عربية ودولية
كلينتون تبحث بالرياض منظومة دفاع للخليج والجهود لوقف العنف في سوريا
تاريخ النشر : الأحد ١ أبريل ٢٠١٢
الرياض- الوكالات: بحثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خلال اجتماعها امس السبت في الرياض مع الدول الخليجية منظومة دفاع صاروخية لحمايتها من إيران، بالإضافة إلى العمل بمعيتها للمساعدة على وقف العنف في سوريا.
والاجتماع هو الاول بين الطرفين ضمن إطار منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي الامريكي الذي أقره قادة دول مجلس التعاون.
وشددت في كلمتها خلال الاجتماع على التزام واشنطن «الصلب كالصخر ومن دون مهاودة» حيال دول مجلس التعاون الخليجي الست. وتبدي دول الخليج مخاوف جمة إزاء ايران.
وركزت كلينتون على قلق واشنطن تجاه إيران في المحادثات مع وزراء خارجية الدول الخليجية والتي تسبق مؤتمرا موسعا لاصدقاء سوريا في اسطنبول يبحث في كيفية انهاء القمع الذي يمارسه الرئيس السوري بشار الاسد.
وبطرحها مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي، نقلت كلينتون مسألة العلاقات الأمنية من المستوى الثنائي إلى المستوى المتعدد الأطراف، ممهدة لأرضية تفاهم جديدة بمشاركتها في اول منتدى للتعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
ودعت إلى اتخاذ «خطوات عملية ومحددة لتعزيز الأمن المشترك مثل مساعدة عسكريينا على تحسين قابلية العمليات المشتركة، والتعاون في الأمن البحري، والدفاع الصاروخي، وتنسيق الرد بمواجهة الأزمات».
ويؤكد مسؤولون امريكيون «أولوية» مساعدة دول الخليج على بناء «منظومة دفاع صاروخية إقليمية» لمواجهة ما يرونه تهديدا إيرانيا وشيكا بصواريخ بالستية.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية انها «تتطلع قدما لبحث مسائل عدة مثل الاهتمامات الاستراتيجية المشتركة وضمنها منع إيران من الحصول على سلاح نووي والحد من تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول المجاورة».
وكان مسؤول رفيع يرافق كلينتون في رحلتها من واشنطن إلى الرياض قال للصحفيين طالبا عدم كشف هويته «نسعى إلى تطوير بنية دفاعية صاروخية اقليمية». وأضاف «لا يمكن لأمة بمفردها حماية نفسها. عليها الاعتماد على شركائها لتمتلك نظاما دفاعيا صاروخيا فعالا».
وتابع ان إيران «هي بشكل واضح من اكبر التهديدات التي تواجهها المنطقة»، مؤكدا ان النظام الدفاعي الصاروخي «أولوية في شراكتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي».
وتخشى الدول الغربية ان يسمح برنامج تخصيب اليورانيوم لايران بامتلاك قنبلة نووية، لكن إيران تنفي ذلك وتصر على ان برنامجها مدني.
وكان قائد القيادة الوسطى في الجيش الامريكي الجنرال جيمس ماتيس قد أعلن أمام مجلس الشيوخ قبل فترة ان إيران «ترسل أسلحة وليس أموالا فقط» إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، كما «انها تحاول التأثير في القبائل الاخرى».
وتشتبه واشنطن بأن إيران تقدم أسلحة إلى الرئيس السوري بشار الأسد لقمع الحركة الاحتجاجية التي أوقعت حوالي تسعة آلاف قتيل منذ اندلاعها قبل أكثر من عام.
وفي هذا السياق، قالت كلينتون انها تتطلع إلى اجراء محادثات مع الدول الخليجية حول «وقف نزيف الدم في سوريا ودعم عمليات الانتقال السلمي الجارية في شمال إفريقيا والمنطقة واعادة دمج العراق في الشؤون الاقليمية».
وكان مسؤول آخر في وزارة الخارجية الامريكية قال إن محادثات كلينتون مع الملك عبدالله ووزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل يوم الجمعة قد تطرقت إلى سبل تشديد العقوبات على ايران. واضاف «تحدثوا عن الحفاظ على امدادات النفط المهمة والدور الأساسي الذي تلعبه السعودية في هذا الشأن».
وبحثت كلينتون مع السعوديين في الجهود الدولية لإرسال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى سوريا وجهود دعم المعارضة لتقديم رؤية سياسية موحدة وشاملة للمستقبل.
كما تطرقت المناقشات إلى تعزيز سلسلة العقوبات الامريكية والاوروبية والكندية والعربية والتركية على سوريا والتأكد من أن الدول تنفذ التزاماتها لفرض هذه الإجراءات بالكامل.
وتوقع المسؤول ان يكون اللقاء مع دول مجلس التعاون الخليجي قد بحث الاستعدادت لعقد اجتماع أصدقاء سوريا في اسطنبول يوم الاحد بمشاركة وزراء خارجية عدد من الدول العربية والغربية. وقال مصدر امريكي ان كلينتون ستتوجه السبت إلى تركيا للمشاركة في هذا اللقاء.
وفي ختام اجتماع المنتدى بالرياض قالت كلينتون للصحفيين «نتحدث بشكل جاد حول توفير الدعم غير الهدام وسنناقش ذلك في اسطنبول» في اشارة إلى مؤتمر «أصدقاء سوريا». وأضافت كلينتون «توافقنا هنا على ضرورة وقف القتال في سوريا فورا ونحن موحدون على هذا الهدف ونهاية النظام» لكنها أكدت ضرورة ان «تكون المعارضة موحدة أيضا».
وتابعت «سنبحث أربع نقاط في مؤتمر اسطنبول: تكثيف الضغوط، وايصال المساعدات الإنسانية، ورؤية ديمقراطية للمعارضة، وكيفية مساعدة الشعب لإخضاع (محاكمة) المسؤولين عن العنف». وعبرت كلينتون خلال المؤتمر الصحفي عن «الأسف لان سوريا وافقت على خطة عنان لكنها ترفض تنفيذها واليوم تواصل قوات النظام قصف المدنيين ومحاصرة الاحياء كما انها تستهدف أماكن العبادة».
من جهته، قال الفيصل ان «مذابح النظام السوري جرائم ضد الإنسانية لا يمكن للمجتمع الدولي السكوت عنها تحت أي مبرر كان». وأضاف «جميعنا متفقون على ان الوقف الفوري للقتل الممنهج يجب ان يشكل أولوية للجهود ضمن خطة الجامعة العربية ما يحدث هناك له عواقب وخيمة». وأجاب الفيصل ردا على سؤال «لا يوجد خلاف مع الامريكيين حول سوريا والأولوية هي لوقف نزيف الدم وسحب القوات من المدن وإطلاق سراح المسجونين وبدء مفاوضات تحت إشراف الجامعة العربية لنقل السلطة». وأكد «نحن نسير على الطريق ذاته وناقشنا اليوم آليات ذلك واتفقنا عليها».
وقال ردا على سؤال آخر «ندعم تسليح المعارضة ولو كانت قادرة على الدفاع عن نفسها، لكان بشار الاسد انتهى منذ زمن»، مضيفا «اعتقد ان تسليح المعارضة واجب لأنها لا تستطيع ان تدافع عن نفسها الا بالأسلحة للأسف».