رسائل
من التراث الصيني
تاريخ النشر : السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢
تتحدث القصة بتصرف مني عن امرأة عاشت مع ابنها الوحيد في احدى قرى الصين بسعادة ورضا حتى جاءت لحظة الموت لتخطف وحيدها فلذة كبدها، وحزنت السيدة حزنا شديدا ولم تفارق منزلها مدة من الزمن، حتى قررت في يوم من الأيام أن تذهب إلى حكيم المنطقة لتشكو همها إليه وطالبة إليه أن يعطيها وصفة السعادة ليذهب الحزن الذي عشش في قلبها. فقال لها الحكيم سوف أعطيك الوصفة ولكن بشرط أن تذهبي إلى غالبية بيوت القرية وترجعي إلي بحبة خردل من بيت لم يعرف الحزن، عندئذ سوف أعطيك الوصفة التي تجعلك سعيدة مدى الحياة.
ذهبت السيدة إلى القرية وطرقت أول بيت صادفته وإذا بامرأة تفتح الباب، بادرتها صاحبة القصة هل عرف بيتك حزنا؟ فبادرتها المرأة يا سيدتي المفروض أن تسأليني هل فارق الحزن بيتك؟ فأخذت تقص عليها ظروفها ومعاناتها, حتى بكت السيدة من شدة تأثرها وأخرجت ما تملك من مال وأعطته إياها، وخرجت من عندها وذهبت إلى منزل آخر فوجدت امرأة تجمع الحطب فساعدتها وحملته معها وجلست معها تتحدث معها وسألتها السؤال نفسه عن السعادة والحزن وقصت عليها الأرملة قصتها وكيف ان زوجها قد مات وترك لها ولدين وجملة من الديون وبالتالي هي تعيش على بيع الخشب وذلك حتى تسد جوعها وتسدد ديونها فلم تر السيدة نفسها إلا أن ناولت الأرملة ما تملك ووعدتها بأن تأتي إليها في الغد وقامت في اليوم الثاني بالمرور على بيوت القرية من اجل أن تجد البيت السعيد وهكذا مرت السيدة على غالبية بيوت القرية وسألتهم سؤال الحكيم ولم تجد إلا قصصا ومعاناة، وهنا تيقنت بأن الحياة كما بها السعادة بها الحزن وان الحكيم عندما طلب إليها أن تبحث عن البيت كان يعلم بأن أهالي غالبية الناس بالقرية مروا بتجارب أقسى منها أو مثلها وبالتالي عندما شاركت هؤلاء كان لها فضل في أن تخفف بعض الأمور عنهم وهنا تكمن السعادة.
ذهبت السيدة إلى الحكيم لتقص عليه فلسفة سؤاله وأنها وجدت السعادة بمساعدة المحتاجين، وهذا الأمر نجده عند كل محسن أو عامل بالخير فهو يدخله الفرح كلما خفف عن محتاج أو محتاجة.
مجدي النشيط