الجريدة اليومية الأولى في البحرين


محطات


رالف فينيس.. مخرج وممثل في فيلم ملحمي معاصر

تاريخ النشر : الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢



ليس Coriolanus الذي أخرجه رالف فينيس مجرّد فيلم مقتبس من مسرحية شكسبيرية يرتدي فيه الأبطال الأثواب والصنادل التي شاعت في زمن الإمبراطورية الرومانية. إنه فيلم غني بعمليات التمويه العسكري وبالمعارك.
ينطوي فيلم Coriolanus على مفاهيم البسالة والبطولة. مع أن رالف فينيس، الذي يُعدّ هذا الفيلم أولى تجاربه الإخراجية، بقي أميناً لنص شكسبير، إلا أنه سرد فيلمه الذي يتحدّث عن اغتصاب الأرض وعن الاضطرابات السياسية الدائرة في مدينة روما بطريقة معاصرة تجعل المشاهد يعتقد أن الأحداث تدور في البوسنة أو في بيروت.
تظهر في Coriolanus معالم قاتمة من العمارة الهندسية المعاصرة، وأنقاض وحطام متأتية عن الفقر والنزاعات، وشاشات تلفزيونية تنقل الأخبار وأعمال الشغب، وشعوب منتفضة، ودماغوجيون يرتدون بدلات، واشتباكات حزبية وغطرسة نخبوية، مضيفة جميعها إلى الفيلم طابعاً معاصراً.
قال فينيس خلال مكالمة هاتفية من لندن: «شعرت بأنه من الضروري أن يكون الفيلم معاصراً. لا شك فيه أنه يمكن إدراج الفيلم في سياقات تاريخية مختلفة لأن الجرأة والنبل وشجاعة المحارب مواضيع قديمة. لكني مع ذلك، أشعر بأنها أقرب إلى عصرنا الحالي».
فيCoriolanus الذي قام بأقلمة نصّه كاتب الأفلام الحائز جائزة أوسكار جون لوغان (عن فيلمه Hugo)، يؤدي فينيس دور قائد عكسري شجاع يُدعى كاييوس مارتيوس كوريولانوس تدفعه والدته فولوفمنيا (تؤدي دورها الممثلة الرائعة فانيسا ريدغرايف) إلى الحصول على منصب مستشار وينقلب ضده سكان المدينة. بعد جملة من الاضطرابات، يُطرد كوريولانوس من مدينة روما فيقرر التحالف مع أعدائه الخاضعين لقيادة جيرار باتلر والعودة إلى المدينة للأخذ بالثأر.
شارك في الفيلم أيضاً كل من برايان فوكس وجيسيكا تشاستاين وجايمس نيسبيت.
الممثل الإنكليزي فينيس الذي شارك في دور اللورد فولديمورت في مسلسل خيالي يتحدث عن صبي ساحر، بدأ بالتفكير في أقلمة آخر تراجيديا كتبها شكسبير وتحويلها إلى فيلم سينمائي بعد مشاركته في عام 2000 في عمل مسرحي ضخم عرض في لندن. خلال عقد من الزمن، راح يطرق باب المنتجين والممولين ليتبنّوا عمله. ذكر في هذا السياق: «كان الأمر عسيراً، فقلّة من الناس تعرف المسرحية، ومن يعرفها يجدها غالباً صعبة ومعقّدة. يُقال إنها غير عملية وإن بطلها غير محبب ومثير للنفور… شخصياً، أحب هذه المسرحية لأنني أجدها صدامية وحيوية ومثيرة للاستفزاز. إنها تقدّم للجمهور بطلاً فريداً من نوعه، بطل يتحدّاك كي تكرهه». لا عجب في أن تكون صعوبة المسرحية وطباع بطلها المنفرة قد جعلا فينيس يواجه صعوبة في تنفيذ عمله. قال والابتسامة على وجهه: «عندما ذكرت أنني سأخرج أول فيلم لي وإنني سأكون بطله، شعرت بأن الناس لم يصدّقوا كلامي وظنوا أن المشروع وهم من خيال». تابع: «لكنني قمت بتحضيرات كثيرة قبل البدء بالتنفيذ. بحثت عن أفلام ملحمية ورسومات وصور خاصة بتلك الأيام، كذلك تمكنت، لحسن حظي، من زيارة بعض المواقع في صربيا وأوروبا الشرقية. كنت أعي جيداً أنه علي أن أظهر للناس إنني أقوم بواجبي على أكمل وجه».
تم التصوير في صربيا ومختلف أنحاء مدينة بوخارست الرومانية، ولاقى الفيلم العنيف والاندفاعي أصداء إيجابية في المهرجانات السينمائية وحصل على ترشيحات لجوائز الأوسكار من النقاد.