الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


أربعة قتلى في إطلاق نار أمام مدرسة يهودية في فرنسا

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٢



تولوز - (أ ف ب): قتل أستاذ دين وثلاثة أطفال أمس الاثنين أمام مدرسة «اوزار هاتوراه» اليهودية في تولوز جنوب غرب فرنسا، في عملية أثارت استنكارا شديدا في فرنسا ودفعت إلى تشديد حماية الطائفة اليهودية. وأعلن مدعي الجمهورية في تولوز أن أستاذ الدين (30 عاما) وولديه (3 و6 سنوات) وطفلة ثالثة في العاشرة هي ابنة مدير المدرسة قتلوا برصاص مسلح على متن دراجة نارية لاذ بالفرار بعد الهجوم الذي أوقع أيضا جريحا إصابته بالغة.
وقال المدعي ميشال فاليه أمام صحفيين إن منفذ الهجوم «أطلق النار على كل من كانوا أمامه من أطفال وبالغين ولاحق الأطفال حتى داخل المدرسة». ويعتبر الاعتداء الذي أثار الذهول في البلاد الأول من نوعه ضد يهود في فرنسا منذ الاعتداء الذي أوقع ستة قتلى في باريس في عام 1982 ضد مطعم معروف في الحي اليهودي للعاصمة.
وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وصل إلى تولوز ظهرا أن الاعتداء يشكل «مأساة وطنية». وأعلن لزوم دقيقة صمت اليوم الثلاثاء في المدارس, مؤكدا أنه سيتم «بذل كل جهد من أجل العثور» على منفذ الاعتداء. وقبل شهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، توقفت الحملة الانتخابية بسبب هذه المأساة. وترجح الشهادات وفرضيات المحققين أن تكون تلك ثالث جريمة يرتكبها رجل يتنقل على متن دراجة نارية بعد استهداف عسكريين في تولوز ومونتوبان المجاورة، أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، هم ثلاثة جنود من أصل مغاربي وإصابة رابع بجروح خطرة. وكان مطلق النار في تولوز مزودا بسلاحين، أحدهما من نفس العيار (11,43) كالسلاح المستخدم في الهجوم ضد المظليين بحسب مصادر من الشرطة.
وأفادت مصادر من الشرطة بأن الرجل وصل على متن دراجة نارية واستخدم سلاحا (ربما من طراز 9 مم) خارج المدرسة وأطلق النار على رجل قبل أن يتعطل سلاحه ثم دخل المبنى حيث استخدم سلاحا آخر من عيار (11,43) وأطلق النار على أطفال.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية على الفور تشديد الإجراءات الأمنية حول جميع المراكز الدينية في البلاد وخصوصا المدارس اليهودية. وأصبحت الآن نيابة مكافحة الإرهاب في باريس هي التي تدير التحقيقات التي فتحت بعد إطلاق النار على المدرسة اليهودية وعلى عسكريين في تولوز ومونتابون.
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية بيار هنري براندي «لقد أعطيت التعليمات لمراكز الشرطة والدرك لتشديد الأمن حول جميع المراكز الدينية في فرنسا وخصوصا المدارس الدينية اليهودية». وأعربت الجالية اليهودية في فرنسا التي تعتبر الأكبر في أوروبا حيث تعدّ ما بين 500 و700 ألف شخص، عن روعها، وأعلن رئيس المؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) ريشار باسكييه أنه سيتوجه لاحقا إلى تولوز.
وأحد أول ردود الفعل جاء من رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي محمد موسوي الذي عبر عن «ذهوله لهذا العمل الإجرامي الذي لا يوصف». وعبر عن «تضامنه وتضامن مسلمي فرنسا». وقد وقع إطلاق النار صباحا بالقرب من مدرسة اوزار هاتوراه. وبحسب كل الشهادات التي جمعت فإن رجلا على دراجة نارية أطلق النار على الأهالي وأطفالهم. وبحسب شرطي في المكان فإن الأطفال والمراهقين الذين يرتادون المدرسة أدخلوا سريعا إلى داخل المدرسة.
وسرعان ما ردت السلطات الإسرائيلية، فصرح الناطق باسم وزارة الخارجية ايغال بالمور «بأننا مصدومون من هذا الهجوم ونثق بالسلطات الفرنسية للتحقيق في هذه الفاجعة وإحالة مرتكبي هذه الجرائم على القضاء». وأضاف «اننا نتابع ما يجري بتأثر»، وقطعت قنوات الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية برامجها العادية لتقديم تفاصيل حول الهجوم.
وأدانت السلطة الفلسطينية أمس الاثنين بشدة الاعتداء الذي استهدف مدرسة يهودية في تولوز جنوب فرنسا واعتبرته «عملا إرهابيا». وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس «ندين بشدة كل أعمال الإرهاب وخاصة حادث اليوم الإرهابي في تولوز في فرنسا والذي راح ضحيته أطفال يهود». وأضاف انه «عمل إرهابي بكل المقاييس ونحن على الدوام ضد الإرهاب الذي يستهدف المدنيين الأبرياء». وشدد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان دائما يدين هذه الأعمال الإرهابية التي تعتبر ضد الإنسانية.
كما أدان البيت الأبيض أمس الاثنين الهجوم «المشين وغير المبرر» على مدرسة يهودية في فرنسا والذي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. وقال توني فيتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي «لقد أحزننا بشدة نبأ الهجوم المروع على مدرسي وطلاب مدرسة يهودية في مدينة تولوز الفرنسية».
وأضاف «نتوجه بأفكارنا وصلواتنا إلى عائلات وأصدقاء الضحايا ونقف مع المجتمع في أحزانه». وتابع «وننضم إلى حكومة فرنسا في إدانة عمل العنف هذا المشين وغير المبرر بأشد العبارات».