أخبار دولية
أوباما ورئيس وزراء باكستان يتعهدان بالعمل على إنقاذ التحالف ضد الإرهاب
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٢
تعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس الثلاثاء في سيئول بالعمل لانقاذ التحالف ضد الارهاب الذي اوشك على الانهيار بعد اكثر من عشرة اشهر على انعدام الثقة والاتهامات المتبادلة بين بلديهما.
والتقى الزعيمان على هامش قمة الامن النووي في سيئول، في اول لقاء يجمع الزعيمين منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في هجوم أمريكي في باكستان. وشهدت العلاقات المتوترة اصلا بين البلدين بعد مقتل بن لادن في عملية لفرقة الكوماندوس الامريكية في باكستان، تدهورا بعد مقتل 24 جنديا باكستانيا بغارات مقاتلات أمريكية من افغانستان شنت هجوما على معسكرهم في 26 نوفمبر 2011 بالقرب من الحدود مع افغانستان.
وصرح اوباما للصحفيين «يجب ان اقول بصراحة انه مرت اوقات خلال الاشهر العديدة الماضية شهدت فيها علاقاتنا توترا». واضاف «لكنني ارحب بقيام البرلمان الباكستاني بعد دراسة مستفيضة بعملية مراجعة لطبيعة هذه العلاقات».
وتابع «اعتقد انه من المهم ان تصوّب الامور واعتقد انه من المهم بالنسبة الينا ان نجري حوارا صريحا ونعمل على حل هذه المسائل». واعرب الزعيمان عن رغبتهما في ان يحل الامن والاستقرار في افغانستان التي تمزقها حرب طويلة شهدت العديد من الانتكاسات من بينها مقتل مدنيين افغان برصاص جندي أمريكي والهجمات على قوات الحلف الاطلسي من قبل جنود افغان.
وقال اوباما «نحن مهتمان بأفغانستان مستقرة وآمنة وفي منطقة مستقرة وآمنة». وقال جيلاني ان باكستان التي تشهد اعمال عنف اوقعت قرابة خمسة الاف قتيل منذ 2007 «ملتزمة بمكافحة التطرف. نريد الاستقرار في افغانستان وباكستان». واضاف متوجها إلى اوباما «نريد ان نعمل معكم».
وطالب نواب البرلمان الباكستاني الولايات المتحدة بتقديم اعتذار ودفع ضرائب على قوافل الحلف الاطلسي وذلك في توصيات قدموها للبرلمان ومن المقرر مناقشتها تمهيدا لاعادة فتح خطوط امدادات الحلف الاطلسي للحرب الافغانية.
وكشف تحقيق اجراه الحلف الاطلسي في الهجوم الذي وقع في 26 نوفمبر على الحدود الباكستانية الافغانية عن ان القوات الدولية والقوات الباكستانية ارتكبت اخطاء في الحادث. الا ان باكستان رفضت نتائج التحقيق. وذكر مسؤولون أمريكيون ان الرئيس الامريكي اعرب عن احترامه لسيادة باكستان، وسط مساعي الزعيمين لاستعادة الثقة بين حكومتيهما في الاجتماع الذي هدف إلى تصفية الاجواء.
وقال بن رودس كبير مساعدي اوباما «لقد كان هذا اجتماعا حقق تقدما مهمّا لدى الجانبين حيث تمكنا من الاستماع مباشرة إلى بعضهما البعض حول آرائهما حول مختلف القضايا التي يتعاونان بشأنها». غير ان رودس، نائب مستشار الامن القومي، رفض الكشف عن تفاصيل حول نوع العمليات المناهضة للارهاب التي ناقشها الزعيمان. ولم يكشف ايضا ما اذا كانا سيناقشان مسألة الغارات الجوية التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار.
ولم يظهر اي مؤشر كذلك حول ما اذا كان جيلاني واوباما ناقشا مقتل بن لادن في ابوت اباد في باكستان في مايو الماضي في عملية شنتها قوات أمريكية خاصة من دون معرفة اسلام اباد. واعتبرت تلك العملية اهانة لحكام باكستان وجيشها. وهددت الازمة بشان الغارات الجوية التي تشن على المنطقة الحدودية تحالف مكافحة الارهاب.
واغلقت اسلام اباد حدودها مع افغانستان بعد الهجمات التي شنها حلف الاطلسي، حيث انها اثارت غضبا في باكستان، وخاصة مع عدم تقديم الولايات المتحدة اعتذارا عنها. كما امرت الحكومة الباكستانية القوات الامريكية بالخروج من قاعدة يتردد انها تستخدم لانطلاق الطائرات الامريكية من دون طيار لشن هجمات ضد القاعدة وطالبان في افغانستان.
ويتعرض جيلاني لضغوط سياسية مكثفة في بلاده زادها تهديد حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة اعضاء البرلمان اذا صوّتوا لدعم استئناف الامدادات لقوات حلف الاطلسي في افغانستان. وينتشر نحو 130 الف جندي اجنبي في افغانستان التي ليس لها منفذ بحري، يشنون حربا منذ عشر سنوات ضد التمرد الذي تقوده حركة طالبان، ويعتمدون على امدادات الوقود والغذاء والمعدات من الخارج. ونصف جميع الشحنات المتوجهة إلى القوات الاجنبية تمر عبر باكستان.
كما يتعرض اوباما لضغوط سياسية في بلاده بسبب الحرب الامريكية ضد الارهاب التي يخوضها في جنوب اسيا مع استعداداته لخوض السباق على الرئاسة والفوز بولاية ثانية. ويرغب اوباما في نقل المسؤولية الامنية في افغانستان إلى القوات الافغانية العام المقبل، الا انه حذر من ان الولايات المتحدة «لا تستعجل الخروج» من افغانستان.