أخبار دولية
قمة نووية في سيئول يخيم عليها مشروع إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٢
أعرب الرئيس الصيني هو جينتاو أمس الاثنين عن «قلق كبير» لمشروع كوريا الشمالية إطلاق صاروخ كما أفاد مسؤول أمريكي، وذلك خلال لقاء مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، على هامش قمة حول النووي تعقد ليومين افتتحت أمس الاثنين في سيئول. وصرح بن رودس نائب مستشار الأمن القومي للصحفيين ان كوريا الشمالية كانت من اول المواضيع التي تطرق إليها المسؤولان خلال اللقاء.
وأضاف أن «المسؤولين اتفقا على التعاون بشكل وثيق للرد على هذا الاستفزاز والإعراب عن القلق الكبير للكوريين الشماليين وإذا دعت الحاجة التفكير في الخطوات الواجب اتخاذها في حال أطلق الصاروخ». وأوضح «نظرا إلى العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية ونفوذها على بيونج يانج اعتبر الرئيس من المهم العمل بشكل وثيق مع الصين وان تنقل بكين رسالة حازمة إلى كوريا الشمالية». والصين الحليفة الوحيدة النافذة لبيونج يانج وتضطلع بدور اقتصادي مهم في هذا البلد. وقال رودس ان الصينيين «قالوا لنا إنهم يأخذون المسألة على محمل الجد وإنهم نقلوا الى الكوريين الشماليين قلقنا». وأمس الأول اعتبر أوباما ان أسلوب الصين مع حليفتها كوريا الشمالية «غير مجد».
وأثار نظام بيونج يانج الشيوعي مفاجأة بإعلانه في 16 مارس الجاري إطلاق صاورخ بعيد المدى في منتصف إبريل لنقل قمر اصطناعي للاستخدام المدني. وتدين الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية اطلاق الصاورخ لانها تنتهك القرارات الدولية التي تحظر على كوريا الشمالية إجراء تجارب نووية او بالستية.
وصباح أمس وجه اوباما رسالة إلى بيونج يانج من سيئول قائلا «اريد ان اتوجه مباشرة إلى الزعماء في بيونج يانج. الولايات المتحدة ليس لديها نوايا عدائية تجاه بلادكم، نحن نريد السلام». وأضاف في جامعة هانكوك في سيئول «لكن ليكن من الواضح من الآن وصاعدا ان استفزازاتكم ومواصلة برنامجكم النووي لن تضمن لكم الأمن الذي تطلبونه». وقال أوباما «لن تكون هناك مكافأة للاستفزازات. ذلك العهد انتهى».
وحذرت سيئول أمس الاثنين من انها ستسقط الصاروخ في الجو إذا حاد عن مساره بعد إطلاقه فوق الاراضي الكورية الجنوبية. كما حذرت اليابان القلقة من إمكان تحطم الصاروخ او أجزاء منه فوق أراضيها، من إنها ستنشر انظمتها المضادة للصواريخ.
من جهة اخرى، حذر الرئيس الأمريكي طهران مجددا من انه لم يعد هناك وقت طويل كي تظهر إيران حسن نيتها وان تحل بالطرق الدبلوماسية خلافها مع الغربيين حول برنامجها النووي. وقال أوباما «لا يزال هناك وقت لحل هذا الأمر عبر الدبلوماسية، وما أزال أفضل حل هذه المسائل بطريقة دبلوماسية» لكن «الوقت يضيق». وأضاف اوباما ان على إيران ان تتصرف بجدية.
وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل في ان إيران تسعى إلى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني. وتنفي طهران ذلك على الدوام. وأمام طلاب في سيئول قال اوباما ان تقدما كبيرا أحرز منذ القمة النووية السابقة التي عقدت في واشنطن في عام 2010، في إزالة وضمان امن المعدات التي يمكن ان تستخدم في صناعة الاف القنابل.
وقال اوباما «لكن ليست لدينا اي أوهام. نعرف ان معدات نووية كافية لصناعة عدة قنابل مخزنة من دون الحماية المناسبة». وطلب اوباما من قادة 53 بلدا مجتمعين في سيئول «مواصلة العمل» ووعد بتحركات جديدة من قبل واشنطن لخفض ترسانتها النووية بالتعاون مع روسيا. ومع انتشار اكثر من 1500 سلاح نووي وخمسة ألاف رأس نووي، تملك الولايات المتحدة «عددا اكبر من الأسلحة النووية التي نحتاج اليها». واعلن «اعتقد انه في امكاننا ضمان امن الولايات المتحدة وحلفائنا والحفاظ على قوة ردع حقيقية مع الاستمرار في خفض ترسانتنا النووية».
ونقل منظمو قمة سيئول عن خبراء قولهم ان هناك في العالم 1600 طن من اليورانيوم العالي التخصيب و500 طن من البلوتونيوم المخزنة احيانا في شروط غير آمنة في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق او أماكن أخرى. ولانتاج قنبلة نووية تكفي 25 كليوجرامات من اليورانيوم العالي التخصيب وثمانية كيلوغرامات من البلوتونيوم. وخلال السنوات العشرين الماضية اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حصول 20 حالة سرقة او فقدان يورانيوم عالي التخصيب او بلوتونيوم والمئات من حالات فقدان مواد نووية أخرى.