الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الصحة


باحثون: الخجل قد يتحول إلى حالة مرضية بين الشباب

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٢



تشير الدراسات في ألمانيا إلى أن 5 إلى 10% من الشباب في ألمانيا يعانون مخاوف اجتماعية مفرطة مما جعل هذه المخاوف من أكثر الاضطرابات النفسية في سن الطفولة والشباب حسب اتحاد »سوفو نت« الألماني للباحثين النفسيين الذين يحاولون معرفة المزيد عن أسباب هذه المخاوف وسبل علاجها. وقالت لينا كريبس، المتحدثة باسم الاتحاد، إن هناك سلسلة من العوامل التي قد تكون سببا في هذه المخاوف منها العامل الوراثي الذي يجعل بعض الشباب كثيري الخجل في سن الطفولة ويجعلهم يميلون للتراجع أمام كل جديد ويصابون بالذهول في المواقف التي تثير المخاوف. والعامل الثاني حسب كريبس هو التجارب السيئة التي تصيب الشباب بعقدة نفسية مثل أن يتم تعييرهم بشيء ما في صغرهم أو أن يتعرضوا للإهانة أو الإقصاء »نحن نتحدث هنا عن نموذج مختلط من العوامل الفطرية والبيئية تتشابك فيه التجارب الشخصية مع الصفات النفسية«. وشددت كريبس على أنه ليس كل شخص خجول يعاني المخاوف الاجتماعية وقالت إن مدة هذا الخجل ومدى قوته هما اللذان يحددان ما إذا كان مرضيا أم لا وأن الشخص يعتبر مضطربا عندما يكون خوفه الاجتماعي بالقوة التي ينتج عنها ضغط نفسي يسبب المعاناة لصاحبه مما يؤثر سلبا في مدى شعوره بالسعادة في حياته ومدة ستة أشهر على الأقل. ورأت الخبيرة الألمانية أن المجتمع لا ينظر أحيانا للمخاوف الاجتماعية لدى الأطفال والشبيبة على أنها ظاهرة مرضية وذلك لأنه يعتبر الأطفال والشبيبة المتصفين بالخجل مريحين لأنهم لا يزعجون المدرسين أثناء الحصة الدراسية على سبيل المثال وذلك خلافا للأطفال المصابين بالنشاط المفرط للمخ. وأشارت كريبس إلى أن عواقب هذه المخاوف الاجتماعية قد تكون جد خطرة وأن من بينها عدم تعلم الأطفال والشبيبة مهارات اجتماعية مهمة وذلك بسبب إقصائهم بالإضافة إلى احتمال عدم إكمالهم دراستهم أو تعليمهم الحرفي أو فشل علاقاتهم العاطفية بالإضافة إلى تزايد خطر إصابتهم بأعراض مرضية نفسيا مثل الاكتئاب واضطرابات أخرى تتعلق بالمخاوف المرضية »وهناك بعض الشباب يحاول التغلب على مخاوفه باللجوء للكحول والمخدرات، وكلما طالت فترة الإصابة بالخوف الاجتماعي تزايد احتمال أن يصبح هذا الخوف مزمنا، وأثرت سلبا في فرص العيش بشكل طبيعي«. ودعت كريبس إلى حسن التعامل مع هذا النوع من الشبيبة المصابين بالخجل المفرط وحسن الإصغاء لهم في المدرسة وعدم تجاهل ملاحظاتهم حتى لا يشعروا بالتهميش والإقصاء »لأنه إذا شعر التلميذ بأن الفصل لا يأبه لملاحظته فإنه قلما طلب الكلمة مرة أخرى بالإضافة إلى العلاج النفسي لهؤلاء على يد الخبراء المعنيين الذين يحاولون إيجاد حل للصراع بين الرغبة والواقع الذي يعانيه هؤلاء الشبيبة وهو ما يهدف إليه مشروعنا البحثي الذي يحاول معرفة أي السبل العلاجية أفضل لمجموعات الشبيبة وذلك كل حسب أسباب مرضه وتصنيفه، هل هو وراثي أم بيئي؟«.