أخبار البحرين
لقاء سوق المنامة بين المسئولين والتجار..
وزيرة الثقافة: نعمل على أن تكون المنامة عاصمة للسياحة العام المقبل
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠١٢
في كل زيارة لأحد المسئولين بالدولة لسوق المنامة القديم، تـأخذ الزيارة نكهة خاصة وعنوانا جديدا وذلك لأهمية الزيارة من ناحية ولأهمية الأجندة التي تناقش مع التجار وأصحاب محلات بيع المفرد هناك في حضور له وزنه من ممثلي غرفة التجارة والصناعة.
وقد سعتت زيارة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة ترافقها وكيلة الوزارة ندى الياسين بدعوة من الدكتور عصام فخرو رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين وحضور عدد آخر من أعضاء المجلس إلى السوق بالعاشرة والنصف صباح امس الى العمل على تحقيق شعارين، الأول لوزارة الثقافة، هو «المنامة عاصمة الثقافة هذا العام ونتطلع الى ان تكون عاصمة السياحة العام المقبل»، والثاني، هو شعار الغرفة «الغرفة شريك في عالم الأعمال، والغرفة تعمل على تحريك السوق» كحرص من إدارة الغرفة على اللقاء بتجار السوق للتعرف من جديد على أوضاعهم بعد الزيارة التي حصلت قبل اكثر من اسبوعين.
فما الذي تم النقاش حوله؟ وماذا قالت الشيخة مي المعروفة باهتمامها التراثي بالسوق، وبم وعدت من برامج وخطط لتطوير السوق؟ وماذا قال الدكتور عصام لكونه مسئولا يمثل إرادة تجار ورجال الأعمال في البحرين؟ وما هي ردود الحاضرين من تجار السوق لكونهم يعانون من قلة البيع من جهة ويتطلعون في الوقت ذاته إلى مغادرة السوق وضعها البائس؟
المرافق والمواقف
استهل الدكتور عصام فخرو الكلام مرحبا بوزيرة الثقافة، قائلا: «السوق القديم بأهله وتجاره يرحبون بالشيخة مي، حيث لمساتها بارزة داخل السوق لجعلها منطقة سياحية حين عهد إلى وزارة الثقافة المساهمة في تطويرها»، مؤكدا الحاجة السريعة إلى توفير مواقف للسيارات ومرافق صحية ووضع اللمسات الجمالية على مظهرها الخارجي، ومشيرا في الوقت ذاته إلى ان أي تطوير يجب ان يأخذ في الاعتبار إعادة الروح إلى هذه السوق، لتكون عامرة كما كانت بالزبائن والزوار.
عاصمة الثقافة والسياحة
وخاطبت الشيخة مي الحضور: قبل ان تحكموا بصورة نهائية على خطة إعمار السوق وتطويرها، أدعوكم إلى زيارة «السوق القيصرية» بالمحرق والتي ستفتتح في 4 إبريل، وترون كم هي جميلة من جهة، وكم هي جذابة للمتسوق من جهة أخرى مشيرة إلى ان المنامة هي عاصمة معروفة في ذاكرة دول الخليج، فبقدر ما أنها «عاصمة للثقافة العربية» في 2012، فإننا نعمل على أن تكون المنامة ايضا عاصمة للسياحة العربية في عام .2013
وقالت إن تحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى وقت لكونه ليس بالمهمة السهلة لكننا جادون مع الجهات الرسمية والغرفة التجارية، وبفضل تعاونكم كفئة تجارية للوصول إلى ما نطمح اليه من أهداف ترفع البحرين عاليا بين الأمم، وترفع أيضا من مستويات أسواقها، وعليه، تساءلت: هل بالإمكان أن نقوم بحملة نجمع من خلالها مساهمات من جانبكم لصيانة دائمة للسوق ولتقديم خدمات على مستوى عال لمرتاديها مشيرة في الوقت ذاته إلى أهمية وضع اللمسات التاريخية في جوانب السوق مشددة في الوقت ذاته على تسهيل المرور داخل السوق وما يقتضيه من توفير مواقف للسيارات ومرافق صحية للزائرين والعاملين فيها.
واقترحت ضمن تصورها لإعادة الحياة إلى السوق خلال الستة شهور المقبلة (من إبريل إلى سبتمبر) عمل فعاليات بدل فكرة المهرجان مع انطلاقة الفورمولا وان، وبرامج خاصة لتحفيز القدوم إلى السوق بباصات خاصة، إعداد مقاهي تراثية نظيفة، وتجهيز 15 فندقا، وإعداد مكان للحرف اليدوية وفرقة موسيقية متواصلة على مدى الـ 6 اشهر المقبلة، يتم بعدها أي في مطلع أكتوبر لقاء بيننا (وزارة الثقافة والغرفة التجارية وتجار السوق) لتقييم ما تم عمله خلال هذه الفترة.
تعقيبات المشاركين
إبراهيم زينل: بدأت عملية تطوير السوق القديم منذ فترة طويلة لكن المهم لدينا هو العمل على جذب أكبر عدد من المتسوقين، ومشكلتنا في الوقت الحالي هي قلة المشترين، ويعود هذا الوضع إلى قلة المرافق الصحية، عدم توافر السير المروري وخاصة في شارع باب البحرين الذي كان حيويا في يوم من الأيام، وتحول إلى (ممر ميت)، مشيرا إلى ان اللمسات لا شك أنها جيدة لكنها لا تعيد الى السوق حيويته مثلما تعيد الحياة المرورية والمرافق الصحية.
