الجريدة اليومية الأولى في البحرين


التحقيقات


سدرة العصافير.. صرح علمي نموذجي للنشء.. بلا ربح

تاريخ النشر : السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢



تعتبر مرحلة الروضة من أهم المراحل التي يبدأ بها الطفل مشواره التعليمي، حيث يقوم أولياء الأمور باختيار الأفضل لأبنائهم، وتأتي روضة سدرة العصافير النموذجية أفضل الروضات في المنطقة نظرا إلى تميزها من جميع الجوانب التي تتطلبها البيئة التعليمية لهذه الفئة العمرية، فهي تستقبل الأطفال من المرحلة التمهيدية حتى المستوى الثالث، وقد أكد مالك هذا الصرح التعليمي عبدالعزيز لوري ان هذه المؤسسة غير ربحية، قامت بإنشائها والإشراف عليها زوجته المرحومة نورة بنت يوسف بن صالح بوعلي بعد استقالتها من وزارة التربية والتعليم في عام 1997 حتى تواصل عطاءها في مجال التعليم، فقامت باختيار تدريس الأطفال لمرحلة ما قبل المدرسة (رياض الأطفال) وقد كان لها ما أرادت بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبتشجيع المحيطين من أفراد أسرتها وذلك بتشييد مبنى حديث ونموذجي للروضة يرقى بمستوى الخدمات التعليمية في مملكة البحرين ليعد هذا المبنى من المباني التي تعتبر نموذجا لمباني رياض الأطفال من حيث مساحة المبنى الكلية التي أقيم عليها المشروع التي تبلغ 3750 مترا مربعا والالتزام بالمواصفات والمعايير الخاصة بوزارة التربية والتعليم.
وللتعرف أكثر على درجة تميز التعليم في هذا الصرح «أخبار الخليج» زارت روضة سدرة العصافير الصغيرة وسجلت عددا من اللقاءات مع صاحب والروضة وعدد من العاملين فيها بالإضافة إلى بعض أولياء الأمور وتحدثت معهم عن الأسلوب المتبع في تعليم التلاميذ ودرجة رضا أولياء عن المادة التعليمية التي يتم تقديمها لأبنائهم في الروضة.
عبدالعزيز لوري قبل البدء بغرس بذرة سدرة العصافير قمنا بوضع عدد من الأهداف التي من شأنها أن تسهم في تحقيق الهدف المنشود للخروج بجيل واع ومتعلم فقد عمدنا إلى توفير بيئة تعليمية داعمة للتعليم اللاحق بمختلف مراحله، تلبي حاجات الطفل الجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية وبناء شخصيته بناء شاملا ومتكاملا من أجل إكساب الطفل روح الانتماء للأسرة والمجتمع الوطني والعمل على إتاحة الفرصة له للتعبير عن نفسه بإيجابية وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس بالإضافة إلى تعويده احترام وصيانة الحقوق والملكيات الخاصة والعامة والمحافظة عليها والعمل على تقدير العمل الفردي والجماعي.
وأضاف أن الإدارة حريصة كل الحرص على إيصال المعلومة إلى التلاميذ من خلال الإشراف على المنهج وتدريس الطفل من قبل المشرفات أنفسهن لتأتي هذه المرحلة بعد تعليم المدرسات له فيكون هناك ختم خاص من قبل الإدارة يطلع عليه أولياء الأمور ليتأكدوا أن طفلهم قد تلقى المعلومة بشكل كامل وقامت الإدارة بالتأكد من هذا الأمر، كما تعمل الروضة على تطوير مناهجها بشكل مستمر حتى تصل نسبة التعليم باللغتين العربية والانجليزية إلى المستوى المطلوب حيث تبلغ نسبة التدريس باللغة العربية 50% واللغة الانجليزية 50% مما يعني أن هناك تركيزا متساويا لكلتا اللغتين من دون تفضيل واحدة على الأخرى فالمجتمع بحاجة إليهما بشكل دائم فالنظرة المستقبلية التي تضعها الروضة نصب أعينها كفيلة بإخراج جيل واع متعلم قادر على الوصول إلى مراحل متقدمة في التعليم الابتدائي فنحن نقوم بتخريج ما يقارب 300 تلميذ وتلميذة سنويا.
