الثورات العربية تطيح بالمضلين وتأتي بمن هم أضل
 تاريخ النشر : الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٢
طالما أن الثورات العربية لا تنفك عن السيطرة الغربية وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية فلا نتوقع من هذه الثورات سوى فرقعات شكلية توحي بالتغيير ولكن هذا التغيير شكلي وصوري وليس له على أرض الواقع ما ينبغي للشعوب أن تبتهج به لأن الموضوع ببساطة ترحيل مئات من المفسدين وإحلال مفسدين آخرين مكانهم لأن المحرك في التغيير ليس هم الشعوب وإنما الإدارات الأمريكية هي اللاهب الأساسي لكل هذه الزوابع من أجل تغيير الوجوه بوجوه أكثر ولاء وطوعا لها ولو كان للدول التي تفجرت فيها الثورات الإرادة التي تستطيع تسيير أمور حياتها بمعزل عن تلك الدول الغربية لربما نستطيع القول إن الثورات آتت أكلها بالشكل المطلوب والمرغوب ولكن كيف لها أن يتم ذلك وكل هذه الدول مأكلها ومشربها ولباسها ومنامها وضيائها ومياهها وأرضها وسمائها تحت سيطرة الغرب فمن يجرؤ على الوقوف ضد إرادتهم وإدارتهم لأنهم إن فعلوا ذلك سيعودون للعصور الحجرية بسبب العقوبات التي ستفرض عليها مما سيجبرها أخيرا على الانصياع لإرادتها طوعا أو كرها ولهذه الأسباب ينبغي التحرر من سيطرة الغرب صناعة وزراعة وعندها نستطيع التحرر من سيطرتهم فليس الذنب ذنب الوجوه التي تدير شؤوننا لأنهم سلسلة من هذه المنظومة التي إما عليها السير في ركب الغرب من أجل الرفاهية وإما التمرد عليها لنعيش في كهوف ونعود كما كان أجدادنا يعيشون عصر البغال والحمير لنركبها ورعي الأغنام لنتخذ من أوبارها وأصوافها متاعا لنا ولأنعامنا فأي الفريقين يا شعوب العالم العربي المعتز بثوراته تؤمنون هل بالمهادنة مع الغرب أو المداهمة معه؟
يوسف محمد الأنصاري
.