سؤال للسفارة: وماذا بعد الزيارة..؟
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٢
محميد المحميد
}} أول السطر:
في الوقت الذي قرر فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منع التظاهرات بشأن البحرين في بغداد في الوقت الراهن، فإن هناك أنباء وأخبار تتناقل بأن شخصية كبيرة جدا في الحكومة العراقية تدعم الجمعيات والتنظيمات المتطرفة داخل البحرين عن طريق أحد المراجع الإيرانية.. أسمع كلامك يعجبني، وأشوف أمورك استغرب..!!
}} وماذا بعد الزيارة؟
الزيارة التي قامت بها السيدة ستيفاني وليامز نائب السفير الأمريكي لدى مملكة البحرين لرجال الشرطة الذين يتلقون العلاج في مستشفى السلمانية إثر تعرضهم لإصابات بالحروق جراء اعتداء مجموعة من المخربين عليهم بالزجاجات الحارقة (المولوتوف) أثناء تأدية واجبهم.. موقف تشكر عليه كثيرا، ولربما أسهم في تصحيح العديد من المواقف الأمريكية، ولربما أسهم في تغيير الانطباع العام لدى الشعب البحريني المخلص من السياسة والمنظمات الأمريكية.
ولعله من مناسب أن ندعو كل السفراء داخل البحرين وخاصة سفراء الدول التي لا تزال تتخذ مواقف غير موضوعية مع ما يجري في البحرين، أن يقوموا بمثل ما قامت به زميلتهم الأمريكية، ليقفوا على الواقع بكل أمانة وصدق ومسئولية، وينقلوا إلى دولهم بعد ذلك الصورة والتقارير التي تنصف البحرين وشعبها.
لم يعد خافيا على أحد، العنف الطائفي الممنهج والتصعيد المتعمد الذي تمارسه المعارضة الطائفية في البلاد، تماما كما يعد واضحا كل الإجراءات والمبادرات التي قامت بها حكومة البحرين تجاه معالجة تداعيات الأحداث بكل الطرق القانونية والدولية والإنسانية، الأمر الذي يستوجب المزيد من المواقف المنصفة والموضوعية تجاه البحرين وقيادتها وحكومتها وشعبها المخلص الذي لا يزال يمارس نهج أسلوب ضبط النفس وتقديم المصلحة العامة للوطن فوق كل الجراح والأخطاء.
وكما أن زيارة المسئولة الأمريكية لرجال الأمن والوقوف على الحقائق من أرض الواقع والميدان، فإننا نأمل ألا يقوم أي مسئول أمريكي أو أجنبي بزيارة أو لقاء مع الأشخاص الخارجين على القانون في البحرين تحت أي حجة وذريعة وغطاء، لأن هذا الأمر لو حصل فسوف يؤكد للرأي العام أن السياسية الأمريكية والغربية لا تزال تمارس اللعب على الحبلين، وسيهدم وينسف كل إيجابيات ومزايا الزيارة التي تمت.
الزيارة التي قامت بها المسئولة الأمريكية من المفترض والمأمول أن يعقبها تقرير يرسل إلى واشنطن يكشف الحقائق وما وصلت إليه الأمور في البحرين بين حكومة رشيدة تسعى للإصلاح والتطوير وبين معارضة طائفية تمارس الغلو في العنف والتطرف ورفض كل المبادرات والحلول الشاملة.
الزيارة التي قامت بها المسئولة الأمريكية من المنتظر والمتوقع أن يتبعها تصريح من البيت الأبيض هناك ومن المنظمات الحقوقية الدولية يؤكد حقيقة الأوضاع في البحرين، وأن ما يحصل فيها خروج عن القانون من جماعات متطرفة لا تريد الخير للبلاد ولا للعباد، وهي تتاجر بالكذب والتزوير والفبركة بالربيع العربي والمفاهيم الحقوقية والإنسانية.
الزيارة التي قامت بها المسئولة الأمريكية تستحق الشكر والإشادة وتستوجب المزيد من التحرك السياسي والدبلوماسي لصالح البحرين بعدما تكشفت الحقائق من أرض الميدان.
}} آخر السطر:
ستظل قضية الطفل «عمر» حاضرة في ذاكرة الوطن وشاهدة على أثر وتداعيات الكراهية التي توغلت في نفوس وعقول مرتكبيها، وكما نرفض التعميم والإساءة ضد أي شخص بسبب مذهبه وطائفته، فإننا نطالب على الأقل بأن تخرج بعض المنابر والشخصيات والجمعيات الحقوقية والسياسية باستنكار الحادثة.. أقنعونا ولو لمرة واحدة أنكم لستم طائفيين.