جواد الحواج: علاقتنا مع السوق تمتد على مدى 70 عاما، نعرف السوق ومشاكله، ونقر بتعاون الحكومة الدائم وخاصة توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء ومتابعته واطلاعه على أحوال السوق، ونعرب عن سعادتنا لما سمعنا انه عهد إلى وزارتكم (الثقافة) متابعة أمور تطوير السوق، وعليه نمد أيدينا للتعاون حول تحقيق تطوير السوق، وأي أمر أتصوره هو العمل سويا على إخراج تجار السوق من الحالة النفسية التي هم فيها (محبطون)، يريدون جلب بضائع جديدة لكنهم خائفون من عدم الإقبال عليها.
كاظم السعيد: كان جدي ووالدي يبيعان في السبعينيات في سوق المنامة القديم أكثر من هذه السنوات الأخيرة، مضيفا ان البيع يحتضر في السوق.. وطالب بالعمل على جلب أناس للسوق في هذا الوقت كخطوة أولى للنهوض بالسوق.
السوق للبحرينيين
د. تقي الزيرة: ليس مهما ان نحيي السوق ليكون جاذبا للسياح الاجانب بقدر أهمية السوق للبحرينيين أنفسهم، لذا فإن عملية احياء السوق القديم تتطلب كيف نجعله جذابا، ومدى الحاجة إلى صيانته.. ووضع ميزانية خاصة للتطوير، وتكوين لجنة مهمتها الترويج، وخلق مشاريع للمؤسسات الصغيرة، وللشباب البحرينيين بتمويل من تمكين هي من أساسيات النهوض بالسوق. خلف الحجيري: أعتقد ان المحافظة على النمط القديم مهمة لكن يفترض ان يرافقها توفير خدمات سريعة للنظافة والإنارة والمرافق الصحية.
ندى الياسين: الوزارة تتابع عن كثب في خطة مدروسة توفير المرافق وعمل مواقف بتسعيرات وذلك بالتنسيق مع وزارة الاشغال.
كريم الفليج: تأثر سوق المنامة أكثر من أي سوق آخر في البحرين، وعليه عانى تجاره اكثر من غيرهم، منوها الى أن مشكلة التجار مع تمكين في عدم دعمها لهم، مضيفا ان بعض المحلات أعلنت إفلاسها، وطالب عمل (سوق المنامة منطقة حرة) وشنّ حملة لتنظيف السوق من الاوساخ واللبان وغيرها.
تاجر في السوق: يصعب علينا ان ندعم مشاريع تطوير السوق، والسبب هو تراجع دخولنا نتيجة لتراجع مبيعاتنا، ونتمنى ان تدعمنا الحكومة..
مصير 63 محلا
محمود النامليتي: يبدو ان بعض الجهات الحكومية لا تضع ميزانيات خاصة للسوق، وقد مضى على السوق 4 وزراء لم يعيروا سوق المنامة الاهتمام المطلوب، وتساءل عن مصير 63 محلا تجاريا ليكونوا محلا جديدا لبيع اللحوم كملحمة ثانية في السوق.
تاجر: أنت تهتمين بالجمال والتراث في السوق بينما نحن نريد من يهتم بترويج السوق، وبمن يحفز المشترين على المجيء إلى السوق، وتساءل: لماذا لا يكون سوق المنامة سوق التحفيات والاثريات، سوق له طابعه الخاص، وليس على غرار السيف.
رياض المحروس: تساءل عن مصير لجنة تطوير السوق التي شكلت منذ 3 سنوات مضت بقرار من سمو رئيس الوزراء وفيها ممثل عن البلديات والإسكان والأشغال، مشيرا إلى ان المواقف العمودية للسيارات هي مواقف فاشلة، وطالب بإشراك أهل السوق في أي مشروع يتعلق بتطوير السوق.
ترميم.. وحرف
الشيخة مي: أتمنى لو أن بعض اصحاب المحلات يبدأون في التحرك لصباغة محلاتهم وتنظيفها ليضفوا الحيوية على السوق، مشيرة إلى أنه ليس كل شيء على الحكومة، فعليكم أيضا ان تتحملوا جزءا من المسئولية، والتعاون من اجل رفع اسم السوق بنكهة جديدة ومميزة، ووعدت بترميم الدكاكين القديمة بنكهة حديثة ممزوجة بنكهة قديمة، وإعادة توصيل خدمات المرافق الصحية وتوفير أماكن لوقوف السيارات، وعمل متحف للطفل ومحلات أخرى تعكس تاريخ السوق وحرف أهل البحرين أيام زمان، ولا مانع من عمل لجنة مشتركة لتطوير السوق من التجار والغرفة والجهات الرسمية ذات العلاقة بالسوق.
واختتم اللقاء بتعقيب من الدكتور عصام، جاء فيه ان الغرفة تقيم لقاء يجمع التجار ولجنة تطوير السوق وممثلين عن هيئة سوق العمل و«تمكين» ووزارتي الداخلية والاشغال، ودعا الحاضرين إلى الحضور للمشاركة في نقاش حول كيفية تطوير السوق القديم وذلك في الثالث من إبريل المقبل بالعاشرة صباحا في مبنى الغرفة، وتقدم بوافر الشكر إلى الشيخة مي وباقي المسئولين والتجار على الحضور للاستماع إلى مختلف الآراء حول تطوير السوق وكيفية إعادة الروح اليه بنكهة جديدة متشحة بتاريخ البحرين القديم.