الجريدة اليومية الأولى في البحرين


التحقيقات


على ضوء الأحداث الراهنة.. أطفالنا .. كيف يواجهون الأزمات؟؟

تاريخ النشر : الأحد ١ أبريل ٢٠١٢



بعد الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين في الرابع من فبراير من العام الماضي، وما ترتب عليها من معاناة نفسية تركت اثارها الهدامة على نفسية الكبار والصغار، حرصت اللجنة الوطنية للطفولة التي تعمل ضمن الحملة الوطنية لوزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية بعنوان «وحدة وحدة» لتعزيز اللحمة الوطنية بمملكة البحرين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة وجامعة البحرين وبعض مؤسسات المجتمع المدني، على تنظيم برنامج إرشادي تستضيف من خلاله على مدار شهرين مجموعة من الاختصاصيين النفسيين والأساتذة التربويين لعمل ورش عمل، بهدف تدريب القائمين على الطفل من مرشدين نفسيين، وأسريين، وتربويين، واجتماعيين، لمساعدة الأطفال وأسرهم على التعامل مع الآثار النفسية للأزمات، وإكسابهم معارف وقيما ومهارات لتنمية الشخصية الايجابية التي تتسم بالتسامح ونبذ العنف والتعصب ومهارات التواصل الفعال.
وتتناول الورش عدة محاور تصب في صالح الطفل لتدريبه على تنمية الذكاء العاطفي للتعامل مع الأزمات، والتخلص من المشاعر السلبية، والتركيز في التوافق داخل المجتمع الواحد، وتعليمه قيمة التسامح، وأساليب حل الصراعات كبديل للعنف، واكتساب مهارات المناعة النفسية ضد الإحباط والاضطرابات النفسية، ومساعدة الطفل وأسرته على مواجهة الأحداث الضاغطة، بالإضافة إلى أساليب التعامل مع الغضب والعنف عن طريق التفكير الايجابي للانتقال من سجن الكراهية إلى فضاء المحبة، كل هذه المحاور وغيرها رصدناها خلال السطور التالية:
في البداية يتناول المستشار النفسي والتربوي وخبير التدريب في التنمية الذاتية للشركات والأفراد في الوطن العربي الدكتور محمود محمد جمعة من خلال ورشتي عمل «تعزيز مفاهيم التسامح ومهارات التعامل مع الرفض من الطرف الآخر» و«إرشاد جمعي للتخلص من المشاعر السلبية والتركيز على مساحة الاشتراك والتوافق داخل الوطن الواحد»، كيفية إكساب المتدربين مهارات التركيز في مساحة الاشتراك والتوافق وتدريب الأطفال على قواعد العمل، التي تشتمل على التقبل غير المشروط للبيئة، والاسترخاء الجسمي والذهني، ووصف الشعور والتحكم فيه، واستخراج الأفكار المرتبطة بالصورة والمشاعر المصاحبة، والتركيز في الايجابيات في الداخل، وتغيير الصور الذهنية وتعديل الأفكار، والتركيز في ايجابيات الآخر في الذهن، وتمرين تخيل الحياة في ظل الصراع مع الآخر وفي ظل الاتفاق، بالإضافة إلى تدريب الطفل على بعض التمرينات مثل كرتون التعاون، ماذا في الآخر يشبهني؟ تمرين التعاون وبناء البرج، رسم الأزواج المختلفة المتكاملة، ترديد شعارات الاشتراك بصورة جماعية، قصص الاتفاق والاتحاد ودراما التكامل.
ويهدف الجزء الثاني إلى إكساب المتدرب مهارات تقبل الرفض من الاخر بمرونة، وممارسة الرفض للآخر بطرق ايجابية تضمن الحفاظ على إنسانيتهم والألفة معهم ويتناول طبيعة الرفض كضرورة إنسانية، بالإضافة إلى الرفض وعوامل ظهوره بين الطوائف، وطرائق الرفض السلبية والايجابية، ودور لا الايجابية ولا السلبية في بناء الشخصية، وتأثير الرفض في مفهوم الذات والتواصل والحوار بين شركاء الوطن، وأسس التدريب على تقبل لا من الآخرين، والتحكم في الأفكار التلقائية التي تظهر في مواقف الرفض، والتحكم في المشاعر والفسيولوجيا السلبية المصاحبة للرفض من الآخرين المختلفين، ومهارات توكيد الذات ودورها في مواجهة الرفض السلبي، وطرائق تجنب قول لا، واستخدام المجاز في الرفض للمحافظة على جودة التواصل مع شركاء الوطن، ودور التقبل والتسامح في تحسين مهارات الرفض بين الطوائف، وطرائق تدريب الطفل على التعامل الإيجابي مع الرفض.
