خوفا على الوحدة الوطنية.. كلمة ملك صادق
 تاريخ النشر : الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٢
بقلم: الشيخ د. عبدالله المقابي
النصيحة موقف لا يوقفها الخوف أو التردد وهي تأتي من القادرين على بذلها وموجهة من الذين يثقون بأن أمرهم يهمها وأنهم في أمس الحاجة إليها، فإذا أتت منحت لسامعها القوة وأعطته الجرأة على تغيير واقعه الذي يعيشه عكس تيار القدرة المركزة سلباً في محله الحاضر، والنصيحة منحة سامية كما في الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، بقلبه الطيب الكبير وروحه الشفافة الواسعة المتطلعة إلى آفاق التقدم والمزيد من الكرامة والرفعة لشعب البحرين كافة، وكم طالت خطابات صاحب الجلالة مليكنا المعظم شعور المواطن البحريني ولامست حسه الوطني بحس مليكه المفدى.
هذه الخطابات تتكرر كفرص لا تعوض من جزيل العطاء الموفور والعمل المذكور، يُحسب في حساب خاص لزيادة مكانة البحرين بما يقدمه قائدها العربي راسم دربها لدروب العلو والشرف، فالبحرين تتباهى متعالية على دول العالم بوجود خطاب يتكرر بلغة عربية فصيحة يقصد العقول قبل القلوب، وتملؤه المحبة والإخاء والأبوة والحنان فيخرج من قلب صادق يصادف القلوب الولهة المنتظرة لسماع هذه الكلمات الرائعة من لدن صاحب الجلالة.
خطاب كريم عظيم يرحب بالصغير فيه قبل الكبير، يرسم البسمة على وجوه الأحبة من شعبه الكريم، خطاب يُطل بالتروي ويشعرك بأنك أمام جبل من التواضع الإنساني، يرافقك إلى مسالك الخير، يشعرك بذاتك الكبيرة في محضر الشجاعة والكرم، خطاب يرسم المستقبل المشرق فيه من التوجيهات الجلية الجليلة الكثيرة ما يحمّل المواطن البحريني عمق المسئولية ويزيل عنه خوفه من المجهول والمستقبل، خطاب لا يترك الحيرة بعد سماعه، لا يعرف المجاملة مع أبنائه فهو خطاب القائد المشارك لفريقه وشعبه المحب له.
خطاب كهذا يولد في كل مرة ليزيد من عزم المواطن على المضي قدماً في محطة الإصلاح مع عجلتها المتقدمة لحاضر ومستقبل البحرين، وخطاب له معان في القلوب كثيرة ومعارف في النفوس شهيرة تبني عامل السعي الدؤوب قدماً للإصلاح وفي دائرة الصلاح، وفي خطاب جلالة الملك المفدى تقاس الأمور بقياسها الصحيح وتعبر في موقفها الصحيح رائحة إلى مواقعها الحقيقية.
في الخطاب الملكي السامي فسحة أمل تبزغ كلما أُعيد وقرِئ بعد الترحيب عرض للإنجاز وضرب للماضي وقواسم الفراق، خطاب يُسمع كل الآذان وجود الخير والأمان في مملكة الحب والأمن والأمان، تجتمع معه الأفعال التي ترسم مستقبل التقدم الزاهر في عهده المبارك، وفي الخطاب الملكي تُحط النقاط على الحروف ولمزيد من التوضيح لما له من بث السعادة لمن يسمعه، فهو يسير ومُبسط حتى يفقه الصغير والكبير، الأم والبنت والأخت، العاملة وربة المنزل، خطاب يفيض بالنصح السديد والحكمة الرشيدة من لدن قائد المسيرة مليكنا حمد.
ودعوة إلى لم الشمل والتعايش والتسامح والتسالم والتعاون لبناء البحرين في مسيرة مستمرة ملؤها التفرد بالتقدم الوطني ولصالح الشعب مواطنين ومقيمين ووطنا، دعوة إلى المحبة واستحضار الماضي الجميل واستذكار الأيام المثمرة، والرجوع إلى العبر والنصائح المعتبرة، وفي الختام تهيئة كما كان السلام بالوفاء والعهد على الاستمرار بشق طريق المجد للعزة الدائمة لهذا الوطن الغالي.
خطاب كهذا يحمل العالم على احترام صاحبه ويجبره على المساعدة على محو الألم فيما سلف، تقديماً وعُرفاناً من كل سامع لأن يصل إلى التقدم لا التأخر، وهكذا شعب البحرين يتعلم من الماضي والحاضر لصالح المستقبل المشرق لجيله، فطبيعة الشعب المسالم ان ينهض وإن طال قعوده لما لم يخطر بالبال، ونحن كشعب بحريني يرى في قيادته الحكمة والرشاد علينا أن ندعم كل تقدم وكل خطوات الإصلاح الملكي والخطوات التي تصب في صالح الوطن الغالي، ولقد وفرت القيادة الكريمة والحكومة الرشيدة بدءا من جلالة الملك الفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، كل معايير القبول الوطني والرفعة والكرامة لشعب البحرين، وكل ما علينا كشعب أن نجدد العهد والبيعة لهذه القيادة الحكيمة التي رفعت شأن البحرين في العالي وأقامت مملكة البحرين ضمن دول قامت بعدها، فخطوات الإصلاح ورأي القيادة الحكيمة فيما يصلح شأن العباد والبلاد هما المقدمان على كل مجتهد في رأي من دون علمه بدهاليز السياسة ومعارف القيافة.
ومن منطلق الحرص الوطني ندعو أبناء الشعب كافة إلى أن يكون خطاب صاحب الجلالة الملك المفدى هو المسار الصحيح والمُعدل على كل مخرب، جلالة الملك شكراً لك لهذا الخطاب البناء والخطوات الصحيحة من أجل الوطن، فالبحرين ستبقى وطن الأمن وساحة الأمان بإذن الله في ظل قيادتنا الرشيدة الحكيمة.
حمى الله البحرين، ودامت عربية خليجية خليفية.
.