الجريدة اليومية الأولى في البحرين


يوميات سياسية


الطريق إلى القدس

تاريخ النشر : السبت ٣١ مارس ٢٠١٢

السيد زهره



احيا الفلسطينيون والعرب امس الجمعة (30 مارس) ذكرى يوم الأرض. و«يوم الأرض» اصبح رمزا متجددا لتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وهويته, ولإصراره على انهاء الاحتلال الصهيوني الغاشم واستعادة وطنه وكامل حقوقه.
واحياء ذكرى «يوم الارض» اتخذ هذا العام معنى مختلفا. لم يحيه الشعب الفلسطيني وحده, وانما احياه معه الشعوب العربية والعالمية.
فمنذ قترة, انطلقت حملة عالمية كبرى لأن يترافق مع «يوم الأرض» هذا العام انطلاق ما اسمي بـ«مسيرة القدس العالمية». وهي حملة شاركت فيها عشرات من الجهات والمنظمات من مختلف انحاء العالم.
والفكرة الجوهرية في هذا التحرك العالمي هي ان يترافق مع يوم الارض, انطلاق مسيرات نحو القدس في مختلف العواصم العربية والعالمية. وبالأمس, شهد عدد كبير من العواصم العربية والعالمية بالفعل انطلاق هذه المسيرات, تحت شعار «الحرية للقدس.. لا للاحتلال.. لا لسياسات التطهير العرقي والفصل العنصري والتهويد».
هذا التحرك العالمي دفاعا عن القدس له بالطبع مغزى مهم وكبير, ويحمل رسالة واضحة الى العالم.
هذا التحرك هو بمثابة اعلان رفض دول وشعوب العالم لما تتعرض له القدس من تهويد, ومن ممارسات إرهابية عنصرية صهيونية ضد المدينة ومقدساتها واهلها، وضد الشعب الفلسطيني بصفة عامة.
وهذا التحرك هو محاولة لايقاظ ضمير العالم ولفت انظاره الى انه آن الاوان لاعطاء قضية القدس, وقضية فلسطين, ما تستحقه من اهتمام عالمي.
هذا التحرك رسالته الاساسية الى دول العالم هي انه آن الاوان لأن تنتهي محنة الشعب الفلسطيني, وانه من العار ان يظل هذا الكيان الصهيوني طليقا هكذا بعيدا عن أي حساب دولي.
وهذا التحرك العالمي دفاعا عن القدس وعن قضية شعب فلسطين, له هذا العام بالذات اهمية استثنائية خاصة, بالنظر الى التطورات التي تشهدها الدول العربية والساحة العالمية.
عربيا, كما نعلم فان الكثير من الدول العربية تشهد تحولات داخلية عاصفة, والمنطقة كلها تشهد مرحلة تحول كبرى غير واضحة المعالم. في ظل هذا, فان كل الدول العربية تقريبا منشغلة بهمومها ومشاكلها الداخلية, ومن ثم, فقد تراجع الاهتمام الرسمي العربي العام بالقضية الفلسطينية وبما يجري للقدس على يد العدو الصهيوني.
وعالميا, شهدنا في الفترة الماضية شراسة امريكية, وغربية بصفة عامة, في الدفاع عن العدو الصهيوني, وعن الارهاب الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني وعن استمرار اغتصابه لكل الحقوق الفلسطينية. وقد رأينا كيف حاربت امريكا وحاربت معها الدول الغربية كي يحولوا دون ان تعترف الامم المتحدة بفلسطين دولة كاملة العضوية.
في ظل هذه التطورات على الساحتين العربية والعالمية, من الطبيعي ان يستغل العدو الصهيوني هذه الظروف ليكثف من اجراءاته لتهويد القدس, وان تتضاعف تهديداته للمقدسات في المدينة, بحيث اصبحت هذه المقدسات في خطر حقيقي.
وعلى الرغم من الاهمية القصوى كما ذكرنا لهذا التحرك العالمي دفاعا عن القدس وعن القضية الفلسطينية, فان الأمر الذي يجب ان يكون واضحا هو ان الطريق الى القدس نحن في الوطن العربي الذي يجب ان نرسم معالمه, ونحن الذين يجب ان نقطعه.
نعني ان الطريق الى تحرير القدس, والى استعادة كامل الحق الفلسطيني هو بايدينا نحن اولا واخيرا.
بعبارة اخرى, الطريق الى القدس والى استعادة الحق الفلسطيني لن يكون ممهدا الا على دعامتين كبيرتين:
اولا: كفاح الشعب الفلسطيني. والشعب الفلسطيني لم يتوقف يوما عن الكفاح وعن مقاومة العدو الصهيوني وعن الاستعداد للتضحية في سبيل فلسطين.
غير ان الحادث للأسف ان القوى السياسية الفلسطينية كلها ليست عند مستوى هذا الكفاح. يكفي هنا ان نشير الى ان مطلبا اساسيا مثل الوحدة الفلسطينية والمصالحة الكاملة وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة العدو, ما زال مطلبا بعيد المنال. ولم يعد من المقبول لوضع كهذا ان يستمر.
ثانيا: الموقف العربي الحازم دفاعا عن القدس ولاستعادة الحق الفلسطيني.
ومن المهم اليوم في ظل التحولات التي تشهدها الدول العربية الا تنسى الحقيقة البديهية التي يعرفها العالم كله, وهي ان هذا العدو الصهيوني ومشروعه في المنطقة هو خطر يهدد كل الدول العربية بلا استثناء.
وكما قلنا عشرات المرات, فان مواجهة هذا الخطر الصهيوني واستعادة حقنا في القدس وفي فلسطين, لن يتحقق الا بمواقف عربية عملية حازمة في مواجهة العدو وفي مواجهة القوى العالمية التي تحميه وتحمي ارهابه.
هذه اذن هي اهم معالم طريقنا إلى القدس, وليس البيانات والمواقف الإنشائية العربية فارغة المضمون التي نقرأها ونسمعها منذ اغتصاب فلسطين وحتى اليوم.