التعامل مع الأزمات
ويشير أستاذ علم نفس الإبداع والتفوق العقلي المساعد ورئيس قسم علم النفس بجامعة البحرين الدكتور شمسان بن عبدالله المناعي عن «طرق التواصل مع الأطفال لمساعدتهم على التعامل مع الأزمات» إلى ان مرحلة الطفولة هي مرحلة السعادة حيث يقضي فيها الطفل أوقاته في اللعب واللهو والمرح ولذا فان الأطفال الذين يعيشون في فترة وأماكن الحوادث والأزمات يقع عليهم كثير من الأضرار النفسية والاجتماعية، ومن جانب اخر مرحلة الطفولة هي مرحلة نمو سريع في جميع جوانب شخصية الطفل وخاصة في الجانب النفسي، كالانفعالات والعواطف ولذا فهو يحتاج إلى بيئة امنة ومطمئنة حتى تتم عملية النمو بالشكل السليم وتؤثر الصدمات والأزمات النفسية التي يتعرض لها الطفل بفعل الكبار، والتي هي أقسى مما قد يتعرض له في سير نموه النفسي بشكل طبيعي، ومن هنا تأتي أهمية إكساب الطفل مهارات التواصل مع نفسه ومع الآخرين وخاصة من يقومون برعايته ليكونوا قادرين على مواجهة الأزمات والصدمات النفسية والتواصل هو ما نقول وكيف نقول، إننا نتواصل مع بعضنا بعضا ومن خلال تعابير الوجه (العبوس أو الابتسام) أو الإشارات، وبالصمت (الجاف أو الدافئ) كما أننا نتواصل بالكلمات والألفاظ، إن المحور الرئيس الذي سوف تركز فيه الورشة هو التواصل الوجداني العاطفي ليس لأنه أسهل طرائق التواصل مع الطفل ولكن لأنه أكثرها نجاحا وأهمية.
السيكودراما
فيما يوضح أستاذ الصحة النفسية المشارك، قسم علم النفس- كلية العلوم الاجتماعية، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ووكيل كلية العلوم الاجتماعية الدكتور سعد المشوح طرائق مساعدة الطفل على التعامل مع الآثار النفسية لما بعد الصدمة باستخدام السيكودراما وفن الطفل فيقول: يبدأ سلوك التعلق عند الأطفال منذ الميلاد ويكون ملازما له ومستمرا خلال مراحل النمو المختلفة، وكلما كانت البيئة آمنة ومستقرة للطفل كان سياق التعلق وارتباط الذات لدى الطفل مترابطا، وتعتبر صدمة الطفولة أنها النتيجة العقلية للصدمة المفاجئة أو سلسلة من الصدمات، التي تؤدى بالطفل إلى عجز مؤقت وابتعاد عن ميكانزمات المواجهة العادية، وتعد الصدمات وخبرات التفكك الأسري من الخبرات التي تؤدي إلى خلل نفسي وانفعالي واجتماعي للتوافق والتكيف عند الأطفال، كما ترتبط صدمة الطفولة المبكرة بالسلوك التدميري للذات والانتحاري في الحياة لدى الأطفال، وتسعى الورشة إلى مساعدة العاملين مع الأطفال الذين تعرضوا لخبرات بين شخصية وصدمية خلال خبرات مؤلمة أو خبرات انفعالية إلى تجاوز تلك الخبرات والتوافق مع البيئة المحلية التي يعيش الأطفال في كنفها، وسوف يتدرب المشاركون على مهارات سلوكية وعلاجية وإرشادية متطورة من أجل تطبيقها مع الحالات التي يتعاملون معها من الأطفال الذين تعرضوا لتك الخبرات المؤلمة مع التركيز في السيكودراما وفن الطفل.
