سبيل لكشف حقيقة ما يحدث في البحرين، هو اللجوء إلى تكوين منظمات غير حكومية.
(التفاصيل)
كشف الوفد البحريني برئاسة الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير «أخبار الخليج»، إلى مؤتمر حقوق الإنسان بجنيف عن تفاصيل اللقاءات التي أجراها هناك، من أجل كشف حقيقة ما يحدث في البحرين، وفضح ما تروج له المعارضة البحرينية من أكاذيب وقصص مختلقة لا تمت إلى الواقع بصلة.
وأكد أعضاء الوفد في مؤتمر صحفي عقد صباح أمس بمقر جريدة «أخبار الخليج» أنهم أدركوا من خلال لقاءاتهم رؤساء البعثات الدبلوماسية هناك، أن الكثيرين بدأوا يعيدون صياغة مواقفهم من أحداث البحرين بعد إدراكهم أن هناك شيئا لم يكن مقبولا خلال هذه الأحداث، وأن هناك الكثير من الأكاذيب والمغالطات التي تم ترويجها خلال الأحداث، من دون أن يكون لها وجود على أرض الواقع، وأن هذا التغيير يشمل أيضا مواقف الغرب تجاه ممارسات منظمات حقوق الإنسان، وأن التغييرات التي أحدثها ما يسمى الربيع العربي، لم تكن هي التغييرات المنشودة.
وأكد الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير «أخبار الخليج» خلال المؤتمر الصحفي، أن الطرف الآخر أصبحت رسالته أن يشوه البحرين، من دون خجل في الوقت الذي يعيشون فيه في بؤرة فساد على حساب دولة أجنبية، وقال إن هدفهم إفلاس المؤسسات التجارية البحرينية كما فعل أتباع الخميني، من أجل إسقاط النظام الملكي، حيث تمكنوا من وضع بلادهم على حافة الإفلاس.
فيما أكدت الكاتبة وعضو مجلس الشورى الأستاذة سميرة رجب أن المنظمات التي تعمل في البحرين ليست حقوقية وإنما سياسية وطائفية، ومعظمها تنتمي إلى طائفة واحدة، وقالت على الذين ينادون بتغيير النظام أن يدركوا أننا لن نقبل تغييرا إلى الأسوأ.. أو تغييرا يؤدي الى مصير أسود، فيما تساءل المحامي نبيل سعيد عضو الوفد البحريني: كيف يمكن الحديث عن قمع الحريات في البحرين في الوقت الذي يتم فيه السماح بتظاهرة يسير فيها 100 ألف مواطن؟
في البداية قال الأستاذ أنور عبدالرحمن: عندما كنا في مقر الأمم المتحدة في جنيف التقينا شخصيات كثيرة بريطانية وفرنسية وأوروبية وكذلك أمريكية، وشرحنا لهم موقف البحرين بصورة هادئة، وكشفنا لهم أن الهدف من هذه الاضطرابات التي وقعت في البحرين هو التأثير على الاقتصاد البحريني، وأن هذه الأحداث أدت إلى خسائر في الأسواق البحرينية بلغت أكثر من 800 مليون دينار بحريني، خسرتها الأسواق نتيجة انخفاض مشتريات البحرينيين والمقيمين والزوار الذين كانوا يأتون إلينا.
وقد حضرنا في القاعة رقم 27 الندوة التي نظمها المدعو سعيد الشهابي وكانت مرتبة من قبل جمعية حقوقية إيرانية، تحت مظلة مؤسسة «الأبرار» الإيرانية، وهي المؤسسة الأم التي ينضوي تحتها المؤسسات والأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، وكان يدير الندوة رئيس الجمعية الإيراني مسعود شاد جاره بمشاركة الفوضوي الكويتي عبدالحميد دشتي والنائبين الوفاقيين السابقين: علي الأسود، ومطر مطر.
