الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

أكد أنه «الظاهرة» الحقيقية:
«الساحر» يتخطى الحواجز الواقعية والافتراضية

تاريخ النشر : الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٢



نيقوسيا - أ ف ب: قد يكون النجم الدولي البرازيلي السابق رونالدو صاحب لقب «الظاهرة»، لكن يجب أن يطلق هذا اللقب على الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي أثبت أنه فعلا ظاهرة كروية بكل ما للكلمة من معنى بسبب طريقة تسجيله للأهداف التي تتجاوز حدود الواقعية وحتى العالم الافتراضي وألعاب الـ «بلايستايش» أو «اكس بوكس». أكد ميسي مجدداً أنه لاعب من طراز الأساطير بعدما تمكن أمس الأول أن يصبح أفضل هداف في تاريخ ناديه برشلونة الإسباني بتفوقه بفارق هدفين (234 هدفاً) على الأسطورة سيزار رودريغيز، بعد أن سجل هدفه الرابع والخمسين هذا الموسم في جميع المسابقات خلال اللقاء الذي فاز به بطل أوروبا على ضيفه غرناطة 5-3 في الدوري المحلي.
وكان مركز برشلونة للتوثيق والدراسات وصحيفة «لافانغارديا» التي تأسست عام 1881، قد أعلنا تصحيح عدد الأهداف التي سجله سيزار رودريغيز مع النادي الكاتالوني على الصعيد الرسمي بين 1942 و1995 بتقليصه من 235 هدفا إلى 232، ما جعل ميسي بحاجة إلى هدف وحيد لمعادلة هذا الرقم وقد نجح في ذلك بعدما سجل هدف فريقه الثاني في المباراة ثم أضاف الهدفين الثالث والخامس للنادي الكاتالوني وهدفه الرابع والثلاثين في الدوري هذا الموسم، ليتصدر ترتيب الهدافين بفارق هدف عن نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو.
صحيح أن عدد الأهداف هو الأساس في حسابات كرة القدم لأنه يمنح الفريق النقاط أو يحرمه منها، لكن ما يميز ميسي عن غيره من الهدافين هو طريقة تسجيله لهذه الأهداف وابرز دليل على ذلك الهدف الثاني الذي سجله أمام غرناطة إذ قام بما أصبح يطلق عليه «ماركة ميسي المسجلة» حيث تمكن من وضع الكرة فوق الحارس البرازيلي جوليو سيزار بحركة فنية رائعة رغم أن الأخير كان على بعد حوالي متر منه، وهو أمر يصعب تحقيقه ليس في المباريات الحقيقية وحسب بل حتى في العاب الفيديو: «إنه الأفضل على الإطلاق»، هذا ما قاله مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا أمس الأول عن ميسي بعد أن دخل النجم الأرجنتيني تاريخ ناديه وهو في الرابعة والعشرين فقط من عمره، معتبراً أن لاعبه «الصغير» يستحق أن يكون في مصاف نجوم مثل أسطورة كرة السلة الأمريكية وشيكاغو بولز سابقا مايكل جوردان. وأضاف غوارديولا: «كان هناك القلائل مثل ميسي في التاريخ من الذين هيمنوا على لعبتهم بهذه الطريقة. ميسي الأفضل وهو يظهر ذلك كل ثلاثة أيام من مباراة إلى أخرى. أعتذر إلى الذين يسعون للجلوس على عرشه، لكن هذا الصبي هو الأفضل. نأمل أن نستمتع بلعبه للكثير من الأعوام المقبلة». ويأتي الانجاز الذي حققه بعد أيام معدودة على دخوله تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا عندما أصبح أول لاعب يسجل خماسية في مباراة واحدة وكان ذلك أمام باير ليفركوزن الألماني (7-1) في إياب الدور الثاني.
ورفع ميسي بالثلاثية التي سجلها رصيده إلى 153 هدفاً في الدوري الإسباني الذي بدأ مشواره فيه في أكتوبر 2004 وسجل هدفه الأول فيه في الأول من مايو 2005 أمام الباسيتي حين أصبح اصغر هداف في تاريخ النادي الكاتالوني (17 عاماً و10 أشهر و7 أيام) قبل أن يتفوق عليه بويان كركيتش في أكتوبر 2007 (17 عاماً و50 يوماً)، إضافة إلى 49 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، و19 في مسابقة الكأس المحلية و8 في كأس السوبر الإسبانية و1 في كأس السوبر الأوروبية و4 في كأس العالم للأندية. ويبقى اتلتيكو مدريد الضحية الأفضل بالنسبة إلى ميسي إذ تمكن المهاجم الأرجنتيني من تسجيل 18 هدفاً في مرمى هذا الفريق، مقابل 14 هدفاً في مرمى اشبيلية و13 أمام الغريم التقليدي ريال مدريد و12 أمام راسينغ سانتاندر.
ونجح ميسي في تحطيم رقمه الشخصي من حيث عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد، إذ رفع رصيده إلى 54 هدفاً ليتفوق بفارق هدف عن مجموع الأهداف التي سجلها خلال الموسم الماضي بأكمله، بينها ثماني ثلاثيات «هاتريك» من ضمنها رباعيته في مرمى فالنسيا وخماسيته في مرمى ليفركوزن: «انه لفخر لي أن أكون من نفس جيله»، هذا ما قاله المدافع جيرار بيكيه عن زميله ميسي، مضيفاً: «أعتقد أنه أفضل لاعب في تاريخ هذه الرياضة. كنت محظوظا بما فيه الكفاية لألعب في نفس فريقه. اعتبر هذا الأمر امتيازاً. لا يهم أين يلعب، إذا كان الطقس باردا أو حاراً، فهو يثبت دائماً أنه الأفضل».
أما الحارس فيكتور فالديس فقال بدوره: «ميسي سيشكل عنوان حقبة من الزمن. سيكون الأفضل في التاريخ»، فيما قال زميله الشاب كريستيان تيلو: «ميسي على أرضية الملعب مثل ميسي خارجها: شاب بسيط وودود جداً مع زملائه». وبدوره قال الشاب الآخر إسحاق كوينسا: «ليو ميسي مذهل. إنه الأفضل في العالم ويثبت هذا الأمر من يوم إلى آخر. بالنسبة إلي إنه الأفضل في التاريخ. ستمر الكثير من الأعوام قبل أن نرى لاعبا آخر يقوم بأمور مماثلة لما يقوم به ميسي. يجب أن نستمتع به وبلعبه».