أخبار دولية
مسئولون أمريكيون وأوروبيون: إيران تساعد الأسد في إخماد الاحتجاجات
تاريخ النشر : الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٢
يقول مسؤولون امنيون امريكيون واوروبيون ان إيران تقدم مساعدة كبيرة إلى الرئيس السوري بشار الاسد لمساعدته في قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه وتترواح من اجهزة مراقبة عالية التقنية إلى بنادق وذخيرة.
وقال المسؤولون ان المساعدة الفنية التي تقدمها طهران لقوات الامن التابعة للاسد تشمل اجهزة مراقبة الكترونية وتكنولوجيا مصممة لاعاقة جهود المحتجين في التواصل عبر وسائل الاعلام الاجتماعية وطائرات ايرانية الصنع بدون طيارين. وكان المسؤولون يناقشون قضايا مخابراتية شريطة عدم الكشف عن اسمائهم.
وقال المسؤولون ان إيران زودت سوريا ايضا بمواد قاتلة لاستخدامها في اخماد اعمال الشغب. وقال مسؤول امريكي «على مدار العام الماضي قدمت إيران لدمشق مساعدات امنية لدعم الاسد. قدمت إيران خلال الشهرين الماضيين مواد فتاكة للنظام السوري تشمل بنادق وذخيرة وغيرها من العتاد العسكري لمساعدته في قمع المعارضة».
واضاف المسؤول قائلا «قدمت إيران لدمشق اجهزة مراقبة لمساعدة النظام في قمع المعارضة. وقد زودتها بتقنيات عن مراقبة الانترنت وتعطيله».
وقال إن إيران زودت حكومة الاسد «بطائرات بدون طيارين غير مزودة باسلحة تستخدمها دمشق بجانب ما لديها من تكنولوجيا لمراقبة قوات المعارضة». واضاف المسؤول ان مسؤولين امنيين ايرانيين سافروا إلى دمشق لتقديم النصح لحاشية الاسد عن سبل مواجهة المنشقين موضحا ان بعض المسؤولين الامنيين الايرانيين بقوا في سوريا لتقديم النصح لقوات الاسد.
ويبدو ان المساعدة الامنية المتعددة المحاور التي تقدمها إيران لسوريا ساعدت حكومة الاسد في حملتها الدموية والبقاء في السلطة بعد عام من الاحتجاجات. وتشير تقديرات الامم المتحدة إلى ان ثمانية الاف مدني قتلوا في الصراع.
ومع ذلك فان المسؤولين الامريكيين والاوروبيين يقولون ان بقاء النظام السوري لا يعتمد بشكل كامل على استمرار المساعدة من طهران. ويتفق مسؤولون امريكيون في ان سيطرة الاسد لا تزال قوية ويرون ان معارضيه غير منظمين مما قد يرجح استمرار الرئيس السوري في القبض على زمام السلطة لسنوات.
واضاف مسؤول امريكي قائلا «بالنسبة إلى المستويات الحالية فان المساعدة الايرانية مهمة ولكنها ليست عامل مغير لقواعد اللعبة في الصراع ككل».
وقال مسؤول اوروبي ان الايرانيين يزودون وكالات الامن السورية بأجهزة وبرامج الكترونية لمساعدتها في تعطيل جهود تنظيم احتجاجات داخل سوريا وجهود عناصر مناهضة للنظام لنشر رسائلها إلى مؤيديها خارج البلاد. وقال المسؤولون ان سوريا حصلت ايضا على بعض تكنولوجيا المراقبة من موردين اوروبيين. ومع تنامي الاحتجاجات ضد حكم الاسد العام الماضي كانت الولايات المتحدة اول من اثار احتمال حصول النظام السوري على مساعدات من إيران لقمع الاحتجاجات.
واعلنت وزارة الخزانة الامريكية في يونيو فرض عقوبات اقتصادية على اثنين من كبار مسؤولي الامن الايرانيين بزعم مساعدتهما حكومة الاسد في قمع الاحتجاجات. وفرضت الوزارة عقوبات على اسماعيل احمدي مقدام واحمد رضا رادان رئيس ونائب رئيس قوة الامن الوطني الايرانية بتهمة تقديم دعم للمخابرات السورية العامة وارسال افراد إلى دمشق في إبريل لمساعدة الحكومة السورية في قمع الشعب السوري.
وزعمت الوزارة ان رادان سافر إلى دمشق للالتقاء بمسؤولي وكالات الامن السورية لتقديم «خبرته لمساعدة الحكومة السورية في حملة القمع ضد الشعب السوري».
وقال مسؤولون امريكيون ان إيران اتمت جهودها لدعم قدرات المراقبة السورية بتزويد دمشق بطائرات مراقبة بدون طيارين ايرانية الصنع. وفي وقت سابق من مارس ذكر موقع افييشنست المتخصص انه تم تحديد طائرة بدون طيار من نوع «بهباد» وتعني «طائرة توجه عن بعد» بالفارسية تحلق فوق حمص التي كانت مسرحا لاشتباكات عنيفة وقعت في الاونة الاخيرة بين الحكومة وقوات المعارضة.
وفي فبراير نشر موقع اخر متخصص وهو اوبن سورس جيونج صورا مأخوذة من فيديو سجله هاو لطائرة بدون طيار تحلق على الارجح فوق ضاحية في دمشق.
واوضح الموقع الالكتروني ان بعض التقارير الاخبارية رجحت ان تكون الولايات المتحدة اطلقت طائرات بدون طيارين فوق سوريا ولكن الطائرة المعروضة في الصور لا تبدو امريكية. واستشهد الموقع بتكهنات بأن الطائرة قد تكون ايرانية الصنع.
وكان موقع يديعوت احرونوت الاخباري الاسرائيلي ذكر في وقت سابق من مارس ان وزارة الدفاع السورية انتجت طائرات بدون طيارين مطابقة تماما من الناحية الفنية لانواع اخرى ايرانية ورجحت ان تكون تلك الطائرات المحلية الصنع هي ما تستخدمها القوات السورية. ولكن مسؤولا امريكيا قال إن بعض طائرات سوريا جاءت مباشرة من ايران.
وكانت وكالة انباء فارس الايرانية ذكرت قبل ايام ان خبراء ايرانيين انتجوا ما وصفته بانه «نوع جديد من طائرات بدون طيارين» عرفته باسم «الفراشة» وقالت انه قادر «على تنفيذ مهمات عسكرية واخرى لمراقبة الحدود».
ميدانيا قتل 20 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة في سوريا السبت بينهم 13 مدنيا وسبعة جنود، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وقتل سبعة اشخاص في «اطلاق نار من القوات النظامية السورية ورصاص قناصة في احياء الخالدية والانشاءات وكرم الزيتون والبياضة في مدينة حمص» بحسب بيان للمرصد. كما افاد المرصد عن مقتل «ثلاثة مواطنين في مدينة القصير في محافظة حمص في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة». واقتحمت القوات السورية بالدبابات اليوم السبت مدينة سراقب المحاصرة منذ اشهر في محافظة ادلب.
واعلن السبت في تركيا انشاء مجلس عسكري من اجل «توحيد الصفوف والقوى المسلحة» السورية المعارضة، بحسب ما قال قائد الجيش السوري الحرالعقيد رياض الاسعد. وعين العميد مصطفى الشيخ رئيسا لهذا المجلس الذي سيتولى «رسم الاستراتيجيات العامة للجيش ووضع السياسة الاعلامية وميزانية الجيش الحر ومساعدة قيادة الجيش على تنفيذ الخطط»، بحسب الاسعد.