الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


السلطات الفرنسية تدافع عن نفسها في مواجهة الانتقادات بعد مقتل منفذ هجمات تولوز

تاريخ النشر : السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢



تولوز - (ا ف ب): بعد مصرع الشاب الجهادي الذي قتل سبعة أشخاص في سلسلة هجمات، اضطرت السلطات الفرنسية مع قواها الأمنية إلى تقديم توضيحات في مواجهة انتقادات قاسية لثغرات قد تكون سجلت في عمليات المراقبة لمكافحة الإرهاب. فقد اتهمت الاستخبارات الداخلية أولا بأنها لم تتمكن من منع وقوع هجمات محمد مراح الفرنسي من أصل جزائري البالغ من العمر (23) عاما والمعروف من قبل أجهزة الأمن بسبب رحلاته إلى باكستان وأفغانستان حيث يتدرب الناشطون الجهاديون.
وأكد رئيس الاستخبارات الداخلية برنار سكارسيني لصحيفة «لوموند» أمس الجمعة انه كان «من المستحيل» الإسراع في توقيفه ومنع وقوع هجومه الثالث الذي استهدف المدرسة اليهودية في تولوز وأسفر عن سقوط أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال. وأضاف انه في بداية التحقيق في مقتل العسكريين الثلاثة قبل أيام بيد الرجل نفسه «كان الغموض يلف كل القضية» ولم يظهر اسم مراح أبدا.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون صباح أمس الجمعة انه لم يكن هناك «اي عناصر تسمح بتوقيف محمد مراح» الذي قتل ثلاثة عسكريين وأربعة يهود بينهم ثلاثة أطفال، قبل ارتكابه العمل لان فرنسا «دولة قانون». وكانت الاستخبارات الفرنسية وضعت الشاب البالغ من العمر 23 عاما تحت المراقبة بعد زيارات قام بها في عام 2010 و2011، إلى باكستان وافغانستان لكنها وجدت ان اسلوب حياته لا يتطابق مع الإسلام المتشدد.
إلا ان مراح واجه مشاكل مع القضاء لوقائع تتعلق بجنح صغيرة وكان يصادق مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يقولون إنهم سلفيون. في الساعات التي سبقت موته وخلال حوار مع الشرطة، قال انه تابع للقاعدة ويؤمن بالجهاد. وأكد انه يريد «الانتقام للأطفال الفلسطينيين» ومعاقبة فرنسا لتورطها في افغانستان وقانونها الذي يحظر ارتداء النقاب.
وقال فيون ان «الانتماء إلى منظمة سلفية بحد ذاته ليس جنحة ويجب عدم الخلط بين الأصولية الدينية والإرهاب وان كنا نعرف بطبيعة الحال الراوبط التي تجمع بينهما». وأضاف أن محمد مراح الجزائري الأصل الذي كان مدرجا على اللائحة السوداء للأشخاص الممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة، «كان مدرجا ايضا على اللائحة السوداء للأشخاص الذين يفترض ان تتم مراقبتهم في حال السفر». وتابع «لكنه لم يسافر».
من جهته، طرح المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية فرنسوا هولاند الذي استأنف حملته بعد توقف خلال تجمع في اورياك (وسط) مساء يوم الخميس، العديد من التساؤلات بعد المعلومات التي كشفت عن مسيرة وشخصية منفذ هجمات تولوز. وتحدث هولاند عن «ثغرة» في مراقبته.
وتساءلت الصحف أمس الجمعة ايضا عن ملابسات الهجوم الذي جرى صباح يوم الخميس لاعتقال القاتل بعد محاصرته ثلاثين ساعة وقتل خلاله. وكتبت صحيفة ريبوبليك دي بيرينيه «لماذا صدر (الأمر) السياسي بالتدخل صباح أمس؟» و«لماذا أصبح عدم الانتظار أمرا ملحا إلى هذا الحد؟».