قضايا و آراء
قوى التأزيم ما بعد الإفلاس
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠١٢
معاول هدم تتواصل بمشاريعها الطائفية المقيتة، تتحرك ليل نهار لإيجاد الفرص المنافسة والمناسبات التي تتوغل منها لمآرب أكبر وأكثر، معاول ذات مكيالين لكيل الوهج الإعلامي الكاذب ونشر الظروف والملابسات الغامضة لصالح الجهات الغربية والخارجية من دون مصلحة البحرين، وتستمر المؤامرة مع نشر كل التفاصيل، فالعبرة في التطبيق، نعم كثيراً ما سمعنا عن قوانين مطبقة ولكن أكثر ما سمعناه عن تلك القوانين غير المطبقة، فيا ترى لمصحة من تُعطل القوانين ضد الخارجين عن القانون؟
الأسف كل الأسف أن الجهات الغربية اليوم منقسمة لفسطاطين: فسطاط يرى أن البحرين وطن آمن يتحرك في مسيرة الإصلاح المعلنة، وفسطاط يرى البحرين غابة سهلة الحرق والدمار وهي وطن لا أمان فيه ولا ضمان، والتحول لمجرد الرؤية في محل تحول الفكر الغربي إلى نتيجة يفضي في النهاية إلى عدم الاعتدال، فظهور الحقيقة أو غيابها لا يعني الواقع الذي هي عليه في الحقيقة، إلا ان التأثير الخارجي ضمن نقاط تأثير قدرة العميل الداخلي لمحورة الظروف لتناسب وتتناسب مع هويته وفرض رأيه بصورة أوسع، ما يجعل الجهود قاصرة عن بلوغ غاية أو هدف يرسم مستقبل البحرين.
قوى التأزيم والمعارضون المخالفون للقانونية الشرعية وللديمقراطية والأعراف الدولية ومنتهكو حقوق الإنسان يمارسون حريتهم في وطأة الوطن بشن حملات تشويه سمعته وتشويه سمعة قيادته وتحويل البحرين إلى دولة محتلة من نظام آخر، مع العلم أن بعض شعب البحرين محتل من فكر طاف عليه الزمان أزمنة وفرت للزمان الذي طاف منه له كل معايير الرثة والذلة، فالزمان الذي يتكلمون فيه هو زمان الأسر الفكري والتحول التبعي الذي احتلوا به جزءا من هذا الوطن، وما الخروج في المسيرات والمظاهرات غير المصرحة إلا دليل على رغبتهم في التحول الزمني للرجعة بالتبعية المقيتة تحت غطاء الديمقراطية.
ليست المطالبات الحقوقية وجه من أوجه المطالب الرئيسية التي يراوغون ويتبجحون بها، بل هي الأقنعة التي يتسترون خلفها لتكون غلبة الكلمة في الخارج معنية بهم ومعنيين بها ومقسومة لاثنين هما ذاتهما وكلاهما في الوقت نفسه يروجون إلى السلمية والانفتاح على الاخر، بينما كُشفت كل الأغطية وزال التلون السياسي لصالح الحقائق المكشوفة من وجود الأجندات الخارجية المعروفة.
النفوذ الخارجي يدعم الحركات المناهضة والمعارضات التي لا تُمثل بلدانها، والبحرين واحدة من تلك الدول التي رصد العدو لها ملايين الدولارات تتحرك في حسابات وخاصة لحسابات تستهدف كسب المزيد من الثغرات للإطاحة بالحكم، وتعمل جهات ما تسمي نفسها المعارضة مع الجهات الخارجية في ممارسة غير ديمقراطية في الوقت الذي تطالب بها كمطلب أساس، وفي الوقت الذي تقوم بزرع خلاياها الإرهابية في مداخل القرى لبث الفوضى بشكل عشوائي كل ليلة، لتقوم بدور مهم هو إثبات هوية اللاقرار واللااستقرار في ربوع مملكة البحرين لتبث الصورة المنقولة والمفتعلة إلى الخارج لمزيد من الضغط الدولي على البحرين.
إن عمليات التخريب المتعمد والإرهاب المجتذب وأنواع التنكيل بالعائلات البحرينية المحافظة والخائفة من بغي المعتدين هي ما تعكس حقيقة ما تسمي نفسها المعارضة البحرينية، مع العلم أن البحرين تخلو من وجود معارضة تمثل البحرينيين فالمعارضة بمعناها الأوسع حزب ولا توجد في البحرين أحزاب تعمل كمعارضة ضد معارضة، أما ما يجري في البحرين فهو إرهاب ودجل وتبعية وتصفيق خلف كل ناعق يقصد دمار وخراب الوطن، ومهما تعددت التسميات وتكررت السيناريوهات فالمشهد المألوف هو التخريب لممتلكات الوطن كافة، تخريب لأملاك عامة كالحدائق والطرق والإشارات والمصابيح العامة، وتخريب للممتلكات الخاصة كالبيوت وجدرانها وأسوارها، ناهيك عن استغلال الأطفال واستهداف المدارس، واستهداف سيارات المواطنين وتعطيل مصالحهم، وضرب البنية التحتية من أشد المنكرات، فالمعارضون لا يملكون قضية سوى التعلق بأحبال السلمية التي ليست لها هوية سوى خلق المزيد من السلبيات وتشويه صورة المواطن البحريني.
ما بعد الإفلاس لن يجد الحل الوطني حلا للوصول إلى حلول مع وجود خطط شاملة بعد نتائج تقرير بسيوني، وبعد تنفيذ العديد من توصيات لجنة متابعة لجنة التقصي وتنفيذ التوصيات كاملة، ومع رفع المرئيات كاملة وموافقة الحكومة عليها من دون نقص وتصديق القيادة لها، لم يزل النكران والجحود هما السمتان الملازمتان للمعارضين الخارجين عن القانون، وهنا وجبت الدعوة بكل صدق وإخلاص لهذا الوطن وفي حبه أن القانون هو المفصل الوحيد الذي سيكون درع المواطن الذي تضررت مصالحه ويجب أن يتخذ القانون موقفاً حاسماً من جمعيات التأزيم بالخصوص بوجود مخالفات جسيمة ارتكبتها الجمعيات من دون محاسبة، وإن بقاء الحال على ما هو علي يعني تضرر المواطن بالدرجة الأولى، وتوفير المزيد من الفرص للمتربصين بهذا الوطن الدوائر، وهو ما لا مجال للشك فيه فالبحرين بلد مطلوب على وجه السرعة للجهات الخارجية واستهداف مواطنيه هو المدخل المناسب لتحقيق هذا المطلب العاجل، ودعوتنا في النهاية للقيادة الرشيدة لتنعم البحرين بخير وسلام تقدموا بالمبادرات الوطنية العاجلة لصالح كل مواطن واجعلوا ركب القطعان يسير مع الإجراءات القانونية الحاسمة.
حمى الله وطننا البحرين، وعلى العهد ماضون حبا له قيادة وشعبا.