أخبار دولية
منظمة العفو: حلف الأطلسي لم يحقق بشكل مناسب في وفاة مدنيين في ليبيا
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٢
لندن - الوكالات: قالت منظمة العفو الدولية امس الاثنين ان حلف شمال الاطلسي لم يحقق بشكل مناسب في وفيات المدنيين التي نجمت عن غارات جوية شنتها طائراته او يدفع تعويضات عنها.
وشن الحلف حملة جوية استمرت سبعة أشهر ساعدت المعارضة الليبية على الاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي.
وفي تكرار لاتهامات رددتها روسيا في وقت سابق من الشهر الحالي قالت منظمة العفو الدولية ان عشرات الليبيين غير المشاركين في الصراع قتلوا او اصيبوا خلال الغارات الجوية التي شنتها طائرات الحلف لكن لم يتم التحقيق بشكل مناسب في الامر.
وقالت دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري الازمات في منظمة العفو في بيان «أكد مسؤولو حلف شمال الاطلسي مرارا التزامهم بحماية المدنيين». وأضافت «لا يمكنهم الان تجاهل موت عشرات المدنيين باصدار بعض بيانات الاسف المبهمة من دون تحقيق مناسب في هذه الحوادث المميتة». وأضافت منظمة العفو ان التحقيقات يجب ان تكشف ما اذا كانت الخسائر في أرواح المدنيين نجمت عن اي انتهاك للقانون الدولي وفي حالة حدوث ذلك يجب تقديم المسؤولين للعدالة.
وبدأت مهمة حلف شمال الاطلسي بتفويض من الامم المتحدة في 31 مارس من العام الماضي بهدف حماية المدنيين من هجمات قوات القذافي. ونفذت قوات حلف الاطلسي نحو 26 ألف طلعة جوية منها نحو 9600 طلعة قصف ودمرت 5900 هدف قبل انهاء العمليات في 31 اكتوبر.
وخلص محققو مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في وقت سابق من الشهر إلى ان عمليات حلف الاطلسي أوقعت قتلى مدنيين وان كان قد اتخذ احتياطات شديدة لعدم سقوط قتلى بين المدنيين.
واتفقت منظمة العفو أيضا على ان حلف الاطلسي بذل جهدا كبيرا لتقليص مخاطر وقوع خسائر بشرية بين المدنيين من خلال استخدام قنابل ذكية فائقة الدقة والتحذير من وقوع غارات قبل وقوعها. لكن المنظمة قالت ان هذا لا يعفي الحلف الغربي من التحقيق في كل الوفيات او دفع تعويضات للضحايا او أسر القتلى. وقال ناجون واقارب ضحايا أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات معهم ان حلف الاطلسي لم يتصل بهم على الاطلاق.
ووثقت منظمة العفو 55 حالة لمدنيين بينهم 16 طفلا و14 امرأة قتلوا في غارات جوية في طرابلس وزليتن وماجر وسرت والبريقة غالبا في منازل وخاصة من دون أن يكون هناك أي أدلة على وجود هدف عسكري. وقالت المنظمة إن من بين هؤلاء 34 شخصا بينهم ثمانية اطفال قتلوا في ثلاث هجمات منفصلة على منزلين في ماجر من دون تفسير لسبب استهدافهما.
وفي أحدث رد فعل لحلف شمال الاطلسي على منظمة العفو الدولية قال انه «يأسف بشدة لأي ضرر» تسببت فيه هجماته الجوية لكنه قال انه لم يعد لديه اي تفويض للقيام بأي أنشطة في ليبيا. وأشار الحلف في بيان الاثنين إلى ان لجنة التحقيق الدولية بشأن ليبيا التي أجازتها الأمم المتحدة توصلت إلى ان الحلف قام «بحملة بالغة الدقة مع إصرار واضح على تجنب الاصابات في صفوف المدنيين».
وقالت المتحدثة وانا لونجيسكو «بحث حلف شمال الاطلسي كل زعم جدير بالثقة قدم اليه بشأن إلحاق ضرر بمدنيين وسيواصل عمل ذلك». وأضافت «يشمل هذا تقييم كل سجلات الحلف بدءا من اختيار الهدف وحتى أي معلومات اخرى تم جمعها في اعقاب الغارة. أكدت عملية المراجعة هذه أن الاهداف المحددة التي ضربها حلف الاطسي كانت أهدافا عسكرية مشروعة». وأضافت في بيان «فيما يتعلق باقتراح ان يقوم الحلف بمزيد من التحقيق تجدر الاشارة إلى ان حلف الاطلسي لم يكن له مراقبون على الارض خلال العملية ولم يحصل على تفويض للقيام بأنشطة في ليبيا في اعقاب انتهاء عمليتنا».
وقبل نحو اسبوعين انتقدت روسيا محققي الامم المتحدة لتقاعسهم عن القيام بتحقيقات وافية في وفيات مدنيين بسبب هجمات الحلف اثناء الانتفاضة العام الماضي وقالت ان اطفالا وصحفيين قتلوا.
وقالت ماريا خودينسكايا جولينشيفا وهي دبلوماسية في البعثة الروسية لدى الامم المتحدة في جنيف «في رأينا حدثت خلال هذه الحملة انتهاكات كثيرة لمعيار القانون الدولي وحقوق الانسان من بينها الحق الاهم وهو الحق في الحياة». وانتقدت روسيا حملة الحلف والتي قالت انها كان يجب ان تقتصر على حماية المدنيين وليس المساعدة في الاطاحة بالقذافي.