الجريدة اليومية الأولى في البحرين


زاوية غائمة


كاش.. وبس

تاريخ النشر : الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٢

جعفر عباس



تداعى أهل الخير في قطر مشكورين لتنظيم حملة إغاثة عاجلة لضحايا الأحداث المأساوية في اقليم دارفور في أقصى غرب السودان، بل رصدت حكومة قطر ملياري دولار لإعمار دارفور، ويتضح نبل مقاصد الحملة في أنها تهدف في الأساس إلى تقديم المعونات إلى من يسمون العناصر الإفريقية في دارفور، والتي تردد أنها ضحايا العنف الذي مارسته بحقها العناصر العربية المعروفة بالجنجويد.. وكمواطن سوداني فإنني اشكر قطر حكومة وشعبا على مبادرتهم الكريمة، ولكنني أذكرهم في نفس الوقت بأن «الأقربون أولى بالمعروف»، فأنا أعيش في قطر، وأنتمي إلى أغلبية عرقية غير عربية.. والموضة في السودان اليوم هي ان يعلن اهل كل اقليم أنهم مهمشون ومهملون لانتزاع بعض المكاسب من الحكومة المركزية.. ما يهمني هو انني لست من الجنجويد وبالتالي فإنني من مستحقي الإغاثة، ولكن بكل وضوح وحزم فإنني لا أرحب بالتبرعات العينية.. يا كاش، يا بلاش! وإلا فسأصبح من «المرمويد»، وهو اسم يطلق على الشاب الذي يتزوج امرأة تكبره سنا ولكنها تملك مرسيدس وموبايل وعندها «ميد» أي خادمة، وإذا أصبحت من المرمويد فإنني أعرض حياتي للخطر لأن زوجتي من الجنجويد.
ولإغاثة أهل دارفور تشكلت لجنة قطرية مشتركة من بين اعضائها السيد علي السويدي الذي هو مدير عام مؤسسة عيد الخيرية، وكان من قبل مدير الشؤون المالية والإدارية بقناة الجزيرة الفضائية التي أعمل فيها، وطالما ان السيد علي السويدي نذر نفسه وجهده لإغاثة ضحايا الجنجويد فمن باب أولى ان يمنحني نصيبي من «الإغاثة»، وأنا لست طماعا، وكل ما أريده هو مبالغ نقدية بسيطة لأسافر مع عائلتي إلى السويد في الصيف، وبالنظر إلى ظروفي المالية المتعسرة فإنني سأرضى بتذاكر سفر بدرجة رجال الأعمال، والإقامة في فندق اربعة نجوم شهرا واحدا.. وأرجو من السيد علي السويدي ان يأخذ في الاعتبار القاسم المشترك بيننا، فهو من فريج (حي) السودان في الدوحة، وانا من السودان الأصلي.
المهم أنني بحاجة إلى راحة وإجازة مترفة بسبب الارهاق النفسي الناجم عن الانتماء إلى الجزيرة، ففي صحيفة عربية ما أجد نفسي متهما بالعمالة لإسرائيل، وفي صحيفة تصدر في نفس البلاد التي تصدر فيها الصحيفة الأولى أجد نفسي عميلا لتنظيم القاعدة.. وجريدة ثالثة تقول انني عميل امريكي.. وجريدة امريكية تقول انني عميل لحركة حماس.. وصحافة حركة حماس تتهمني بأنني فتحاوي جناح دحلان.. ودحلان يقول انني عميل لزيمبابوي.. ورئيس الوزراء العراقي يزعم أنني كردي والأكراد يقولون إنني تركي، وجماعة مقتدى الصدر يتهمونني بالعمالة لفنلندا لأنني احمل جوال نوكيا، حتى صرت لا أعرف من أنا.. وكل ذلك بسبب «الجزيرة». المهم يا أهل الخير في قطر، ابو الجعافر في خطر، وهو ينتمي إلى أقلية عرقية هي النوبة، وما لم تهبّوا لنجدتي فستواجهون تهمة التطهير العرقي والتمييز العنصري.. وأنا لا أريد «تهديدكم» ولكن أقول لا تضطروني إلى تشكيل «حركة تحرير»... وأطربق الدنيا في شمال السودان.. وتهب أمريكا لنجدتي، وما لم أسافر بالعائلة خارج قطر خلال الصيف المقبل فانّ ام الجعافر ستقلب أيامي كلها صيفا.. وقد ازدادت شراسة منذ أن سمعت أن صحفية مصرية اسمها هيام دربك كونت جمعية اسمها «زوجة واحدة لا تكفي» تهدف إلى تشجيع تعدد الزوجات، وزوجتي تعرف انني «حاط» عيني على المطربة صباح منذ ان رفضت الزواج بجدّي رحمه الله.. وتحسب زوجتي انني عضو سري في تلك الجمعية التي اسمها «زوجة واحدة لا تكفي» مع انني اعتقد ان زوجة واحدة تكفي ونص.. الغريب في الأمر انها لا تخاف علي من كيد حسناوات السويد، فهل هذا حسن ظن ام سوء ظن؟



jafabbas19@gmail.com