الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

سفير المملكة لدى السعودية:

كلمة الملك حددت ملامح المرحلة المقبلة وسياسة البحرين

تاريخ النشر : الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٢



وصف الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية كلمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لدى تسلمه تقرير اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في أحداث البحرين خلال العام الماضي، بأنها كلمة تاريخية في حدث تاريخي تمر به البلاد.
وقال الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة في تصريحات لصحيفة «الرياض» السعودية إن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وضع في كلمته السامية النقاط على الحروف وحدد ملامح المرحلة المقبلة والخطوط العريضة لسياسة مملكة البحرين حاضراً ومستقبلاً.
وأضاف سفير مملكة البحرين لدى الرياض قائلا إن الاحتفال الذي رعاه جلالته بتسلمه تقرير اللجنة الوطنية لتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق برئاسة البروفيسور بسيوني هو مناسبة وطنية بكل معاني الكلمة تفتتح بها مرحلة جديدة، ويطوي فيها البحرينيون كل عوامل الفرقة والانقسام ليؤكدوا وحدتهم الوطنية وليعززوا مسيرتهم بالالتفاف حول قيادتهم الحكيمة لتتواصل جهود الإصلاح والنهضة والتطور التي يقودها باقتدار وحكمة وشفافية وحنكة وصبر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتتولى تنفيذها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبمؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى.
ودعا الشيخ حمود الجميع إلى التكاتف والتضامن لما فيه خير البحرين ومصلحة شعبها وتقدمها وترسيخ الأمن والاستقرار فيها.
وشدد على أهمية أخذ الدروس واستخلاص العبر المفيدة من أحداث العام الماضي، مشيرا إلى أن ملفات هذه المرحلة أغلقت تطلعاً إلى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل، مؤكداً الحرص على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي الواحد المتماسك لشعب البحرين العزيز.
وأكد ضرورة التنبه إلى ما جاء في كلمة جلالة الملك من أن مسؤولية المرحلة التالية تقع على الجميع، مسئولين ومواطنين وجمعيات سياسية وهيئات ومؤسسات المجتمع المدني في البحرين.
وأشار سفير مملكة البحرين إلى ان ما تحقق لنا بفضل الله ثم بحكمة القيادة الرشيدة هو مصدر فخر واعتزاز للبحرينيين جميعاً، منوها في هذا الصدد بالدور المهم للأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الوصول إلى ما نحن فيه من أمن واستقرار وطمأنينة.
وأشاد الشيخ حمود آل خليفة بالعلاقات التاريخية والأخوية الوطيدة بين البلدين وشعبيهما الشقيقين في مختلف المجالات منوهاً بتطلعهما مع سائر شعوب دول مجلس التعاون الخليجي إلى مزيد من الترابط، وصولاً إلى الهدف الأسمى وهو «الاتحاد» الذي هو غاية مثلى تُعزّز الكيان السياسي وتجمع الشمل وترص الصفوف.
وأشار سفير مملكة البحرين بالرياض إلى أن هناك بعض الأشخاص والأطراف الذين لهم ارتباطات خارجية وينفذون أجندة جهات أجنبية وهم يغردون خارج السرب الوطني لخدمة أهداف لا تمت بصلة للبحرين ولا للبحرينيين، ويدّعون حرصاً مزيفاً على البحرين وشعبها لضرب الاستقرار والأمن والمسيرة الديمقراطية.
وقال: لقد تتابعت خطوات العمل الوطني منذ أواخر مارس الماضي وبعد انتهاء حالة السلامة الوطنية التي تلت الأحداث المؤسفة والمحاولة الانقلابية، اتجهنا إلى حوار التوافق الوطني الذي فشلت بعض القوى السياسية التي تسمي نفسها «معارضة» في عرقلته، وقد توصلنا من خلاله إلى مرئيات مهمة تضمنت تعديلات دستورية أساسية، ثم تشكلت بأمر ملكي اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق (برئاسة البروفيسور بسيوني) وعضوية خبراء في القانون الدولي، وهي تعتبر سابقة تاريخية على مستوى العالم، وقدمت تقريرها وتوصياتها التي اقرها جلالته كما جاءت من اللجنة، ثم أمر بتشكيل لجنة وطنية عليا لمتابعة تنفيذ تلك التوصيات برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى، وها هي قد أنهت أعمالها بعد أربعة أشهر وقدمت تقريرها باستكمال تنفيذ معظم توصيات لجنة تقصي الحقائق بمتابعة حثيثة مع الجهات المعنية لتشمل قطاعات الأمن والداخلية والتعليم والعمل والقضاء وغيرها، وكذلك مراجعة بعض القوانين والتشريعات، لندخل في مرحلة جديدة نتوسم فيها أن تتواصل الجهود الوطنية الخيرة من أجل مستقبل أفضل للبحرين وشعبها الوفي.
وحول الحوار الوطني في البحرين قال إن الحوار لا ينقطع ولا يتوقف لأنه ضرورة مجتمعية، لكنه يقوم على أسس وأهداف محددة وهو لا يجوز أن يكون مشروطاً أو أن يقتصر على جهة واحدة أو أن يقصي جهة أخرى، ولا يجوز لأحد أن يملي آراءه ومواقفه على بقية مكونات المجتمع، فنحن جميعاً شركاء في وطن واحد لا يقبل القسمة ولا التجزئة، وقد دعت القيادة السياسية في البحرين إلى الحوار دائماً من هذا المنظور الذي يتنكر له بعض أطراف العمل السياسي لأنه لا يخدم مآربهم في إقصاء الآخرين وتهميشهم.