الجريدة اليومية الأولى في البحرين



التشويه الإعلامي المستمر.. و«غمندة» التجربة الإيرلندية!

تاريخ النشر : الاثنين ٢٦ مارس ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



نموذج واحد يمكننا من خلاله قراءة المشهد الإعلامي البحريني، الذي بات يثير الشفقة، ويشير إلى حالة من الانكفاء على الذات والانطوائية، والخجل في الدفاع عن قضية الوطن المصيرية.
قضيّة «طفل السنابس» تمّ تلفيق تفاصيلها وتزوير أحداثها، كما تمّ المتاجرة بجسد صبي مراهق، وإخراجه شبه عارٍ أمام وسائل الإعلام، لمحاولة إثبات أنّه تعرض للاعتداء الجنسي!
أكملها بعض المراهقين من «الرموز» السياسية على حساباتهم في «تويتر»! حيث لم تبق شائنة إلاّ وألصقوها بالدولة، متهمين إياها بانتهاك الأعراض!
ما لبثت تلك الحكاية أن تبخّرت مصداقيتها في الدقائق الأولى، من خلال التحقيق مع ذلك الطفل، حيث كان الهدف هو تحويل الأنظار عن لجنة تنفيذ توصيات بسيوني!
الشّاهد في الموضوع، أنّنا كنّا متيقّنين من كذب تلك الرواية، والسبب أنّ الجهة التي أصدرتها اشتهرت بالكذب والدجل!
لكن هل تعلمون أن ذلك الخبر وجَد طريقه للانتشار دوليا، والسبب اختراق مواقع إخبارية دولية إلكترونية مؤثرة، باتت تنشر جميع كذبات الوفاق وبناتها بصيغ واحدة، حيث الجهة المزوّدة للخبر واحدة، ولكم أن تقرأوا نفس صيغة الخبر على موقع القناة الألمانية، والقناة الروسية والفرنسية، وأحياناً رويترز، وانضم إليهم موقع الجزيرة الإلكتروني مؤخرا!
نفس محتوى الأخبار عن البحرين، جميعها يتبنّى كذبات ومبالغات الوفاق على حسابها في تويتر، والإعلام عندنا «خبر خير»!
كثُرت الوعود أثناء الأزمة، وهاهو عام كامل ينقضي، وإعلاميون تم ترحيلهم إلى قناة صفا، والوضع لم يتغيّر، بل تغيّر إلى الأسوأ!
الوفاق تطلق المبالغات التي تنتمي إلى فصيلة الكذب، وهي تعلم أن كذباتها ستصل إلى الآفاق، كما تعلم أنّ القانون عندنا «سبهللة»، لن يحاسبها على كذباتها وفبركاتها!
الحكمة الإعلامية عندنا تقول: على الوفاق أن تواصل تشويه الوطن، وعلى الإعلام والقانون مواصلة النوم، وعلى الوطن أن يتحمّل الضغوط الخارجية نتيجة لذلك التشويه المتواصل.
برودكاست: قبل أيام سمعنا عن اجتماع بين ممثل من وزارة حقوق الإنسان وبين أحد الوزراء الإيرلنديين السابقين، وذلك للاستفادة من التجربة الإيرلندية في المصالحة الوطنية.
وحتى تعمّ الفائدة، سأذكركم سريعاً بالخطوط العامة لتلك التجربة التي تقوم على: نزع سلاح المليشيات، تحويل الجماعات المسلحة إلى منهجية التعايش السلمي، وقبل كل ذلك: العفو العام عن مرتكبي الجرائم! ووضع حد للمتطرفين الذين يرفضون قبول الآخر!
تسلسل اللعبة بدأ عندما طلبتها الوفاق عبر بيانها «المسطول»، حول المشاركة في حوار لم يعلن رسميا! بعدها سمعنا عن ذلك الاجتماع.
للتذكير فقط، أمريكا عبر سفيرها في العراق قبل سنوات، قدمت نفس المقترح، ويبدو أنّها تلعب مع الدولة لعبة «كرة الطائرة»! حيث تقدمه للوفاق في الخفاء، الوفاق «ترفعه» في بيان صحفي، والسفارة «تكبسه» على الدولة، لتقوم الدولة ببحثه والنظر فيه وربّما تطبيقه لاحقا!
آخر الكلام: كل «الغمندة» من التجربة الإيرلندية هي إطلاق سراح جميع المساجين، فهل تعلم الدولة ذلك؟.. صباحك خير يا وطن!