ومع شديد الأسف فإن سعيد الشهابي حين رآني أنا وسميرة رجب، تحدث بعبارات منحطة تتنافى وكل أبجديات الأعراف والتقاليد المرعية، وقال إنني أرى في هذه القاعة رجالات التعذيب الذين يعذبون أبناء البحرين في كل يوم.. فرددت عليه قائلا: كيف تتجرأ على النطق بمثل هذه العبارات غير اللائقة وأنت في دار الأمم المتحدة؟ ان هذا يؤكد أنك لا تعرف أي شيء عن حقوق الإنسان.
ثم قلت: والآن أوجه كلامي إلى النائبين السابقين اللذين أديا القسم عند دخولهما البرلمان بأن يحترما الدستور والملك.. ويعملا على رعاية مصالح الشعب.. ولكنهما للأسف منذ اندلاع الأزمة بدلا من أن يلتزما العمل على تهدئة الأوضاع وتوفير أجواء الأمن والأمان لناخبيهما تملصا مع زملاء لهما من المسئولية التاريخية وانضما إلى مثيري الفوضى ومرتكبي أعمال التخريب والإرهاب، وهذه تندرج تحت جريمة الخيانة العظمى للقسم الذي أديتماه أمام الملك والأمة.
هنا ضرب رئيس الندوة الإيراني مسعود شاد جاره بمطرقته بقوة لإسكاتي لكنني واصلت الكلام وقلت: لقد تحملت على مضض ساعة كاملة الاستماع إلى أكاذيبكم، وأنتم تهاجمون بلادي ورموز بلادي، أعتقد أنه من حقي بضع دقائق كي أتمكن من خلالها إثبات أنكم كاذبون ومخادعون.
وقد رأيت في مكان الندوة التلفزيون الإيراني يصور، ولم يكن هناك في القاعة سوانا نحن البحرينيين الستة، والباقون إيرانيون واثنان أفارقة وأوروبي واحد.
وجوه أخرى للحقيقة
وقالت الكاتبة وعضو مجلس الشورى سميرة رجب: لقد كان الحوار مع المفوضية السامية مفيدا وكذلك اللقاءات والحوارات التي أجريناها مع فعاليات كثيرة مثل ممثلي البعثات الدبلوماسية المختلفة والدبلوماسيين والمسئولين، وقد أكدوا لنا أن هناك قناعة بدأت تتكون بأنه أصبح على الهيئات الحقوقية الدولية أن تطلع على حقوق الإنسان من زوايا أخرى، وليس من واقع دور الشرطي الذي يحاسب الأنظمة، بل عليهم أن يساعدوا الدول للنهوض بواجباتها وتحديد سبل تفادي الانتهاكات لحقوق الإنسان.
لقد كانت لنا اتصالات مع ممثلي البعثات الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والاتحاد الأوروبي، وكذلك كان لنا حضور في الندوات وعلى هامش مؤتمر مجلس حقوق الإنسان.
وما لاحظناه أن الجانب الآخر كان يطرح الكثير من الكذب والابتذال مع الوقاحة في الطرح، وكان يجب علينا ألا ننزل إلى هذا المستوى من الطرح ومن الأكاذيب، وكانت مبادرة من الأستاذ أنور عبدالرحمن أن يرد على الكلام في ندوتهم، وهذا ما أثارهم وأثار الحضور، وبحسب علمنا فإن هيئات حقوق الإنسان بدأت تعيد النظر في تقييم ما يدور في هذه القاعات.
لقد حاولوا الإساءة إلى وفدنا بالأكاذيب، وهذا هو نهجهم، فعندما تصل إليهم وتبدأ في فضح أكاذيبهم، يبدأون في التعرض إلى شخصية الأفراد ومحاولة التقليل من قيمتهم وهذا ما دفعنا للتحدث إلى الإعلام.