من جانبها قالت ثاجبة صالح الساعاتي مديرة الروضة إن المدرسات اللاتي يتم اختيارهن للعمل معنا يجب أن يكن مؤهلات وذوات خبرة في مجال رياض الأطفال وإن لم تكن المدرسة ذات خبرة فيتم تدريبها وإخضاعها لعدة اختبارات يتم على أساسها تقييمها فيما إذا كانت مناسبة للعمل من جميع الجوانب المتعلقة بالأطفال، وعلى الجانب الآخر تجد ان إدارة الروضة تقوم بابتعاث المدرسات للدورات المتنوعة لتعزيز وتطوير قدراتهن في مجال عملهن بالإضافة إلى الورش التعليمية والدورات المتخصصة في بعض الأمور الثانوية مثل الإسعافات الأولية، ومن خلال هذه الخطوات التي يتم العمل بها تمكنت الروضة من استقطاب عدد كبير من الجهات الرسمية لاتخاذها نموذجا يحتذى به من بين رياض الأطفال وكان آخرها فعالية أسبوع المرور التي أقيمت مؤخرا فقد زار الروضة وفد من إدارات المرور بدول مجلس التعاون لتعرف دور رياض الأطفال في تعزيز الثقافة المرورية.
وأضاف لوري قائلا استقبلت الروضة مؤخرا وفودا من مديري إدارات المرور من جميع دول الخليج للاطلاع عن كثب على كل ما تقوم الروضة بتقديمه من مواد تعليمية تختص بالأسلوب الأمثل في القيادة والتعامل مع الطريق، من خلال كل الوسائل والطرق التي تسهم في غرس المعلومة في عقل الطفل الذي بدوره ينقلها إلى الكبار أثناء وجوده معهم في السيارة كما أنها تكون ثابتة في عقله ليسهل عليه تطبيقها بعدما يكبر.
وفود الخليج
إلى ذلك قال الرائد حميد جابر الصحفي من المملكة العربية السعودية انه قد فوجئ بالمستوى المتميز الذي يتمتع به أطفال هذه الروضة، فقد تم تعليمهم القواعد المرورية كافة بأسلوب ذكي من خلال الوسائل التعليمية التي توضح المعلومة بطريقة تناسب الطفل بالإضافة إلى دمجها بالأسلوب العملي وأداء بعض المشاهد التمثيلية التي تفصل وتشرح مبادئ السلامة المرورية، مما يجعل الطفل ملما وبشكل كامل بكل القواعد المرورية، وخصوصا ان هذا النوع من الثقافة عندما يتم غرسه من مرحلة رياض الأطفال فإن الصغير بطبيعة الحال سيكون نوعا ما قادرا على الاعتماد على نفسه، على الجانب الآخر فإنه سيكون قادرا على توجيه النقد وبشكل مباشر لذويه عندما يقومون بتجاوز قواعد المرور.
منهج موحد
وقد شكر ملازم أول أحمد محمد الغساني من سلطنة عمان العاملين على هذه الروضة وخصوصا المدرسات اللاتي بذلن مجهود رائع لإنجاح هذه الفعالية والعمل على إيصال المعلومة الصحيحة السليمة المتعلقة بالقواعد المرورية وتطبيق أسس الطريق، وقد طالب الغساني بمناسبة أسبوع المرور بأن يتم اعتماد منهج موحد لرياض الأطفال لأبناء الخليج كافة لأن تعليم الأطفال في هذا العمر وبهذه الأسس المتميزة يلعب دورا كبيرا في إيجاد جيل من السواق في المستقبل واع لأهمية الحركة المرورية، (التعليم في الصغر كالنقش على الحجر).
جيل متميز
الرائد محمد البحار من دولة الإمارات العربية المتحدة يقول: لو تحولت رياض الأطفال إلى هذا المستوى العالي من التعليم فإننا بلا شك سنحصل على جيل متميز ومجتمع قليل الحوادث المرورية، لأن الأداء المتميز الذي قام بتأديته طلبة هذه الروضة كان بمثابة كرنفال متكامل فلم يكن هناك أي نقص في أي جانب من الجوانب المرورية، وبالتالي فإن انتهاج مثل هذا النوع من التعليم فهو بلا شك سيوجد لدينا جيلا منظما في المستقبل ومؤثرا في مجتمعه وأسرته في الوقت الحالي.
