أخبار البحرين
«تكيف الأطفال مع الأزمات» برنامج إرشادي دشنته وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية
تاريخ النشر : الجمعة ٣٠ مارس ٢٠١٢
انطلاقا من توصيات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بالعمل على لم شمل المجتمع البحريني، دشنت وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوطنية للطفولة الدكتورة فاطمة البلوشي أمس المرحلة الأولى من البرنامج الإرشادي «تكيف الأطفال مع الأزمات» الذي تنظمه اللجنة الوطنية للطفولة.
وأكدت الدكتورة البلوشي خلال كلمتها أن البرنامج الذي يستمر حتى 22 مايو المقبل يعد إحدى لبنات المشروع الذي أطلقه جلالة الملك للعمل على لم الشمل، ومن ثم جاءت توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وكان أهم توصياتها إطلاق مشروع متكامل للمصالحة الوطنية، مشيرة إلى ان جلالة الملك أوكل إلى وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية مهمة التنسيق لهذا المشروع.
وأشارت الوزيرة إلى أن اللجنة الوطنية للطفولة بدأت بمبادرة «وحدة وَحدة» لدعم اللحمة الوطنية بين أفراد المجتمع البحريني معتمدة على تعزيز فكرة المواطنة والتعايش السلمي بين الفئات والطوائف البحرينية المتعددة، والذي يأتي في إطار تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق.
وقد انطلقت المبادرة في ديسمبر الماضي وتستمر حتى يوليو المقبل، ومن المقرر أن يتم تنفيذها على 4 مراحل زمنية من أجل ضمان الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
وشملت المرحلة الأولى من الحملة تنظيم مهرجان «إحنا لبعض» في ديسمبر الماضي في حديقة عذاري وتضمن العديد من الأنشطة التي اعتمدت بشكل أساسي على عنصر التفاعلية بين الجمهور، بينما بدأت المرحلة الثانية بقافلة الخير والتي تضمنت عمل مجسمات فنية بأحجامها الطبيعية وبألوان مبتكرة بحسب رؤية المنفذين على أن تعرض تلك المجسمات في أماكن عامة بالمملكة، وضم هذا العمل تلاميذ من مختلف المدارس من مدن وقرى مملكة البحرين ومن فئات عمرية مختلفة وعددا من المتطوعين من منظمات المجتمع المدني والفنانين.
ويهدف البرنامج الإرشادي «تكيف الأطفال مع الأزمات» إلى مساعدة الطفل البحريني على التكيف مع الأزمة الراهنة وتربيته على أسس جديدة تقوم على غرس المواطنة الصالحة والتسامح وقبول الآخر المختلف وتعزيز التفكير الإيجابي والتعامل مع الآثار النفسية للأزمة واستخدام بدائل إيجابية للعنف، وذلك من خلال 14 ورشة تدريبية يقدمها خبراء من الخارج في هذا المجال، وسوف يستفيد منها فريق من الأخصائيين، في جميع التخصصات لإكساب الأطفال واليافعين مهارات التكيف مع الأزمات، موضحة ان هناك برامج مساندة للآباء، فضلا عن أن الطفل الذي يندمج في البرنامج يتم تدريبه على أن يعود إلى المنزل أو القرية لنشر ثقافة التسامح التي تعلمها، وليكون عضوا فاعلا في المجتمع وتلك تعد أول وسيلة للدخول إلى المنزل.
وحول المؤثر الديني في سلوكيات الأطفال أكدت الدكتورة البلوشي أن البرنامج يضم بعض الأئمة من المساجد بالإضافة إلى وجود برنامج مشترك مع كل من الأوقاف السنية والجعفرية لتدريب كوادر دينية في البرنامج.
فيما أكدت نائب رئيس اللجنة الوطنية ورئيس المكتب التنفيذي في اللجنة دكتورة جيهان العمران أن البرنامج يهدف إلى تدريب فريق من الاختصاصيين والمرشدين، النفسيين، والتربويين، والأسريين، الاجتماعيين، والدينيين، ليصبحوا قادرين على إكساب الأطفال واليافعين المعارف والاتجاهات والمهارات ومساعدة الأطفال وأسرهم على التعامل مع الصدمات النفسية وآثار الأزمة الراهنة، عن طريق تشجيع أساليب التعبير المختلفة للتخلص من المشاعر السلبية عن طريق اللعب والسيكودراما وفن الطفل.
كما يهدف البرنامج إلى تعزيز الشعور بالتسامح ونبذ العنف وقبول الآخر، والتوافق الاجتماعي في الوطن الواحد وبناء مهارات الشخصية الايجابية، مثل فن التواصل والحوار، وحل الصراع، وأساليب تأكيد الذات، وتنمية الذكاء العاطفي، والتعامل مع الغضب، والتفكير الايجابي بدلا من العنف.
وأشارت الدكتورة جيهان أن اللجنة الوطنية للطفولة ومنذ إعادة تشكيلها عام 2007 تسعى إلى النهوض بالطفولة البحرينية بجميع شرائحها ومراحلها من أجل توفير بيئة آمنة للطفل تساعده على التنمية الشاملة والمتوازنة جسميا ونفسيا وعقليا واجتماعيا وأخلاقيا بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني.
ومن هنا تأتي أهمية هذا البرنامج كونه شراكة وطنية بين عدة وزارات ومؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص لتحقيق هدف اسمي ألا وهو مصلحة الوطن الغالي وتعزيز اللحمة الوطنية، وبناء الشخصية الايجابية للطفل البحرين لإنقاذه من براثن العنف إلى فضاء المحبة والتسامح والمواطنة الصالحة.
فيما عبر المشاركون في البرنامج الإرشادي «التكيف مع الأزمات» عن تقديرهم للجنة الوطنية للطفولة لاهتمامها بتدريب مجموعة من الكوادر للاهتمام بمساعدة الأطفال وتوعية أسرهم بالأسلوب الصحيح للتعامل مع أطفالهم، حتى لا تترك أثار الصدمات النفسية بصماتها العميقة على نفوسهم البريئة وكي يخرجوا منها سالمين معافين بل أكثر قوة وثباتا، وأشاروا إلى ان اضطراب ما بعد الصدمة يعد من المواضيع المطروحة على الساحة العالمية في الوقت الحاضر لما له من أهمية في تنمية الأسرة بشكل عام والطفولة بشكل خاص، مؤكدين أهمية هذا الموضوع لارتباطه بما يمر به العالم من تغيرات تركت أثارها على نفسية العديد من الأطفال.
موضحين ان المرور بمواقف قلقة أو مشاهدتها يخلق لدى العديد من الأطفال مشاعر الخوف والعجز والغضب أحيانا ضد العالم وفي معظم الحالات يظل الحدث مؤثرا في وعيهم بعض الوقت ولكن بمساعدة المتخصصين في هذا المجال وبدعم الأسرة ينجح معظمهم في معالجته، ويعودون إلى حياتهم الطبيعية والاستمتاع بطفولتهم بشكل طبيعيي.