لقد كان الموجودين بالقاعة 27 هم ممثلون عن «الوفاق» وعن «أحرار البحرين» و«حق»، أي ممن يحضون على ممارسة العنف في الشارع البحريني، وقد استخدموا نفس الأكاذيب والممارسات التي اعتدنا عليها، فكمّ الكذب الكبير في جلسة واحدة يجعل من الصعب على المستمع أن يتمكن من إدراك الحقيقة.
أكاذيب قمع الحريات
وتحدث عضو الوفد المحامي نبيل سعيد فقال: لا أحد ينكر أن لدينا جميعا مطالب وأن البحرين ليست المدينة الفاضلة، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر التطور الذي حدث في البحرين خلال الاثني عشر عاما الماضية.
وإذا كنت تريد أن تعبر عن مطالبك فالمهمّ كيف ستعبر عنها، والمهم أن ندرك جميعا أن التغيير يتطلب وقتا.
إن وصفنا كوفد بأننا حكوميون خاطئ، لكنهم لم يكتفوا بذلك بل اتهموا أشخاصا من الوفد بالاشتراك في التعذيب، وذكروا اسم ضابط لم يكن موجودا في الوفد، وكل هذا من أجل تشويه سمعة الوفد.
لقد كانت الندوة تحت عنوان مواجهة قمع الحريات في البحرين، ونحن نتساءل كيف تقمع الحريات في البحرين، في الوقت الذي يسمح فيه بتسيير تظاهرة بها 100 ألف مواطن، ونقلتها البي بي سي، ولم نسمع أن أحدا منهم تم قمعه؟!
المشكلة أن من يدّعون هذا الكلام وراءهم إيديولوجية معينة توجههم وتعطيهم الأوامر.
وتقول سميرة رجب: هناك واقعة حدثت هناك، وعرفناها عندما قابلنا ناشطة فرنسية وهي طبيبة كبيرة في السن جاءت إلى الندوة وقالت لممثلي المعارضة البحرينية: لقد زورتم اسمي وسرقتم بطاقة هويتي ووضعتم اللوجو الخاص بأوراقي وأصدرتم بيانا مزورا يحمل اسمي بأنني كنت بين الطبيبات اللواتي تحدثن عن عمليات تعذيب حدثت لأنصار المعارضة في مستشفى السلمانية، وهذا كذب وافتراء لا يليق.
وقالت لنا إنها اكتشفت أن الذين يتحدثون إليها ليسوا بحرينيين، فشكت في الأمر وقررت الانسحاب تماما لكنها بعد ذلك وجدت اسمها بالتقرير المنسوب إليها زورا.
الأعضاء الشبان
{ وتحدث خلال المؤتمر الصحفي شاب وفتاتان بحرينيان شاركوا ضمن الوفد ممثلين للشباب البحريني، فقالت فاطمة صلاح الدين: المشكلة أن ممثلي المعارضة موجودون بصورة دائمة في الأمم المتحدة، ولا بد أن نتواجد من جانبنا ليسمع الجميع الصوت الآخر، فقد لاحظنا أننا كلما تحدثنا مع أحد هناك وكشفنا له بعض الحقائق كان يبدي دهشته، ويقول لنا: لم نكن نعلم بهذا الأمر.
{ وقالت مروة العبيدلي: نحن كشباب يجب أن يكون عندنا استعداد دائم لمواجهة ما يروجون له من أكاذيب في كل الهيئات الدولية، حتى نظهر حقيقة الأوضاع على أرض البحرين كما هي وليس كما يروجون لها.
{ وقال الشاب محمد النجم: الأزمة أكدت بالفعل أن للشباب دورهم، وأن علينا الانخراط في العمل العام، لأن الأزمة خلقت لدى كل منا الوعي السياسي المطلوب وأصبح الشباب يعبرون عن رأيهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لكننا نطلب من المؤسسات الحكومية تدريبنا لأن هذا سوف يساعدنا على القيام بدورنا بشكل أفضل.
