من المسئول عن العشوائية؟
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٢
مازالت العشوائية تلعب دورا في مجتمعنا الصغير.. وذلك بسبب غياب القوانين والأنظمة.. اليوم أصبح كل شخص في البحرين له سلطة وسلطان.. والسلطة الرسمية غائبة فهي اليوم لا تفرق بين الواجبات والحقوق.
اليوم مواقف السيارات التي تخدم السائقين وهي بالتالي للمصلحة العامة أصبحت مقيدة.. فأصحاب المحال التجارية بدأوا ومن دون رادع استملاك مواقف السيارات العامة.. فهذا يضع اللافتات «ممنوع الوقوف» وآخر يضع «موقف خاص» وآخر يضع «موقف للزبائن فقط» وآخر يضع الحواجز والأعمدة الحديدية وآخر يضع المخروطيات البلاستيكية ذات اللونين الأبيض والبرتقالي.. اعتدنا أن اللافتات السابقة تعد من اختصاصات إدارة المرور تستخدم بغرض تنظيم المرور كأدوات تحذير للمصلحة العامة... أما اليوم فيتم استخدامها للمصالح الشخصية.
اليوم تم تحويل وضع اللافتات والتحذيرات المرورية إلى البلديات.. فهي اليوم الموكلة بتنظيم هذه العلامات.. فالبلدية قد فشلت فشلا ذريعا بما يخص المظلات التي يتم وضعها من قبل أصحاب المنازل كمظلات للسيارات.. في البداية كانت هناك تراخيص من قبل البلديات.. أما اليوم فهي بلا رقابة وبلا قانون أو نظام ..وأصبح وضع المظلات اللاصقة بجدران البيوت من الأمور العادية ولكن تم استغلال ما تحت المظلات وما فوقها بحيث أصبحت من الممتلكات الخاصة لأصحاب البيوت بسبب ان المظلات تم تركيبها على حساب أصحاب البيوت.
اليوم نشهد تسيبا واضحا في جميع الأمور الحياتية المختصة بالخدمات الرسمية، فالمصالح الشخصية أصبحت هي القانون.. وهو أمر عادي بسبب غياب السلطات الرسمية سواء كانت إدارة المرور أو إدارة البلديات.
في الآونة الأخيرة ازدادت الحوادث المميتة بالنسبة إلى الأشخاص وحوادث السيارات المزعجة ومما لا شك فيه ان الإحصائيات الخاصة والمتنوعة بإدارة المرور قد ازدادت وتيرتها في ظل غياب الوعي المروري لجميع أطياف المجتمع المتنوعة ..فالسائق البحريني قد فقد تلك الخاصية المميزة والراقية وذلك بسبب التنوع الديموغرافي الذي انتهجته الحكومة.. فليس غريبا أن تزداد الحوادث المرورية، هذا من جهة، ولا عجب من تدني السلوكات المرورية للمواطن والمقيم من جهة أخرى.. فالوقوف في الممنوع أصبح ظاهرة عادية ودخول عكس اتجاه الشارع أصبح أيضا ظاهرة عادية وعدم استخدام الإشارات المرورية أيضا أصبح ظاهرة عادية وتجاوز الإشارات الحمراء أيضا ظاهرة عادية واستخدام بوق السيارة أيضا ظاهرة عادية واستخدام الهاتف أثناء السياق أيضا ظاهرة عادية واستخدام الرايبون أيضا ظاهرة عادية.
فهل هناك خلل أم ان الوضع العام بالمخالفات والتجاوزات وغياب السلطة وغياب الأنظمة.. أصبح ظاهرة عادية؟
خالد قمبر
.