الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

أبناء فلسطين في البحرين يحيون يوم الأرض بنادي الخريجين

السفير الفلسطيني: شعبنا متمسك بإقامة دولته المستقلة

تاريخ النشر : الاثنين ٢ أبريل ٢٠١٢



في قاعة جميلة بنادي الخريجين، تضامن الشعب الفلسطيني الموجود في البحرين منذ سنوات مع إخوانه في الأرض المحتلة في القدس ونابلس وغزة والجليل ورام الله وغيرها بالذكرى السادسة والثلاثين لـ«يوم الأرض» كيوم مشهود قدم فيه الشعب الفلسطيني 6 شهداء وعدد كبير من الجرحى والأسرى رافضا تمدد الكيان الصهيوني ونهبه أراضي جديدة في الجليل تحت شعار «تهويد الأراضي الفلسطينية».
في مساء أمس السبت، وقف السفير الفلسطيني طه محمد عبدالقادر في مدخل قاعة نادي الخريجين، يستقبل الأجداد والآباء والشباب من ابناء الشعب الفلسطيني الموجودين في مملكة البحرين يعانقهم ويعانقونه، يحتضنهم ويحتضوننه في مشهد أخوي تتفاعل فيه العواطف مع الذكريات، والذكريات مع الواجب والتقدير في فعالية نظمتها السفارة الفلسطينية، احتفالا بـ «يوم الأرض» لتحقيق هدفين، الأول: استذكار ما جرى في هذا اليوم التاريخي، فألف تحية ورحمة للشهداء، وألف تحية وتقدير لأسرى يصل عددهم إلى 5000 أسير مضى على اعتقالهم أكثر من 25 عاما.
والثاني: تكريم الأجداد والآباء من الجالية الفلسطينية الكريمة التي قدمت عطاءاتها في مملكة البحرين في ميادين التربية والتعليم والهندسة والعمل المصرفي والتأميني، وهي بذلك تستحق كل التقدير والثناء، بعضهم تجاوز 75 سنة، وعاشر نكبة فلسطين في 15 مايو عام 1948، ولا زال يتذكر أحداثها.
غادر فلسطين
ومنهم الأستاذ محمد حسين شناعة (77 عاما) الذي قابلته «أخبار الخليج» خلال الحفلة، وأتحفنا بقوله: «كان عمره 13 عاما حين غادر أراضي دلاشة وقديثة والصفصاف»، وهي مجموعة قرى بفلسطين متوجها مع عائلته إلى «يروم» في الجنوب اللبناني، قرية تبعد 5 كيلومترات عن الحدود بين فلسطين ولبنان ثم إلى «بنت جبيل» ثم إلى ««الشبانية» واستقر اخيرا في «مخيم عين الحلوة»، الذي أطلق عليه «مخيم الصمود».
وذكر أنه شاهد بأم عينيه وهو يغادر لحظتها قريته حين هجم الصهاينة عليها، وكيف قاموا بوضع 49 شابا فلسطينيا في بئر ماء، وهالوا عليهم التراب، قال ذلك، وهو يستذكر لحظة الخروج وقساوتها، وهي لحظة مريرة مأساوية المشهد لابن 13 سنة من العمر حيث كشف هذا العمل الهمجي عن قساوة الصهاينة وعدم إنسانيتهم، واستعدادهم للقتل وللحرق وللتدمير.
يقول الأستاذ شناعة انه بعد تلك المرحلة المأساوية، التحق بعدة مدارس، وتخرج بتخصص لغة عربية إلى ان حضر إلى البحرين في 19 سبتمبر عام 1957 ليلتحق بعالم التدريس، ويتنقل إلى العمل بين أكثر من مدرسة ومصنع.
لقينا الأمن والأمان
ويقول: «في البحرين, أنا وزميلي إبراهيم السخيني، عرفنا الهدنة والسكينة، في بلد آمنتنا من خوف وأطعمتنا من جوع», حيث عملت في التدريس مدة 36 سنة منها 8 سنوات في «بحرين إسكول» أدرس اللغة العربية والدين، وانتقلت إلى العمل في شركة (سفن آب) فترة قصيرة ثم تقاعدت والحمد لله.
وعلق حول يوم الأرض، بالقول: «هو يوم مشهود، وهو من الأيام الخالدة في تاريخ فلسطين حيث قدم 6 شهداء خلال احتجاجهم ضد قيام الكيان الصهيوني بنهب أراضي الجليل»، وتابع، يجيء الاحتفال به كل عام للتذكير بما جرى في ذلك اليوم، وكيف ان التظاهرة ضد إسرائيل، ومواجهة آلياتها العسكرية من قبل الشعب الفلسطيني، كان مفاجأة لها من جهة, وكان ذلك اليوم دافعا للقيام بتظاهرات لاحقة ضد إرهاب وتمدد وقمع دولة مغتصبة لشعب اعزل من جهة أخرى.
عروبة فلسطين