رسالتهم تشويه البحرين
وقال الأستاذ أنور عبدالرحمن: نحن نواجه حقيقة مؤلمة، فلم أكن أتصور أن أي إنسان من أجل تحقيق مآرب حزبية وطائفية، لا يتردد في أن يكذب ويختلق القصص الخيالية، ولكن هذا ما نراه من الطرف الآخر الذي جعل رسالته السامية أن يشوّه البحرين، أشخاصا ودولة ومؤسسات من دون أي درجة من درجات الخجل.
يفعلون ذلك في الوقت الذي هم فيه غارقون في بؤرة الفساد، ويعيشون حياتهم على حساب حكومة أجنبية.
لقد اقترح علينا البريطانيون والأمريكيون أن نؤسس (NGO) أي منظمات غير حكومية، لتتولى الدفاع عن قضايا البحرين، ونحن نريد أن نبدأ بالصحافة، نريد أن يكون للصحافة البحرينية صوت، في الدفاع عن الوطن واقتصاد الوطن، ويجب تشكيل منظمات حقوقية مستقلة للدفاع عن الوطن.
بيزنس حقوق الإنسان
{ سؤال من «أخبار الخليج»: أحداث ما يسمى الربيع العربي تشير إلى أن هناك «بيزنس» كبيرا في المنطقة حاليا، هو بيزنس حقوق الإنسان، حيث تدفع مبالغ طائلة تحت هذه الشعارات لأفراد للقيام بأعمال أخرى؟ هل هناك تقدير لحجم هذا البيزنس ومن يموله؟
- سميرة رجب: نعم هناك منظمات تعمل في بيزنس حقوق الإنسان ولمسنا هذا في إطار ما يسمى الربيع العربي، ولكن إذا لم نمتلك دليلا فإننا لا نستطيع أن نذكر أسماء.
ومن خلال حوار تلفزيوني شاهدت سيدة مصرية تتهم منظمة فريدوم هاوس الأمريكية بدفع مبالغ طائلة، وهناك أحاديث مشابهة، والمهم في ذلك أن هناك صحوة في الغرب نحو هذا الأمر، وهذا ما لمسناه من خلال لقاءاتنا، فقد أكدت لنا العديد من الشخصيات أن التغييرات التي حدثت في كثير من البلدان من خلال الربيع العربي ليست هي التغييرات المرجوة، وأن هناك شيئا لم يعد مقبولا.
لهذا هناك تغييرات في المواقف وفي الإطار الفكري من الدول التي دعمت هذه الثورات، وأن الشبان الذين قادوا هذه الثورات اختفوا ثم جاءت أحزاب أخرى لتحكم.
أما بالنسبة إلى البحرين فهناك الآن رؤية مختلفة، وأدرك الكثيرون أن ما حدث كان فيه شيء غير مقبول، واليوم تعاد صياغة المواقف بطريقة أو بأخرى.
وفي الأسبوع الماضي تم إعلان جزء من تقرير بسيوني حول ليبيا والذي كشف التجاوزات في مجال حقوق الإنسان من جانب القذافي وجنوده من ناحية ومن جانب الثوار من ناحية أخرى.
واستطردت سميرة رجب قائلة: المنظمات التي تعمل في البحرين ليست حقوقية وإنما سياسية وطائفية ومعظمها تتبع طائفة واحدة.
والجماعة التي تمثلها المعارضة غير قادرة على الحوار، فهي جماعة تعتمد على الكذب وتشويه الحقيقة، فهل بإمكاننا أن نتحاور مع إنسان لا يريد الحوار؟ هم لا يريدون الحوار لأنهم يعتمدون على الكذب والتدليس.
