الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


السيطرة على حادثة الناقلة المنكوبة «ستولت فالور»

تاريخ النشر : الأحد ١ أبريل ٢٠١٢



صرح الربان عبدالمنعم محمد الجناحي، مدير مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية (ميماك)، بأنه حدثت عدة انفجارات وحريق على الناقلة المنكوبة «ستولت فالور» منذ وقوع الانفجار الكبير في الناقلة قبل أسبوعين، أي يوم الخميس الموافق 15 مارس 2012 م، إلاّ أن فريق الإنقاذ استطاع السيطرة عليها وإخمادها، كما تمت السيطرة على معظم كمية الملوثات الضارة بالبيئة وتحويلها إلى قوارب الإنقاذ مع المحاولة لتحويل حمولة الناقلة إلى سفينة أخرى. ومازالت عملية نقل بقية الملوثات على ظهر الناقلة مستمرة، ومن المؤمل أن تتم عملية نقل جميع المواد الملوثة يوم الأحد الموافق 1 إبريل 2011 م.
والناقلة تحت السيطرة حالياً وهي في حالة مستقرة، ووضعها لا يشكّل أي خطورة على سواحل المنطقة، وذلك لبعد السفينة عن سواحل المنطقة وتواجدها في مياه عميقة حيث تم تعيين منطقة خاصة بها للتعامل معها. وذلك بالرغم من احتمال انشطار الناقلة في أية لحظة بسبب الرياح والأمواج.
ويريد المركز أن يطمئن بأن بضاعة الناقلة سوف تتبخـّر في حال تعرضها للهواء الجوي، والبقية منها ستذوب في البحر. وقد انتشرت بعض الشائعات التي بُنيت على أساس ظنـّي، ويودّ المركز إعطاء فكرة عن هذه المواد مبنية على أساس علمي دقيق والتي قامت «الهيئة الدولية لملاّك الناقلات لشؤون التلوث» ITOPF والفريق العلمي للمنظمة البحرية الدولية IMO بتزويد المركز بها، وهي كما يلي:
ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير
يُعتبر «ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير» methyl tertiary butyl ether (MTBE) مركّباً كيميائياً يتميز بطفوه على سطح السوائل، وتبخّره السريع، وذوبانه في الماء. ومعدل تبخّر أو ذوبان هذا المركّب يعتمد على الجوّ السائد أثناء انسكابه. ففي المياه الهادئة تتبخر كمية كبيرة منه في الهواء، في حين أن كمية أكبر منه تذوب في ماء البحر الهائج.
وكما هو معروف، فإن «ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير» مادة قابلة للاشتعال. فعند اختلاط أبخرته مع الهواء يتكون خليط قابل للاشتعال بالقرب من البقعة الطافية على سطح البحر. وعندما تكون نسبة كثافة الكمية المتبخرة من «ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير» إلى كثافة الهواء/الخليط منه أكبر من 1، فإن ذلك يعني أن هذا الخليط سيبقى مستقراً على مستوى البحر. أما احتمال تبدّده، فإنه يعتمد على سرعة الريح إذ كلما زادت سرعة الريح، زادت معها سرعة تبدّد الخليط إلى أن يصل إلى أدنى حد للاشتعال (أي الحد الذي ما دونه يتوقف الاشتعال).
وبالنسبة إلى تأثيره على البيئة البحرية، فإن مجموعة الخبراء التابعين للمنظمة البحرية الدولية والمتخصصين في دراسة المواد الضارة بالبيئة البحرية يرون أن «ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير» ليس من المواد التي تتراكم في أجسام الكائنات البحرية الحية، وأن درجة سُميته القصوى منخفضة نسبياً (تساوي 1/6 درجة)، أما درجة سُميته المزمنة فإنها منخفضة جداً (تساوي 0,1/4 درجة).
إلا أنه ينبغي الإشارة إلى احتمال تلويث «ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير» للأطعمة البحرية من ناحية المذاق والطَعم. فالتلويث هنا هو عبارة عن تعرّض الأطعمة البحرية لمادة كيميائية تغيّر من طعمها ونكهتها، فتصبح غير قابلة للاستهلاك البشري. ومع ذلك، فهي ظاهرة عابرة لا تدوم طويلاً.
ثنائي الميثيل بروبانال أو أيزوبوتي ألديهيد
كما هو الحال مع «ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير»، فإن «ثنائي الميثيل بروبانال» 2-methylpropanal أو أيزوبيوتير الديهايد (IBAL) isobutyraldehyde يُعتبر مركّباً كيميائياً يتميز بطفوه على سطح السوائل، وتبخّره السريع (وربما بذوبانه في الماء أيضاً، إلاّ أن المصادر المتوافرة تعطي درجات مختلفة للذوبان، بل هناك مصادر تعتبره غير قابل للذوبان مما يعني أنه يطفو على سطح الماء ويتبخّر فور انسكابه في البحر).
ومن ناحية الاشتعال، فإن «ثنائي الميثيل بروبانال» يتميز بنفس مميزات «ميثيل ثالثي بيوتيل الأثير» وخصائصه.
أما فيما يتعلق بتأثير «ثنائي الميثيل بروبانال» على البيئة البحرية، فإن مجموعة الخبراء التابعين للمنظمة البحرية الدولية والمتخصصين في دراسة المواد الضارة بالبيئة البحرية لا يذكرون شيئاً عنه بالرغم من أنهم مهتمون جداً بالمواد الكيميائية التي تذوب في الماء.