ومن جهة أخرى، أكد طه محمد عبدالقادر سفير دولة فلسطين في البحرين في مطلع كلمته أمام الحاضرين من السفراء العرب والمدعوين من فنانين وأصحاب مجالس وغيرهم، منهم عبدالله عبداللطيف الوكيل المساعد بوزارة الخارجية وكذلك الدكتور ظافر العمران والفنان عباس الموسوي والوجيه منصور بن رجب ورجل الأعمال خالد سبعاوي, على عروبة فلسطين, مشيرا إلى ان حضور السفراء العرب ما هو إلا نوع من تدفق الرعاية والدفء إلى شعب يسعى إلى إقامة دولته المستقلة على أرضه الشرعية في فلسطين العربية, منوها بان احتفال الليلة عبارة عن استذكار لمواجهة الشعب الفلسطيني سياسة تهويد الجليل في 30 مارس 1976 حيث سقط في ذلك اليوم عدد من الشهداء.
الأجداد والآباء
وعرج السفير في كلمته إلى الأجداد والآباء الذين ولدوا على ارض فلسطين الطيبة ليقول للعالم ان هؤلاء الأجداد والآباء باقون على العهد من اجل فلسطين, مشيرا إلى ما قالته جولدا مائير وزيرة خارجية إسرائيل: «إن الآباء سيموتون، والصغار سينسون»، وهاهم الكبار لم يتخلوا عن فلسطين، والصغار لم ينسوا فلسطين، وهم مستمرون في النضال حتى يرتفع علم فلسطين فوق ساحاتها وجوامعها وكنائسها في الجليل والبقاع والمثلث والنقب وفي المخيمات وفي الشتات ودول الطوق (الأردن وسوريا ومصر ولبنان) بل يمتد الفرح بتحرير فلسطين من المحيط إلى الخليج إن شاء الله.
شرف المنامة
في يوم الأرض، تشبث شعبنا البطل بحقه، واقسم بأرضه وقدم شهداءه ودماءهم وأرواحهم محتذين بالوعد الذي انطلق مع اطلالة الثورة الفلسطينية عام 1965 منذ الطلقة الأولى لأول شهيد ولأول اسير، والأسيرة الأولى التي كان لنا شرف استقبالها على «ارض المنامة» ونقول: «في هذا اليوم سنواصل الكفاح، ولا ننسى صمود السجينة (هناء الشلبي) كرمز لصمود المرأة الفلسطينية والعربية، وستبقى قضية فلسطين قضية كل العرب والمسلمين كما قالها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قبل أيام قليلة مضت»
تقدير للبحرين
واختتم بتقديم جزيل الشكر ووافر التقدير إلى شعب البحرين وإلى قيادته الحكيمة (جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة) الذي أكد مركزية قضية فلسطين، ويؤكد على الدوام وقوفه معها مثلما ترجمها أمس الأول في كلمته وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في قمة بغداد حين قال: أما القضية الفلسطينية ستبقى رغم الظروف هي القضية الرئيسية وهي القضية المركزية.. فألف تحية لدولة البحرين وإلى كل الدول العربية جمعاء, مشيرا إلى أننا واثقون بأن أمتنا العربية ستنتصر على أعدائها رغم كل الظروف التي تمر بها.
وانتقل الحفل بعد كلمة السفير بمناداة عريفة الحفل كبار العمر من الإخوة الفلسطينيين الذين عملوا طويلا في هذا البلد، لتكريمهم من قبل السفير طه محمد عبدالقادر بالإضافة إلى تكريم الفنان عباس الموسوي وعبدالله الناصب وجلال محمد جلال وعبدالله العثمان، وأعرب المكرمون عن جزيل تقديرهم لخطوة السفير، وفي الوقت ذاته مشيدين بالدعم العربي للقضية الفلسطينية مؤكدين ان أجواء الأخوة والمحبة هي الرابط الذي يربط بين شعب فلسطين وباقي الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.
وقبل تناول العشاء، استعرض خالد سبعاوي رئيس شركة الاتحاد للإعمار والاستثمار الفرص الاستثمارية للحصول على قطع من الأراضي في داخل فلسطين تحت مشروع «طابو لتملك البيوت داخل بلدك فلسطين» حيث تقوم شركته بكل الاجراءات مقابل مبلغ مادي زهيد (مقدم بسيط والباقي بالتقسيط) معلنا في الوقت ذاته ان 90 مواطنا فلسطينيا استفادوا حتى هذه اللحظة من هذا المشروع الذي يوفر السكن في أجمل بقاع الأرض، بعدها تناول الحاضرون العشاء على أهازيج الأغاني الشعبية الفلسطينية، مثل «على دلعونا.. على دلعونا.. هوا الشمالي غير اللونا، وعالميجانا عالميجانا», وغيرها من الأغاني الشعبية الظريفة التي تحكي عن الحبيب والبيادر والأهل والأرض والزيتون والبحر.