مواجهة الأكاذيب
{ سؤال من مراسل «ام بي سي» لماذا لا تكون هناك فروع للجمعيات الحقوقية الوطنية في لندن، لتواجه وجود الجمعيات الأخرى؟
يجيب المحامي سعيد نبيل: هم يقيمون جمعياتهم في لندن، لأنهم يتلقون الدعم من جهات تحدد لهم رؤيتهم وما يقولون، فيروجون الأكاذيب بشكل دائم ومستمر، ولقد أدركنا ونحن نحضر ندوتهم في مقر الأمم المتحدة أننا لو أردنا الرد على هذه الأكاذيب لاستغرقنا يوما كاملا.
نحن نتحدث من هنا على أرض البحرين، لأننا لا نتلقى الدعم من أحد ولا نقول إلا الحقيقة، ومن يرد أن يستمع للحقيقة فليأت وليرها بعينيه، لكنهم عندهم الدعم المالي ويتحركون وفقا لأوامر, لدرجة أنهم لا يستطيعون أن ينطقوا بعبارة «الخليج العربي» بل يقولون الخليج الفارسي، وفي أفضل الحالات يقولون الخليج الإسلامي.
هدفهم تحطيم الاقتصاد
ويقول الأستاذ أنور عبدالرحمن: بعد عام من الأحداث نرى أن النمط الذي يتبعونه هو ما قام به الخمينيون في إيران لإسقاط النظام الملكي، وهو تحطيم الاقتصاد، وقد استطاعوا في سنة واحدة أن يوقفوا نشاط جميع المؤسسات الإيرانية، وبالتالي وصلت البلاد إلى حافة الإفلاس، وهم يريدون إفلاس المؤسسات التجارية البحرينية، حتى يتم الاستغناء عن كل الموظفين، ويصل الجميع إلى حالة الحرمان، وهم يعتقدون بهذا أن الدولة ستركع لهم.
وردا على سؤال حول الحل للخروج من هذه الأزمة قال الأستاذ أنور عبدالرحمن: رجال قوة دفاع البحرين قالوا إنهم قادرون على حل هذه الأزمة خلال 24 ساعة، ولكن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الإنسان الرؤوف قال منذ اليوم الأول لتوليه الحكم لنا كصحفيين في قصر الصافرية: يا سادة أنا لا أريد أن أحكم شعبي بالبندقية والدبابة، وجلالته ملتزم إلى الآن بنهج هذه الفلسفة، لأنه ملك وليس دكتاتورا, أب للأمة وليس خصما للأمة.
{ وتضيف سميرة رجب: البحرين تواجه الآن هجوما خارجيا من خلال أذرع وأياد بحرينية، وهذه الجهات عملت على خلق قاعدة ثقافية خطيرة من اجل تحقيق مصالحها، وهم اليوم وصلوا إلى محاولة تغيير النظام.
وأنا أقول ربما يكون تغيير النظام حقا من حقوق الشعوب، ورغم أنني أعتقد أن الذين يريدون التغيير لا يزيدون على 10 في المائة، ونحن عشنا مع هذه الجماعات التي تطالب بالتغيير، ورأينا أكاذيبهم وأساليبهم الملتوية، وهي أساليب لا تناسبنا في البحرين، ونحن كشعب وحكومة كيف نقبل بالتغيير إلى شيء أسوأ، إن التغيير يجب أن يكون إلى الأفضل، فكيف نقبل بتغيير سوف يقودنا إلى مصير أسوأ.
الإعلام الرسمي
{ بدور المالكي من صحيفة «البلاد»: لماذا يبدو الإعلام البحريني مقصّرا في مواجهة كل هذه الأمور؟ وكذلك الجهات الرسمية؟
- الأستاذ أنور عبدالرحمن: لا يمكن أن نتهم الإعلام الرسمي بالتقصير، لأنه إعلام لكل البحرينيين ولا يمكن أن يتحدث باسم طائفة من دون أخرى، والدولة ليست مهمتها اختلاق الأكاذيب، لكنها تواجه الأكاذيب بالحقائق.
ومن هذا المنطلق فإن الدولة من خلال وزاراتها وسفاراتها ووفودها لم تقصر في مواجهة ما يحدث.
