الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


حملة كبرى على مواقع الإنترنت في الصين إثر شائعات عن انقلاب

تاريخ النشر : الأحد ١ أبريل ٢٠١٢



بكين - (ا ف ب): اعلنت الصين أمس السبت قيودا كبرى على استخدام المدونات واغلاق عدة مواقع انترنت اتهمت بإطلاق «شائعات» حول انقلاب في بكين وتوقيف المئات بتهمة ارتكاب مخالفات على الانترنت. واعتقلت الشرطة الصينية 1065 مشتبها فيه وقامت بمحو 208 آلاف رسالة «مسيئة» خلال حملتها على مواقع الانترنت التي تشنها منذ منتصف فبراير، وذلك حسبما اعلنت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية أمس السبت.
وقالت الوكالة ان مشغلي اكثر من ثلاثة آلاف موقع انترنت تلقوا تحذيرات في إطار هذه الحملة الهادفة بحسب قولها إلى مكافحة تهريب الاسلحة والمخدرات والمنتجات الكيميائة الخطيرة وكذلك الاتجار بالاعضاء البشرية وبيع معلومات شخصية.
ويأتي تشديد القيود هذا بعد 15 يوما على اقالة بو تشيلاي القيادي السياسي الذي اراد كسر صورة الوحدة التي يريد الحزب الشيوعي الصيني اعطاءها. واثار هذا الحدث تكهنات كثيرة على المواقع الالكترونية. وعلقت ابرز مدونتين في الصين «سينا وايبو» و«تنسنت كيو كيو» أمس السبت امكانية نشر المطلعين على الانترنت تعليقات بهدف التصدي «للشائعات المسيئة» بحسب ما قالتا.
واعلنتا ان هذا الاجراء يبقى ساريا حتى الثالث من إبريل فيما تبدي السلطات قلقا متزايدا من سيل الانتقادات التي تنشر عبر المدونات. وهاتان المدونتان تحظيان بشعبية كبرى في الصين من اجل التعبير عن شكاوى التجاوزات او الفضائح. وبحسب المراقبين فانهما تلعبان دورا حاسما في كيفية توجيه الرأي العام.
وبررت «تنسنت» بالقول ان «الشائعات والمعلومات غير الشرعية والمسيئة التي بثت عبر المدونة خلفت عواقب اجتماعية مضرة». واضاف هذا الموقع البارز في الشبكات الاجتماعية ان «التعليقات تتضمن كمية كبرى من المعلومات المسيئة. من الضروري القيام بتطهير».
من جهته قال موقع «سينا» الذي يملك اكبر خدمة تدوين في البلاد «سينا وايبو» انه «بين الساعة الثامنة 31 مارس والثامنة في 3 إبريل ستعلق خدمة التعليقات موقتا». لكن الصينيين مستخدمي الانترنت الذين يخضعون اساسا لحظر كبير يحجب على سبيل المثال مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب، سارعوا إلى التعليق على هذه الاجراءات الجديدة.
وقال المحامي 80 على موقع وايبو ان «وقف تعليقات كل مستخدمي المدونات يشكل مساسا بحرية التعبير وذلك سيبقى محفورا في التاريخ». من جهته دعا بينغ تشاويون وهو ناشط ايضا على الانترنت زملاءه إلى حشد صفوفهم خشية تفاقم حملة القمع. وقال «اذا بقيتم صامتين اليوم في وقت قطعت فيه التعليقات، فستواصلون لزوم الصمت غدا حين تغلق المدونات وسيسكت كل الناس في اليوم الذي ستوقفون فيه».
واعلنت وكالة انباء الصين الجديدة أمس السبت ان السلطات الصينية فرضت اغلاق 16 موقعا الكترونيا. وقالت الشرطة كما نقلت عنها وكالة الانباء الرسمية ان هذه المواقع اشارت إلى «دخول آليات عسكرية إلى بكين وامور اخرى غير طبيعية» تحصل في العاصمة الصينية. وتأتي هذه الحملة بعد الشائعات حول انقلاب بقيادة مسئول الامن زهو يونغكانغ إثر إقالة القيادي بو تشيلاي في مارس.
ويرى محللون ان هذه الخطوة السياسية اظهرت إلى العلن الانقسامات في الحزب الشيوعي الحاكم في وقت يستعد فيه لانتقال كبير في قيادته في وقت لاحق هذه السنة. واقيل مسئول الحزب الشيوعي في مدينة تشونغكينغ (غرب وسط) بو تشيلاي الذي يتمتع بشعبية فيما كان يطمح إلى الانضمام في الخريف المقبل إلى اعضاء اللجنة الدائمة في المكتب السياسي للحزب التي تشكل قلب السلطة.
وانضم بو بعد سقوطه إلى ذراعه اليمنى السابق وانغ ليجون وهو قائد شرطة ادت ممارساته المتشددة إلى معاقبته بعد زيارة غريبة إلى قنصلية امريكية حيث اشارت معلومات إلى انه حاول الحصول على اللجوء السياسي.
وتعد الصين حيث تخضع الصحافة لرقابة الدولة حوالي نصف مليار مستخدم انترنت. وقد شددت السلطات في الاشهر الماضية الخناق على هذه المجموعة. ويتابع الحزب الشيوعي بانتباه تطورات الربيع العربي ادراكا منه للدور الكبير الذي لعبته الشبكات الاجتماعية في حركة تعبئة المحتجين المطالبين بالديمقراطية.