تنمية الذكاء
أما ورشة «تنمية الذكاء العاطفي للتعامل مع الأزمات» فيديرها أستاذ علم النفس المشارك بقسم علم النفس ومدير وحدة الدراسات الاستراتيجية ودعم القرار بجامعة البحرين الدكتور أحمد سعد جلال وتهدف إلى التعريف بالذكاء العاطفي وخواصه ومهاراته ونماذجه المختلفة، بالإضافة إلى كيفية تنمية الذكاء العاطفي لدى الأبناء، وتحسين قدرتهم على التكيف مع المواقف الصعبة، ومواجهة الضغوط النفسية التي قد يتعرضون لها، وتنمية مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين وإدارة المشاعر، وتزويدهم بالوسائل الملائمة لحل المشكلات، وخاصة في ضوء الأحداث التي مرت بها مملكة البحرين خلال الفترة الماضية، وما تعرض له الأطفال خلال تلك الفترة. وستشتمل الورشة على تطبيقات وتدريبات عملية على كيفية قياس الذكاء العاطفي لدى الأطفال والمراهقين، وكيفية رفع معدل ذكائهم العاطفي بشكل عام. وتنمية القدرة على حل المشكلات، كما تتناول بعض النشاطات والتمرينات التي تساعد الأطفال على توظيف الحالة العاطفية بشكل إيجابي لاتخاذ القرار، وكيفية جعلهم يتمتعون بإرادة قوية رغم الظروف الصعبة خلال رصد دقيق للأهداف.
وعما هو التسامح يقول استشاري الطب النفسي الجنائي الدكتور فاضل جاسم النشيط: مفهوم التسامح الحقيقي أنه لا يعني نوعا من اللامبالاة بقدر ما يعني افتراض وجود قناعة واضحة وإيمان راسخ واختبار أخلاقي أكثر سموا لدينا، ان التسامح الحقيقي يعلمنا ان أول ما نحتاج إليه للتعامل مع الآخرين هو قبولهم كما هم، مشيرا إلى ان التسامح متعلق بالأفكار وليس بالشتائم والأفعال الإجرامية، إنما هو الاعتراف بثمة حقيقة في الفكرة المتناقضة لفكرتك، وهو احترام الحق في التعبير عن المقاصد قد تبدو « دنيئة ».
التكيف
ومن خلال ورشة استراتيجيات التكيف مع الفقد لدى الأطفال تقوم أستاذ علم النفس الإرشادي المساعد بجامعة البحرين الدكتورة أماني عبدالرحمن الشيراوي بتدريب المرشدين على مساعدة الأطفال على التكيف مع الفقد، والتعرف على أنواع مختلفة منه ومراحله، والمشاعر المرتبطة بكل مرحلة، ومفهومه عبر المراحل النمائية المختلفة لدى الأطفال، وكذلك تهدف إلى تدريب المرشدين على استخدام أنشطة مختلفة لمساعدة الأطفال على التكيف مع الفقد، وتطبيق فنية الإرشاد القصصي لاستثارة الأفكار وتبادل المشاعر مع الطفل وذلك لمساعدته على التكيف مع مشاعر الحزن والتعبير عنها، وتتضمن محاور الورشة مقدمة عامة عن الفقد وأنواعه ومراحله، من منظور الطفل، وكيفية توصيل مفهوم الفقد (الموت للطفل)، والإجابات الملائمة لأسئلة الطفل، وكيفية التصرف مع الأطفال عند حدوث فقد في العائلة، كما تتضمن الورشة أنشطة تدريبية مختلفة لمساعدة الطفل على التكيف مع الفقد (صنع مكان امن، التغير في الحياة وقدرتنا على التحكم فيه، التعبير عن المشاعر من خلال قوس قزح، كيف نقول وداعا؟ الذكريات الجميلة، صندوق الذكريات، معنى الحياة، الاهتمام بنفسي، كما تستخدم الإرشاد القصصي، وفنية الاسترخاء للتكيف مع الفقد بالنسبة للأطفال).
