مقالات
المجلس الأعلى للمرأة.. والعثور على كنز
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٢
سينظم المجلس الأعلى للمرأة واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وجمعية سيدات الأعمال ورشة عمل تمكن المرأة من العمل في المنزل.
«بغيناها في السما ولقيناها في الأرض»!
لربما يشكل هذا التمكين حلاً أمثل لدمج المرأة البحرينية والخليجية لاحقاً بالسوق والاقتصاد. ستشرح الورشة أهمية العمل بالمنزل، أو العمل من بعد ((Telework واستخدام الإنترنت وجوانب قانونية واجتماعية والتحديات والفرص المتاحة. وستعرض تقنية معلومات العمل والتسويق الإلكتروني، والتخطيط التكنولوجي والأعمال للتسويق.
وستعنى أيضاً بخلق فرص عمل للبحرينية، ورفع مستواها المعيشي، وتوفير استقرار اقتصادي لها بإيجاد مجالات عمل بسوق العمل الحر.
وتستهدف الورشة رائدات أعمال شابات ومستفيدات من مشاريع تمكين اقتصادي بالمجلس. وواقع الأمر أن المشروع يخاطب أعماراً أخرى والرجال أيضاً.
فبحسب الويكبيديا يعني العمل عن بعد: إيجاد ترتيب يسمح للعاملين مرونة بمكان العمل وزمانه. وهو بالأساس يتضمن استبعاد قدوم يومي لموقع مركزي بالوظيفة. وعمل بهذه الوسيلة 17,2 مليون شخص بالعالم عام 2008. وبها سيسهل العمل باستخدام تقنيات حديثة بأي مكان وأي موقع به اتصال إلكتروني وبأي وقت. وبذلك يصبح العمل شيئاً تقوم به، وليس مكاناً تنتقل إليه أو مراقبة تخضع إليها. ولكن وباستخدام الكاميرا ووسائل إلكترونية أخرى تلبية شرط إشراف مراقبين.
وتشير الإحصاءات إلى أن بإمكان 40% من العمالة الأمريكية العمل من بعد، بينهم 2.5 مليون يقومون بذلك، ومن دون حساب العاملين بسوق العمل الحر. ويعمل 102 ألف موظف أمريكي فيدرالي بهذه الطريقة.
وفي حالتنا سيحرر هذا الاتجاه نساء يشترطن ارتداء زي إسلامي ما أن يخرجن من بيوتهن. لا داعي للخروج ولا داعي لذلك الزي. المهم أن يبذل المجلس الأعلى جهداً لإقناع آلاف البحرينيات بأن العمل خير من عدمه، وأن رفع المستوى المادي باستمرار للفرد والعائلة خير من قبول الكفاف، وأنه من المؤسف القبول بالتقاعد المبكر أو العادي في وقت تصل المرأة فيه إلى أوج نضجها المهني. وأن بعض ما يسمى أحيانا بالتعفف إنما هو تخلف وقبول للمرأة وعائلتها بمستوى معيشي أقل، وتجاهل لشروط الحياة المعاصرة التي تجدد مستويات العيش باستمرار وبديناميكية يومية.
وإن كان من إيجابية لأحداث العام الماضي فهي اكتشاف آلاف القدرات البحرينية نساء ورجالاً الذين تبرعوا بإعادة البحرين للعمل، وقد ركنتهم ظروف، وأبعدتهم عن سوق العمل والإنتاج وهم بعز قدرتهم، بالتوازي مع استقدام عمالة أجنبية.
وبالآخر فالعمل عن بعد يتناغم وحركة التاريخ. فالثورة الصناعية جلبت العاملين إلى مركز للعمل. وبات من الممكن والاقتصادي والصحيح الآن والأكثر تناغماً مع التطورات التقنية أن يشتغل كثيرون عن بعد. ويمكن لقادمين كثر لمركز الأعمال بالمنطقة الدبلوماسية تفادي القدوم، فيخففوا على أنفسهم ويقللوا من اختناق مروري حاصل، ويوفروا طاقة مهدورة، ويحافظوا على البيئة.
الكنز موجود، وبقي اكتشافه. والأهم أن تبادر النساء إلى العثور عليه والاستفادة منه.