اكتساب الأسس
النقيب رائد محمد السليمان من الكويت يؤكد أن هذه التجربة البحرينية الرائعة في رياض الأطفال يجب أن يتم اعتمادها في دولة الكويت وجميع دول الخليج والعمل على تطويرها بما يتناسب مع التطورات التي تطرأ على المجتمع بين فترة وأخرى، وخصوصا أن هذه الطريقة تساعد الطفل وبشكل كبير على الاعتماد على نفسه في الطريق لأنه اكتسب كل الأسس التي ستكون رفيقته الدائمة.
لأولياء الأمور وقفة
وعلى الجانب الآخر أثنى أولياء الأمور على الأسلوب التعليمي الذي يتلقاه أبناؤهم في هذا الصرح العلمي.
وتقول رحاب بياري إن هذه الروضة تتمتع بأسلوب راق جدا في العملية التعليمية بالإضافة إلى تميز البيئة المدرسية نفسها فالطفل على سبيل المثال بات يعشق الذهاب إلى الروضة وحب التعليم فضلا عن أنه يبقى مرتبا ونظيفا طوال النهار وهذا الأمر يدل على قدرة المدرسات أنفسهن على العناية بالأطفال، فبشكل عام ان التعليم متكامل جدا فهذه الروضة قد جاء اختيارها لأن سمعتها تسبقها.
أما كلثم القلاف أم جاسم فتؤكد أن هذه المؤسسة التعليمية متميزة جدا فجميع أبنائها درسوا فيها فهي من المستحيل أن تفكر في تغييرها لأن طفلها عندما تخرج فيها كان مهيأ للدخول إلى الصف الثاني الابتدائي ولكنها لم تقم بنقله حتى يعيش عمره بما يتناسب مع مراحله الدراسية، وأشارت أم جاسم إلى ان الروضة في تطور مستمر من حيث المناهج وطرق التدريس وغيرهما من الأساليب المتنوعة وكان آخرها احتفالية أسبوع المرور الذي نظمته الروضة مؤخرا بحضور وفود من دول مجلس التعاون وكانت برامج الحفل أكثر من رائعة وتحمل المعلومة الرائعة والمتميزة للأطفال.
آية عبدالرحمن تثني وبشكل كبير على قدرة المدرسات على تمكين الأطفال من التعليم فابنها على سبيل المثال دخل إلى المستوى الثالث ولم يكن يعرف كيف يكتب أو يقرأ أي شيء ولكن خلال شهر استطاع الوصول إلى نفس المستوى الذي يتمتع به التلاميذ الذين درسوا المستويين الأول والثاني، كما لاحظت تميز أبنائها عن أبناء أختها الذين يدرسون في روضة أخرى فهم يعرفون الكثير من المعلومات على عكس أبناء خالتهم.
طريقة التدريس
وكانت لنا وقفة مع بعض المدرسات للتعرف على المنهج المعتمد في الروضة فقالت أستاذتا اللغة الانجليزية لولوة محمد حسين وأوشرى إنهما تعتمدان أسلوب التعليم بالحركات والتمثيل مع الصوت ليتعلم الطفل أسلوب الحوار باللغة الانجليزية فهذا الأسلوب مؤثر جدا فقد أصبحوا على قدرة تامة على التلفظ بالكلمات والتحدث بجمل بسيطة تعبر عما يرغبون قوله، كما أنهم باتوا قادرين على القراءة بشكل بسيط وهذا يعني أن المناهج وطرق التدريس قادرة على أداء الهدف المنشود.
الأستاذة لمى فوزي مدرسة الحاسب الآلي تؤكد أن الإدارة التعليمية حريصة كل الحرص على توفير المعلومات الكاملة للطفل ولذلك بما يتناسب مع عقلية الجيل الحالي الذي بات مهووسا بالتكنولوجيا الحديثة فالحاسب الآلي أصبح عصب الحياة لذلك فنحن نعمل على تهيئتهم للتعامل مع هذا الجهاز وتطبيق ما يتعلمونه في المواد الأخرى من خلال البرامج المناسبة لأعمارهم التي بطبيعة الحال موجودة في الكمبيوتر مثل برنامج الوورد والرسام، ولا يمكن أن نغفل جانبا مهما وهو ان الكي بورد عندما يكون ملونا فإنه بلا شك سيكون أكثر جذبا للطالب.