حل الصراع
ويتطرق الأستاذ بجامعة الكويت وعميد الشئون الأكاديمية والدراسات العليا المساعد بكلية العلوم الاجتماعية - جامعة الكويت أ. د. حمود فهد عبدالله القشعان إلى «أساليب حل الصراع بدلا من العنف واكتساب مهارات المناعة النفسية ضد الإحباط والاضطرابات النفسية»، حيث يتناول الجزء الأول من الورشة التعرف على الخصائص الرئيسية لفئة الطفولة والمراهقة في العصر الرقمي، وكذلك التعرف على الأساليب التربوية الخاطئة المستخدمة والمتوجهة نحو العقاب واللوم والتهديد، والمؤدية لاضطراب الأطفال سلوكيا، ثم يتم تعريف المشاركين نظريا وعمليا بالحاجات الخمس التي يحتاج إليها الأبناء من التربويين، وكيفية اكتساب مهارات الذكاء الاجتماعي في التعامل مع الأبناء، مع التركيز في تدريب المشاركين على كيفية اتباع الخطوات العملية لإدارة حوار مع الأطفال والمراهقين، واستخدام فن الحوار لحل الصراع بدلا من العنف.
ويتناول الجزء الثاني من الورشة إكساب المشاركين معلومات حديثة حول العلاقة بين الصحة النفسية والحياة اليومية، ومهارات تحقيق الصحة النفسية، وتدريبهم على مهارات التعامل مع مسببات الضغوط النفسية (حالات الاحتراق النفسي)، ومهارات تفادي الإحباط، كما تتناول تدريب المشاركين على كيف يكونون قادرين على تشخيص درجة الضغوط النفسية التي تواجههم، والتعرف على أسباب انخفاض الصحة والمناعة النفسيتين أمام ضغوط الحياة، ثم كيفية التصرف إزاء المواقف الضاغطة والتدريب على إدارة الذات.
اللعب بالرمال
وتتناول ورشة استشارية الطب النفسي لعلاج الأطفال والمراهقين والعلاج الأسري في مستشفى السلمانية والطب النفسي الدكتورة صديقة حسين المير كيفية مساعدة الطفل وأسرته على مواجهة الأحداث الضاغطة وعلاج الأطفال المتعرضين للصدمات عن طريق اللعب بالرمال، تأثير الضغوط في كل فرد من أفراد الأسرة بدءا من الرضع، والأطفال، والمراهقين، والآباء، والأمهات، وكيف إن لم تعش الأسرة في سلام سوف ينعكس ذلك سلبا على السلام في العالم بأسره، كما أن الضغوط النفسية التي يمر بها احد أفراد الأسرة إن لم تتم معالجتها بشكل صحيح سوف تهدد كيان الأسرة بكاملها، لذا كان من المهم مساعدة الأسر على اكتساب مهارة التعامل مع الضغوط وإدارتها لمساعدة محيطها، وبالتالي المجتمع ككل، وذلك عن طريق تقويتها وتمكينها، هذا بالإضافة إلى تدريب القائمين على الأطفال وأسرهم استخدام استراتيجيات التوافق النفسي للتعامل مع الأحداث الضاغطة في الحياة والأزمات النفسية لاستعادة الإحساس بالأمن النفسي، والسلام الداخلي، وسوف يتم تعريف الضغوط النفسية وأعراضها واستراتيجيات التوافق معها بالنسبة للأطفال الصغار من 1- 6 سنوات، والأطفال الأكبر من 7-11 سنة، ومناقشة المشكلات وقت الذهاب للنوم، وإعطاء إرشادات للوالدين عن طريق استخدام العاب تخفيض الضغوط، ومتى يطلبون المساعدة، كما سيتم تدريبهم عمليا على استخدام اللعب بالرمل لعلاج الأطفال المتعرضين للصدمات النفسية.
