الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


قمة بغداد تؤيد الحوار في سوريا وتطالب بتنفيذ خطة عنان فورا

تاريخ النشر : الجمعة ٣٠ مارس ٢٠١٢



دعا القادة العرب في ختام القمة التي استضافتها بغداد أمس الخميس للمرة الاولى منذ 22 عاما، إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، مسلمين بتدويل الازمة ومطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة كوفي عنان.
ونص القرار الخاص بسوريا الذي حظي باجماع المشاركين على دعوة «الحكومة السورية وجميع اطياف المعارضة إلى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك (كوفي عنان) لبدء حوار وطني جاد».
وطالب «القادة العرب المعارضة السورية بجميع اطيافها بتوحيد صفوفها واعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديمقراطية التي يطالب بها الشعب السوري».
ودعوا «الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكل اعمال العنف والقتل»، مشددين على «موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها اي تدخل عسكري».
وايد «اعلان بغداد» الذي صدر في ختام القمة على «التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي ودعم مهمة السيد كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية». وشدد على «ضرورة التنفيذ الفوري والكامل» لهذه الخطة.
وطالب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إثر الجلسة الختامية للقمة، دمشق بتطبيق خطة عنان المكونة من ست نقاط «بالكامل وفورا».
وشدد على ان «الطابة في ملعب سوريا وعليهم ان يتحركوا ايجابا، وما يحدث بعد ذلك سيقرره مجلس الامن»، مضيفا ان «المسار السياسي يأخذ بعض الوقت وهذا طبيعي لكن المطلوب وقف نزيف الدم». وجدد زيباري من جهته تأكيده ان «الازمة السورية دخلت دائرة التدويل».
وخيمت الازمة السورية على القمة العربية منذ اولى الاجتماعات التحضيرية لها، وسط تباين بين الدول العربية حول كيفية التعامل مع احداث سوريا حيث تدور احتجاجات منذ اكثر من عام يواجهها النظام بالقمع وقتل فيها الآلاف.
وانعكس هذا التباين على الحضور حيث شارك تسعة زعماء دول عربية فقط، ابرزهم امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي قام بحضوره بزيارة تاريخية هي الاولى من نوعها منذ اجتياح العراق للكويت ابان نظام صدام حسين عام 1990.
وغاب في مقابل ذلك عن القمة زعماء دول مهمة مثل البحرين والسعودية ومصر والامارات وقطر، علما أن سوريا لم تحضر بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية على خلفية قمع الاحتجاجات فيها.
وتتخذ السعودية وقطر اللتان ارسلتا مندوبيهما الدائمين لدى الجامعة العربية لتمثيلهما، موقفا متشددا حيال النظام السوري وتؤيدان تسليح المعارضة، بينما تدعو دول عربية اخرى بينها العراق إلى حوار وحل سلمي.
وفي كلمته امام الزعماء والمسئولين العرب، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من ان «خيار تزويد طرفي الصراع بالسلاح سيؤدي إلى حروب بالإنابة اقليمية ودولية على الساحة السورية».
وفيما أعلن غالبية المتحدثين دعمهم لمهمة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان، وحده الرئيس التونسي منصف المرزوقي دعا نظيره السوري بشار الاسد إلى التنحي، مطالبا بارسال قوة سلام عربية «تحت راية الامم المتحدة» إلى سوريا.
وكان زيباري قد اعلن يوم الاربعاء ان القمة العربية لن تطالب الاسد بالتنحي.
من جهته، رأى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان «النزاع في سوريا قد يشكل خطرا على المنطقة»، داعيا «المعارضة إلى التعاون مع الممثل الدولي».
كما دعا امير الكويت «الحكومة السورية إلى الاصغاء إلى لغة العقل والحكمة ووقف كل اشكال العنف ضد شعبها». وتجنب المندوب السعودي احمد قطان الحديث عن الازمة السورية.
وكان رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل قد افتتح الجلسة الاولى للقمة التي استمرت نحو اربع ساعات ونصف الساعة، حيث سلم رئاسة الدورة العادية الـ23 للعراق، قبل ان تعقد جلسة مغلقة ثانية نحو ساعة اقر خلالها جدول الاعمال.
وفور بدء عبدالجليل بالحديث، هز بغداد انفجار قوي وقع قرب السفارة الايرانية المتاخمة للمنطقة الخضراء حيث تعقد القمة العربية.
وقدم العالم العربي في قمته اليوم شكلا مختلفا تماما عن اجتماع قادته الاخير قبل سنتين بعدما اطاح «تسونامي» الثورات وحركات الاحتجاج العربية بزعماء حكموا بيد من حديد لعقود طويلة.
وعقدت القمة السابقة في سرت بليبيا عام 2010، وقادها العقيد الليبي معمر القذافي الذي قتل العام الماضي في ثورة شعبية مسلحة اطاحت بنظامه الذي استمر لعقود. وتمثل القمة خطوة للعراق على طريق استعادة دوره الاقليمي والعربي بعد سنوات طويلة من العزلة.
واعتبر زيباري امس ان «العراق استعاد عافيته ومكانه»، مؤكدا عدم انزعاج بغداد من مستوى التمثيل فيها. وقال امير الكويت ان العراق «استعاد حريته وكرامته وديمقراطيته اثر حقبة مظلمة ليبدأ بعدها معاودة دوره المعهود في العمل العربي المشترك».
والى جانب سوريا، اكدت القرارات الصادرة عن القمة على «تسوية الخلافات العربية بالحوار»، وادانت الارهاب، واشادت بالتغييرات في العالم العربي، وأعادت تأكيد مبادرة السلام العربية لحل الصراع العربي الاسرائيلي.