الجريدة اليومية الأولى في البحرين



بالونات الاختبار الفارغة !!

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



ليس جديداً أو مستغربا، قيام أي دولة أو أي نظام باختبار ردّات الفعل الشعبية عن طريق تقنية «بالونات الاختبار»!
«بالونات الاختبار» تُستخدم من قبل الأنظمة السياسية صغُر حجمها أو كبُر، لقياس ردّات فعل الجماهير من قرارات أو مواقف معيّنة.
إذا صمتت الجماهير تجد تلك البالونات تتحوّل إلى قرارات نافذة في فترات وجيزة، متخطّية كل الصعاب والعوائق!
أمّا إذا كانت ردّات الفعل حامية، فتجد التصريفات جاهزة، وهي أنّ تلك البالونات فارغة، وأنّ ما يدور من كلام، ما هو سوى إشاعات مُغرضة، تريد تشويه سمعة جهة أو طرف ما!
لن أخوض في استعراض عشرات الأمثلة المكدّسة، وسأكتفي اليوم بعرض نموذج واحد «لبالونة» باتت الدولة تستخدمها لإلهاء الجميع بها، حيث ألقتها بينهم لينشغلوا بها، وهي صامتة، لم تعلّق بأنّها إشاعة، ولم تعلن بأنّها حقيقة!
ليس ذلك فحسب، بل باتت الدولة توظّف قرارات الأطراف السياسية لدمجها في لعبة البالونات! بل حتى بعض الأطراف السياسية تعلّمت من الدولة تلك اللعبة، وباتت تستخدمها مع جماهيرها السياسية! سأتبرّع هنا بشرح ما يحدث اليوم من إلهاء للشعب وللجماهير بتلك البالونة!
الدولة ألقت ببالونة «الحوار»، وهي تعلم حقيقة مواقف جميع الأطراف الموجودين على الساحة تجاهها.
الدولة تعلم أنّ هناك فئات عريضة من الشعب ترفض أي حوار يأتي بإملاءات خارجية، كما يأتي لترضية أطراف في الداخل والخارج على السواء، ولتمرير بعض المشاريع الرياضية (الفورمولا نموذجا)، على حساب الإصلاح السياسي الذي يبدأ بمحاسبة من اعتدى وأساء؟!
الدولة تعلم أن هناك فئات عريضة ترفض الحوار لأنّها ترفض الجلوس مع فئات طعنت الوطن في خاصرته، وحتى يومنا هذا ترفض الاعتذار، وما الحبل الممدود لها من الدولة سوى طوق النجاة الذي تنتظره للحفاظ على ما تبقّى لها من وَهم!
من جانبها الوفاق بدأت تتعلّم الدرس، لتبدأ لعبة البالونات مع جماهيرها، فبعض رؤوسهم يعلن دخولهم في الحوار، وغيره ينفي، وهي بين هذا وذاك؛ تكسب الوقت وتستفيد من المغانم داخلياً وخارجيا!
جماهير الفاتح، أمام هذا الرفض المشروط، تصطدم بقرارات جمعياتها، وهي لا تعلم عن حقيقتها، وهل هي مواقف ثابتة، أم متقلّبة، أم هي مواصلةً للعبة البالونات الفارغة!
بين «حانا» و«مانا»، استطاعت الدولة أن تشغل الجميع بمشاريع فاسدة كطيران الخليج ومستشفى الملك حمد، ليضيع نوّاب الشعب أكثر من ضياعهم، وليضرب أبناء الوطن أخماساً بأسداس، وهم يعلمون بتفاصيل لعبة البالونات تلك، من يلقيها؟ وما سبب إلقائها؟ ولكنهم في نفس الوقت يعلمون أنّ قدَرَهم لم ولن يكون الا كما كان طوال عشرات السنين من التهميش السياسي، حيث لا رأي لهم ولا وزن!
برودكاست: إلى جمعيات الفاتح السياسية: لن يغفر لكم تاريخ الوطن ولا مكوّن كبير من شعب البحرين، نياتكم الطيبة وحبكم للوطن.
شقاقكم وتصدّعكم لن يضيّعا حقوق من وثق بكم فقط، ولكنّه سيضيّع الوطن بأسره، فاتقوا لعنات التاريخ!