الغضب والعنف
وحرصت أستاذ علم النفس التربوي المشارك نائبة رئيسة اللجنة الوطنية للطفولة ورئيسة المكتب التنفيذي الدكتورة جيهان العمران على التطرق خلال ورشتها إلى «أساليب التعامل مع الغضب والعنف عن طريق التفكير الايجابي للانتقال من سجن الكراهية إلى فضاء المحبة»، وذلك بمساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعر الغضب والعنف، والتعريف بأنواع الغضب وأسبابه وحدوده، وأنه قرار شخصي ومعركة لا رابح فيها بل الكل فيها خاسر، كما توضح أضرار العنف على الأطفال صحيا ونفسيا، والتسبب بأمراض الاكتئاب واضطرابات النوم والأكل، كما تهدف إلى تدريب الدارسين على الأساليب التي تساعد الأطفال على التعامل مع العنف والغضب باستخدام نموذج أ ب ج، وإعادة التأطير للأحداث باستخدام التفكير الايجابي، وأساليب توكيد الذات، والمرح، ومحاربة عادات التفكير الخاطئة، وتنمية ثقافة الاعتذار والتوبة للمسيء والصفح والغفران للضحية لتطهير النفس من شوائب العنف، وتحويل الطاقة السلبية إلى ايجابية لا تهدم صاحبها عن طريق التعرف على عاقبة الاستسلام لبركان الغضب، والمساعدة على النمو الشخصي في التحكم بانفعالات الغضب للوصول إلى بناء الشخصية الايجابية، للخروج من سجن الكراهية إلى فضاء المحبة. وتتضمن الورشة استخدام بعض أساليب الإرشاد المعرفي، واستخدام خريطة دورة الغضب، وتطبيق اختبارات قياس الغضب، ونشاطات تمثيل أدوار على أساليب الرسالة اللوامة المؤدية للعنف والرسالة التوكيدية لتجنبه، وقصص إرشادية تساعد الأطفال على التعبير عن المشاعر السلبية بشكل آمن نفسيا، وتطبيق ألعاب تربوية ونشاطات إبداعية للتعامل مع بركان الغضب، مثل (نشاط الزحمة المروية للغضب، طرف جبل الجليد، كيف أتصرف عندما أغضب؟ تلوين المشاعر، مكعب الانفعالات، دائرة الانفعالات).
الإرشاد باللعب
ويعرض كل من اختصاصي إرشاد نفسي واجتماعي منتدبين لمركز الصحة المدرسية الأستاذ محمود علي الشاخوري والأستاذة هدى خليفة دليم تجربة الإرشاد باللعب لعلاج الآثار النفسية والاجتماعية للأزمات، وذلك من خلال تجربة عملية ومميزة قام بها مرشدان نفسيان واجتماعيان خلال الأزمة الراهنة التي تمر بها البحرين، وأحبا أن يشاركا بها زملاءهما وزميلاتهما من المرشدين النفسيين والتربويين والاجتماعيين، واستهدفت التجربة الطلبة والمرشدين والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين وأولياء الأمور ببعض مدارس المحافظة الشمالية في جميع المراحل التعليمية، وتم تطبيقها ضمن الحملة الوطنية لبرنامج «كلنا نحبك يا بحرين» التي نفذها مركز خدمات الصحة المدرسية التابع لوزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وتعتمد التجربة على طريقة الإرشاد باللعب بهدف معالجة بعض الآثار النفسية والاجتماعية التي حصلت للطلبة أثناء فترة الأزمة في البحرين، حيث تتألف من مجموعة الأنشطة والألعاب اللاصفية الذهنية والمعرفية والحركية والألعاب الشعبية والرياضية بمستوييها الفردي والجماعي، بغرض مساعدة الأفراد على خفض وتقليل حالات الخوف والهلع والقلق، ومظاهر الرفض المدرسي، وأعراض ما بعد الصدمة والأزمات والتدريب على آليات التفريغ الانفعالي وكيفية توجيه نوبات الغضب وتدريبهم على طرائق الاسترخاء وأساليب مواجهة الصراع وحل المشكلات وبناء العلاقات الاجتماعية وإعادة ترميمها مع غرس اللحمة الوطنية والوحدة بين أطياف المجتمع.
أما أستاذ علم النفس الإرشادي بكلية البحرين للمعلمين ـ جامعة البحرين أ.د. عدنان الفرح فيتحدث عن الأزمات النفسية والخبرات الصادمة لدى الطفل ودور الاختصاصيين والآباء من حيث الضغوط والأزمات النفسية والخبرات الصادمة حيث يقسم مظاهر الصدمة لدى الأطفال إلى مظاهر معايشة الصدمة بصورة مباشرة، المظاهر خلال الأسابيع التالية للصدمة، المظاهر المتأخرة للصدمة، الاضطرابات المصاحبة للصدمة الطفلية، وتثقيف الأهل للتعامل مع الطفل المصدوم من أجل مساعدته على التوافق مع الصدمات النفسية التي يتعرض لها، ويعيش حياة آمنة نفسيا هو وأسرته بإكسابهم مهارات التوافق النفسي مع الصدمات النفسية.