الجريدة اليومية الأولى في البحرين


في الصميم


أهم شيء يفتقده تجمع الوحدة الوطنية

تاريخ النشر : الاثنين ٢٦ مارس ٢٠١٢

لطفي نصر



تجمع الوحدة الوطنية، وشباب صحوة الفاتح، وائتلاف شباب الفاتح.. وكل ما يدور في فلك هذا التجمع الكبير، رغم أن القائمين على كل هذه الكيانات يقومون بدور وطني كبير ومطلوب لإحداث نوع من التوازن على الساحة، حماية للمسيرة الوطنية بأكملها.. إلا أن هذا التجمع الكبير يفتقد الى أهم شيء يلزم لترشيد مسيرته وتمكينه من تحقيق أهدافه.
النشاط الإعلامي في مسيرة تجمع الوحدة الوطنية لا يزال عند نقطة الصفر أو ما قبلها.. ومتروكا بأكمله للظروف.. ولا أغالي إن قلت إن القائمين عليه فاشلون إعلاميا!
كل القائمين على هذا التجمع بكل مكوناته من المتعلمين تعليما عاليا، ومن المثقفين، والمشتعلين وطنية وحماسة للذود عن قضايا الوطن.. ولكنهم للأسف لا يدركون أهمية الاعلام ولا يعملون له حسابا.. ويتركونه للظروف.. أي إنه لا يتوافر للإعلام اي حيز أو مساحة في عقولهم أو اهتمامهم جميعا.. ويتركون الساحة بأكملها لمن يعملون على عكس أهدافهم الوطنية النبيلة.
والشيء الذي يغيظ أنهم جميعا مثقفون ويعلمون أن الاعلام هو رقم (1) في أي عمل، وأي خطة أو أي استراتيجية، وأي مؤسسة او شركة.. أو معركة.. وأن المنتصر في أي معركة هو من يملك إعلاما أقوى، وإنه هو الذي ترصد له الميزانيات والإمكانات أكبر مما يحظى به أي عنصر أو جانب آخر.
تنعقد الندوات والمؤتمرات والاجتماعات والمسيرات وكل الفعاليات، وتبقى وسائل الإعلام لا تعرف عنها أي شيء إلا بعد انتهائها.. لا يوجد فريق متفرغ أو وحدة متخصصة في الإعلام لدى أي مكون من مكونات التجمع.. ولا يوجد مجرد فرد واحد يمكننا الاتصال به أو التنسيق معه.. أما الكبار فهم مشغولون على الدوام ولا يردون على مكالمات وسائل الإعلام.. ولسنا نعرف في أي شيء هم منشغلون؟!
والمفارقة المؤسفة إنه على الطرف الآخر ومنه تنهال علينا الأخبار والبيانات والصور والتدبيجات في كل دقيقة، ويستمر تدفقهم الإعلامي على مدى الأربع والعشرين ساعة.. ذلك لأنهم يعتقدون أنهم في معركة لا نصر فيها بغير الإعلام!
{{{
إلى معالي وزير الداخلية .. مع التحية
وصلتنا هذه الرسالة من مواطن غيور على كرامة وهيبة رجل الشرطة فيما يلي نصها:
«كرامة رجل الأمن من كرامة شعب البحرين».. قاعدة لا تقبل الاستثناء، كذلك صدحت الحناجر الوطنية قبل وخلال الأزمة الانقلابية وبعدها، لأنها ببساطة مرتكز وطني لا يقبل الاستثناء أو التقويض أو الامتهان.
وفي حادثة، أجد أنه لا يمكن السكوت عنها باعتبار أنها تشكل تعدياً على مهابة رجل الأمن، وتخاذلاً من الأخير في رده لاعتباره المستحق، تقدم شقيقي (بمجمع 1215- مدينة حمد) بداية الأسبوع الماضي بشكوى ضد جاره صاحب القضايا المسبقة، وباعتبار أن الأخير تعدى على موقف الشاكي وهذا التعدي موثقا بمركز شرطة مدينة حمد الجنوبي.
وحين حضر رجلا الأمن، منذ يومين تحديدا في وقت الظهيرة ترجل أحدهما السيارة وهو مرتدي زيه العسكري وقام بتصوير مكان الاعتداء، فخرج المشتكى عليه مع أحد أبناء عمومته وخمسة من أبنائه وجميعهم عسكريون، وتجمهروا ضد رجل الأمن والشاكي بغضب، وبعد حوار قصير تلفظ أحدهم على وجه الشاكي قائلاً باستخفاف: «الشرطة لا بتفك ولا بتربط».
بعد أن أنهى رجل الأمن التصوير تقدم الى السيارة وصعدها، والآخرون حوله وهم يتذمرون بأصوات مرتفعة، وبعد أن عاد الى المركز، حضر الشاكي وطلب إضافة التلفظ الذي قام به ابن المشتكى عليه على رجل الأمن، إلا أن زميل رجل الأمن قال له أمام زملائه بالمكتب «هل تعدى عليك؟ هل سبك؟ هل تعدى على الشرطي».
تفاجأ الشاكي هنا، فقال: «لكنه تعدى عليه باعتبار أنه ممثل وزارة الداخلية؟ وصراخه في وجهي بهذا الشكل وتعديه على مهابتكم إهانة لن أقبل تمريرها قط».
تطلع إليه رجل الأمن وابتسم وقال: «ولو، هذا بينه وبين الشرطي، والمفروض هنا أنك ما تدخل روحك بالموضوع»، في حين ظل الشرطي الذي أهين ينظر اليّ مبتسماً.
وحين ألح الشاكي (وهو أخي كما أسلفت) بأن يوثق جزئية إهانة ابن المشتكى عليه وقذفه بالإهانة لرجل الأمن كتب الأخير في محضر التحقيق نفيه ما جرى، وهو ما يشكل كذباً وارتضاء بالإهانة.
وتعليقي هنا يا معالي الوزير، أنه إذا كان رجل الأمن هذا مستخفاً بكرامة زيه العسكري، وأن ينكر ويكذب، ويقبل الامتهان، فكيف له أن يسهم في حفظ الأمن ويفرض هيبة القانون تحت مظلة وزارة الداخلية التي تمثل أعلى هرم الوزارات السيادية بالدولة؟ وماذا عن حق المواطن؟
أترك الأمر بيديكم الكريمتين للنظر به.
(اسم ورقم هاتف باعث الرسالة موجود لدينا وهو ليس ببعيد عن مهنة الصحافة).