ويستطرد قائلا: السؤال الآن هل ما يسمى «الربيع العربي» هو لمصلحة الشعوب أم لمصلحة الغرب؟ وهنا أقول إن ما نعانيه هو نتيجة خطأ الغرب وطمعه وبشاعته.
وأكبر دليل هو ما حدث قبل 60 سنة عندما انتخبت حكومة مصدق من خلال انتخابات حرة، ووصل إلى السلطة، وقام بتأميم النفط الإيراني، فكانت النتيجة أن البريطانيين أقنعوا الأمريكيين بقلب نظام الحكم، وكان كيم روز وايلد هو المفكر الذي خطط للانقلاب، والذي نفذ عن طريق جمع العاهرات والقوادين من المنطقة الخاصة بهم، ودفعوا لكل منهم 100 أو 200 دولار، فقاموا بمظاهرات وأسقطوا النظام من خلال انقلاب عسكري.
هم - في الغرب - الآن أسقطوا أنظمة، ولكنهم في الحقيقة لا يريدون حكومات وطنية بل يريدون حكومات عميلة، يريدون من يطيعهم، لكنهم لا يريدون أي حكومة تتحدث باسم العروبة أو الوطنية.
فالعروبة هي الفكر الوحيد الذي يرفض التغريب، لأننا العرب لنا تقاليدنا وعاداتنا التي نتمسك بها، بعكس قوميات أخرى في آسيا وغيرها، أصبحت تعيش بالنمط الغربي في كل شيء إلا فيما يختص بطعامها.
تغيير المواقف
تضيف سميرة رجب: استكمالا للحديث عن دور الإعلام أنا أرى أن الإعلام الخاص هو المستقبل، وعلى الإعلام الخاص أن يقوم بدوره، وكذلك هناك دور للشباب.
وعموما أنا أستنتج من خلال لقاءاتي بالبعثات الدبلوماسية أن هناك نوعا من التغيير في المواقف، وهذا هو المهم لأن هذا يعني تغييرا في مواقف الدول، أما المنظمات الدولية فهي تمثل في النهاية سياسات دول معينة.
* حسين صالح من «أخبار الخليج»: الآن الذين يتحدثون عن البحرين هم الإسلاميون فقط، فلماذا يتركون وحدهم، وكيف سيستمع اليكم العالم؟
- سميرة رجب: عندما يحدث فراغ يسعى البعض لأن يملأه، وعندما خلت الساحة دخلها الإسلاميون وهم ممولون ولديهم مصادر للدخل جعلتهم يبرزون.
ويكمل الأستاذ أنور عبدالرحمن: لا يوجد ثبات أو استقرار في الفكر السياسي في البحرين منذ الخمسينيات حتى الآن، والأمر يشبه الأرجوحة، ففي منتصف الخمسينيات كانت هناك مدرسة القومية العربية، وفي منتصف الستينيات اتجه كثيرون إلى الماركسية والتي سادت الصحافة البحرينية، وفي منتصف السبعينيات انتشر السلفيون، وفي 79 جاء الخمينيون، فوجدنا بعض الماركسيين يتحولون إلى الفكر الخميني وهكذا.
المشكلة هي كيف أمكن لشخص الانتقال من فكر إلى آخر ثلاث مرات خلال 25 سنة؟!
ويستطرد قائلا: هل التعليم هو العنصر الرئيسي في تكوين الإنسان؟ إن المهاتما غاندي يقول: ما قيمة التعليم إذا لم يؤد إلى تطور الإنسان؟
لنضرب مثلا بالنائب السابق مطر مطر، لقد كان يتحدث في ندوة جنيف عن معاناة الشيعة وفقرهم، وهو لا يقول الحقيقة، فهو شيعي ومتعلم ولديه ثروة، المشكلة إذن ليست في العلم بل في غياب الضمير أو في قتل الضمير.