أخبار دولية
عشية القمة العربية في بغداد
وزراء الخارجية يدعمون خطة عنان ويرفضون التدخل الأجنبي في سوريا
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠١٢
أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية أن مشاركة مملكة البحرين في القمة العربية في بغداد يأتي من منطلق مسؤولياتها العربية تجاه قضايا الأمة العربية المصيرية, والأهمية التي توليها لهذه القمة التي تنعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة وتحديات كبيرة تشهدها المنطقة العربية, مما يتطلب اتخاذ التدابير والآليات الجادة اللازمة التي تساعد الدول العربية في هذه المرحلة من اجل بناء مستقبل للأجيال القادمة بخطى واضحه وثابته في إطار روح التضامن العربي وحماية الأمن الجماعي العربي ودعم العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
واستطرد وزير الخارجية موضحا أن القمة العربية في بغداد ومن بنود جدول أعمالها الذي اقره وزراء الخارجية امس تركز على تعزيز الالتزام بالتضامن العربي والعمل المشترك والحفاظ على امن الدول العربية واحترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني وحماية مواطنيها.
واكد وزير الخارجية ان مملكة البحرين سوف تواصل بالتعاون مع شقيقاتها الدول العربية جهودها الرامية إلى إصلاح منظومة العمل العربي المشترك وتفعيل آلياته وأدائه لمواجهة التحديات التي تشهدها العلاقات الدولية والإقليمية.
وكان الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية قد شارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التحضيري لاعمال القمة العربية الثالثة والعشرين والذي عقد ظهر امس في العاصمة العراقية بغداد.
وعقب الاجتماع اعلن وزير الخارجية العراقي ان القمة العربية التي تستضيفها بغداد اليوم لن تطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي. وقال هوشيار زيباري في مؤتمر صحفي ان «المبادرة العربية واضحة ولم تطالب بالتنحي، نحن ايضا لم نطالب ولا القرار القادم في هذا الاتجاه». واضاف «لم تكن هناك اي دعوة من قبل الجامعة العربية لأي رئيس بالتنحي، وهذا امر يخص الشعب السوري الذي عليه ان يقرر ويختار وينتخب قادته». وقال زيباري ان الجامعة العربية ستبحث خطة مبعوث جامعة الدول العربية والامم المتحدة كوفي عنان. لكنها لن تقبل أي تدخل أجنبي في سوريا.
واكد زيباري ان وزراء الخارجية لم يناقشوا مسالة تسليح المعارضة السورية، موضحا «لم نطرح اطلاقا هذا الموضوع». وشدد على ان «موضوع سوريا لم يعد موضوعا اقليميا او عربيا او محليا او وطنيا او قوميا، اصبح موضوعا دوليا وخرج حتى من الحالة العربية إلى الحالة الدولية». وتابع ان ازمة سوريا التي تشهد منذ اكثر من عام حركة احتجاجية غير مسبوقة تتعرض لقمع عنيف من قبل النظام الذي تطالب بإسقاطه وقتل فيها الآلاف «اصبح بيد الامم المتحدة ومجلس الامن».
وتطغى الاحداث في سوريا على اعمال القمة العربية التي تستضيفها بغداد للمرة الاولى منذ 22 عاما، وسط تباين في وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع الازمة السورية.
وفي افتتاح اجتماع الامس الذي حضره نحو 17 وزير خارجية وفقا لزيباري، أكد الوزير العراقي على دعم «التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله واختيار حكامه». ويتوقع ان يؤكد «اعلان بغداد» الذي سيصدر عن القمة «التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي في الازمة السورية حفاظا على وحدة سوريا وسلامة شعبها». ويشدد الاعلان على دعم مهمة مبعوث جامعة الدول العربية والامم المتحدة كوفي عنان.
اما نص مشروع القرار الخاص بسوريا الذي ناقشه وزراء الخارجية امس، فيشير إلى ان القمة العربية ستحمل السلطات السورية مسؤولية العنف وستدعو في الوقت ذاته إلى حوار بين الحكومة والمعارضة.
في موازاة ذلك، اعلنت الحكومة العراقية انها ستقترح في اجتماعات القمة العربية نقل صلاحيات التفاوض مع الداخل والخارج حول اجراء انتخابات واطلاق الحريات في سوريا إلى شخصية يتوافق عليها النظام والمعارضة. وترفض المعارضة السورية اي حوار مع السلطات مشترطة لحصول ذلك ان يتنحى الرئيس الاسد.
واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي امس ان السلطات السورية «لن تتعامل» مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية لحل الازمة بسبب تعليق عضويتها في الجامعة.
والى جانب موضوع سوريا، تطالب مشاريع قرارات اخرى الولايات المتحدة «بعدم استخدام حق النقض في مجلس الامن ضد القرار العربي لمطالبة الدول الاعضاء في الامم المتحدة للاعتراف وقبول انضمام دولة فلسطين للاسرة الدولية».
وسترفع إلى القمة ايضا مشاريع قرارات حول الجولان السوري المحتل وحول «التضامن مع لبنان» وتطورات الوضع في الصومال واليمن و«الارهاب الدولي وسبل مكافحته» و«مشروع النظام الاساسي للبرلمان العربي». ويؤكد «اعلان بغداد» «تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف البناء وبالوسائل السلمية والعمل على تعزيز العلاقات العربية العربية». ويدين «الارهاب بكافة صوره واشكاله وايا كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وضرورة العمل على اقتلاع جذوره وتجفيف منابعه».
ورأى زيباري في افتتاح اجتماع الوزراء العرب الذي استمر نحو خمس ساعات وانعقد في قاعدة القدس بالقصر الجمهوري في المنطقة الخضراء المحصنة ان «انعقاد قمة بغداد يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية».
واعتبر ان استضافة بغداد لاعمال القمة للمرة الاولى منذ 1990 «رسالة لعودة العراق إلى محيطه العربي والاقليمي واندماجه في منظمومة العمل العربي بعد سنوات طويلة من العزلة». وفي المؤتمر الصحفي، قال إن «العراق عاد وبقوة إلى ما كان عليه لا بل اقوى لان قوته ستكون للخير وليس للشر».
وشدد زيباري على ان العراق الذي يشهد اعمال عنف متواصلة منذ 2009 سعيد بمستوى الحضور العربي إلى القمة، مشيرا إلى ان 11 زعيم دولة عربية بينهم الرئيس العراقي جلال طالباني الذي سيكون اول رئيس كردي يقود القمة العربية، سيحضرون الاجتماع اليوم.
ووصل إلى بغداد حتى الآن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل، والرئيس السوداني عمر البشير الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس التونسي منصف المرزوقي، والرئيس الصومالي شيخ شريف احمد، ورئيس اتحاد جزر القمر اكليل ظنين.
ومن المتوقع ان يصل إلى بغداد خلال الساعات المقبلة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئيس اللبناني ميشال سليمان وزعماء آخرين.