الجريدة اليومية الأولى في البحرين


يوميات سياسية


الأحواز العربية القضية المنسية

تاريخ النشر : الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٢

السيد زهره



من أهم ما شهده مؤتمر «عروبة وأمن الخليج» الذي نظمته جمعية الوسط العربي الإسلامي، اعطاء اهتمام خاص لقضية الأحواز العربية.
تم تخصيص احدى جلسات المؤتمر لمناقشة قضية الاحواز العربية وتحدث فيها اثنان من الاخوة العرب الاحوازيين هما احمد مولي وعادل السويدي من المنظمة الوطنية لتحرير الاحواز «حزم».
بداية، نشير الى ان الشهر القادم، وتحديدا 20 ابريل سوف تحل ذكرى مرور87 عاما على الاحتلال الفارسي للأحواز العربية، التي كانت تعرف بـ «إمارة عربستان» أو «إمارة المحمرة» ، اذ في هذا التاريخ عام 1925 أقدم رضا شاه وبتواطؤ من البريطانيين على احتلال الامارة، واعتقل أميرها الشيخ خزعل بن جابر الكعبي واعتقل، ثم قتلوه بعد ذلك عام 1936. قبل هذا الاحتلال، كانت عربستان ومنذ فجر التاريخ دولة عربية مستقلة.
الأخوان الاحوازيان اللذان تحدثا في المؤتمر قدما صورة عامة لتاريخ القضية الأحوازية، ولما يتعرض له العرب الأحوازيين من جرائم واضطهاد بشع على يد السلطات الايرانية.
ويمكن الاشارة الى اهم ما أثاراه في هذا الصدد فيما يلي:
1– يتعرض عرب الأحواز ومنذ سنوات طويلة الى مخطط ايراني وسياسات اجرامية للقضاء على الهوية العربية للأحواز واهلها.
تم الغاء كل مؤسسات الحكم العربي.
لا توجد مدرسة عربية واحدة في الاحواز.
تمنع السلطات الايرانية أي دراسة او حتى الحديث باللغة العربية.
تم «تفريس» اسماء المدن والقرى والاماكن العربية.
طبعا، لا يوجد حتى ولو مسئول واحد في اي دائرة رسمية من العرب الأحوازيين.
تمنع السلطات الايرانية الاسماء العربية.
الاخ عادل السويدي قال: لا استطيع مثلا، ولا يستطيع أي احوازي ان يسمي ابنته شيماء او عائشة، او يسمي ابنه عمر.. وهكذا.
إذن، هي حرب شرسة تشنها السلطات الايرانية لمحاولة محو الهوية العربية للأحواز العربية وأهلها.
2- يتعرض العرب الأحوازيون لعملية تطهير عرقي ممنهج، وتهجير قسري بهدف طردهم واحلال الفرس محلهم.
وتحدث احمد المولي عن عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية التي تمت اقامتها في الاحواز، وعن سلب 600 ألف هكتار من اراضي المزارعين، وعن هدم القرى وتهجير اصحابها
3 – يبلغ عدد العرب الاحوازيين نحو 10 ملايين اغلبهم من الشيعة العرب.
ومع هذا، مع انهم من الشيعة، فهم يتعرضون لكل هذا القهر والاضطهاد والملاحقات والحرمان من ابسط حقوقهم.
هذا الأمر في حد ذاته يؤكد عنصرية النظام الايراني ويسقط مزاعمه عن تبنيه للشيعة في العالم وقضاياهم.
4- احد الاخوة الاحوازيين الذين تحدثوا في المؤتمر لفت النظر الى جانب مهم.. ان موقف النظام الايراني من الاحوازيين والقضية الاحوازية كان دوما نفس الموقف، ويتبع نفس السياسات سواء كان نظاما ملكيا او نظام الجمهورية الاسلامية بعد ذلك. بل ان المعارضة الايرانية نفسها على الرغم من معارضتها للنظام، فانها تتفق معه في انكار القضية الاحوازية تماما.
بالطبع ، كما هو متوقع ، فان الاخوة الاحوازيين عاتبون اشد العتب على الدول العربية لاهمالها للقضية الاحوازية وعدم اعطائها الاهتمام الواجب على أي مستوى سياسي أو إعلامي أو على مستوى مناهج التعليم العربية التي لا تتضمن أي اشارة الى القضية. احد الاخوة قال ان الزعيم جمال عبدالناصر وصدام حسين هما فقط اللذن اهتما بالقضية الاحوازية وبدعم عرب الاحواز.
والحقيقة انه آن الأوان لأن تتبنى الدول العربية القضية الاحوازية، وتعطيها ما تستحق من اهتمام سياسي واعلامي وعلى كل الأصعدة.
اولا، هي قضية حق بغض النظر عن طبيعة العلاقات العربية الايرانية. هي قضية تتعلق بعرب يتعرضون لأبشع صور الاضطهاد والقمع والتنكيل، ومحرومون من ابسط حقوق الانسان، ناهيك عن اغتصاب حقوقهم التاريخية.
اعني انه حتى لو كانت العلاقات العربية الايرانية في احسن حالاتها، فالقضية الاحوازية هي قضية عربية لا يجوز التخلي عنها على هذا النحو.
واذا كانت الآراء متفقة على ان ايران اصبحت بمشروعها للهيمنة وبتدخلها السافر في الشئون الداخلية لدول الخليج العربية، من اكبر الاخطار التي تتهدد عروبة وامن الخليج، فلا بد من مواجهة هذا الخطر بكل السبل وعلى كل الاصعدة.
ولا شك ان تبني القضية الاحوازية والدفاع عن عروبة اهلها وعن حقوقهم يمثل احد سبل وساحات المواجهة هذه.
ويحسب لمؤتمر جمعية الوسط انه على الاقل لفت الانظار الى القضية الاحوازية، والى اهمية تبنيها عربيا والدفاع عنها سياسيا وإعلاميا.