مسافات
من يدمر البحرين لا يمكن تسميته (معارضة)!
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
من يشتغل بالسياسة ولا يلتزم بالقوانين في بلده، وتكون أدواته هي التخريب والحرائق وإزهاق أرواح البشر وترويع الآخرين، لا يتم تصنيفه ضمن مسمى (معارضة) بل هو (مخـرّب).
هذه هي خلاصة الحوار الذي دار بين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء مع حشد من المواطنين ورجال الأعمال والإعلام في مجلس سموه الأسبوعي يوم أمس، وفي هذه المسألة قال سموه: «إن المواطن الذي يختلف مع الحكومة أو الدولة ويلتزم بالقوانين ولا يلجأ الى العنف والتخريب وتدمير الاقتصاد حقه مكفول بالتعبير عن الرأي بحكم القانون.. أما الشخص الذي يعيث في الأرض فسادا ويعتدي على الآخرين، سواء كانوا رجال شرطة أو مدنيين، فهو ليس رجل سياسة ولا حتى (معارضة).. انه باختصار إنسان خارج على القانون وتطبق عليه الإجراءات القضائية ويقدم للمحاكمة».
وأضاف سمو رئيس الوزراء: «إن هذه الحقيقة لم نخترعها نحن في البحرين، بل هي معمول بها في كل دول العالم، وكلكم تشاهدون وتتابعون كيف تتعامل الحكومات في أوروبا وبلاد الغرب عموما مع الأحداث التي تمس أمن واستقرار أوطانهم وشعوبهم.. إنهم لا يفرطون قيد أنملة في تطبيق القانون - حماية للمجتمع - على كل المخالفين أو الذين يخلون بالأمن والاستقرار ويضرون بالاقتصاد في بلادهم».
حين نتأمل حديث سمو رئيس الوزراء حول هذه المسألة نكتشف مدى عمق الفلسفة الإنسانية والحضارية التي يؤمن بها سموه إزاء بناء التنمية الاقتصادية، هذه التنمية التي ينعم بها المواطن البحريني منذ عشرات السنين.. وهي لن تتحقق إذا تعاملنا مع الانسان الشرير أو المجرم أو المخرب على انه ناشط سياسي أو حقوقي أو غيرها من المسميات التي يصدّرها الغرب إلينا، ومثلما هم في بلاد الغرب يحرصون على توفير الأمن والاستقرار لمجتمعاتهم وشعوبهم، فإننا نحن هنا في البحرين لن نقبل التفريط في ذلك على حساب المواطنين وشعب البحرين بمختلف مذاهبه.
وحديث سمو رئيس الوزراء يقودنا الى نتيجة مهمة، وهي ان القبول بالازدواجية في تطبيق القوانين بين الشرق والغرب يدخل في متاهة التدمير الذاتي للوطن والشعب، وإذا كان للدول الكبرى أجندات سياسية خفية لتدمير دول المنطقة، وتغيير الحكومات والأنظمة، فإن هذا لن يتحقق إذا كانت العقول الواعية تدافع عن الحق والوطن وتكشف الحقيقة دائما أمام العالم.
وكعادته كان حديث سمو رئيس الوزراء في حب الوطن بالأمس حافزا للكثير من الحاضرين في إبداء مشاعرهم الوطنية، وتأكيد الوحدة الوطنية.. إنه «خليفة بن سلمان» الذي يوحد القلوب، وحين يسافر تسافر معه، وتعود بعودته الى أرض الوطن.