الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


«الوفاق».. وإذا عُرف السبب بطُل العجب!

تاريخ النشر : الاثنين ٢٦ مارس ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



يتساءل البعض عن سر رفض جمعية (الوفاق) وتوابعها أن يكون الحوار مع الأطراف التي تختلف معها (تجمع الوحدة الوطنية والمنبر الإسلامي والأصالة)، وتصر على أن يكون (الحوار) مع الدولة فقط؟
موقف (الوفاق) هذا ينطلق في جزء منه من ميول طائفية درجت على استخدامها منذ أن اشتغلت بالسياسة في البحرين، وهي لا تريد اتفاقات مع أطراف لا تؤمن بولاية الفقيه في إيران، ولا ترتهن للمرشد الأعلى الإيراني.. وموقف «الوفاق» كان دائماً يركز على التفرقة بين (الشيعة والسنة) في البحرين، وتستخدم الإخوة من الطائفة الشيعية الكريمة «حصان طروادة» في تنفيذ أجندتها السياسية لإسقاط النظام.
السبب الثاني الذي لا يخفى على أحد.. أن هناك أغلبية ساحقة في المجتمع البحريني ترفض الورقة التي تلوح بها (الوفاق) منذ أكثر من عام تقريباً، وهي (الحكومة المنتخبة)، ليس لأنهم ضد هذا الشعار السياسي، بل لأنهم يدركون أن (الوفاق) إنما تطرح ذلك لكي تتمكن من بسط نفوذ (ولاية الفقيه) الإيرانية في البحرين، وتمكين (حزب الله) من السيطرة على البحرين، التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن حقول النفط في المنطقة الشرقية، وبالتالي تضع الشقيقة (السعودية) أمام خطر إيراني محدق!
السبب الثالث هو أن الأطراف التي ترفض (الوفاق) الجلوس معهم على طاولة (الحوار) صارت لديها قناعة بأن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أصبح رمزاً سياسياً مهماً، لحفظ التوازنات السياسية في المجتمع البحريني، وأن دوره الوطني والبطولي في وقف المؤامرة التي حيكت لإسقاط النظام في البحرين، كان جلياً للجميع منذ شهر فبراير العام الماضي وحتى الآن. وبالتالي، فإن هذه (الأطراف السياسية) الوطنية صارت لا تساوم على وجود سمو رئيس الوزراء في إدارة دفة الحكومة، بينما (الوفاق) ومن لف لفها تريد اختطاف (الحكومة) لصالح ولاية الفقيه الإيرانية!
السبب الرابع الذي تراهن عليه «الوفاق» هو حدوث انشقاق في (بيت الحكم) بالبحرين! وبالتالي يغيظهم جداً كلما شاهدوا (جلالة الملك المفدى) وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد في مواقف متضامنة ومساندة للدفاع عن الوطن والدفاع عن الشرعية الدستورية للحكم في البحرين.. وبالتالي فإن شعار (الوفاق) الراهن هو (فرق تسد) في الاتجاهين: في المجتمع بـ«دق إسفين» بين الطائفتين الكريمتين (الشيعة والسنة)، وفي (بيت الحكم) بمملكة البحرين.. لهذه الأسباب هي لا تريد الجلوس مع الآخرين على «طاولة الحوار»!