الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

في تقديمه لكتاب «إلى كلمة سواء».. عبدالله بن خالد:

الاصطفافات الطائفية أو الحزبية نذير شؤم يتهدد المجتمعات

تاريخ النشر : الاثنين ٢ أبريل ٢٠١٢



أصدر المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة العدد التاسع والخمسين من سلسلته الشهرية التي تعنى بالقضايا الاجتماعية والإسلامية تحت عنوان «إلى كلمة سواء» لفضيلة الشيخ الدكتور عيسى عبدالحميد الخاقاني المستشار الشرعي للمجلس يتناول موضوع الصراعات داخل المجتمع الإسلامي ومنشأها، مستعرضًا عددًا من الحقائق الدينية الداعية إلى الوحدة والترابط ونبذ الفرقة.
ويلفت المؤلِّف إلى أنَّ «الدين قادر على أن يصور المثل الأعلى للتكاتف بين الناس ودفع التطاحنات في السيرورة التاريخية للحياة الاجتماعية والحاجة إلى سلام.. وهذه هي تقدمية الإسلام بمنافعها المتبادلة».
ويشير إلى أنَّه «وعلى رغم أن التفرقة في دين الله من الأضاليل والتهافت، وتمتد جذورها إلى الجاهلية الجهلاء، فقد استغل بعض ممن يتصيدون بالماء العكر جوانب هذا التهافت، وركزوا على تفكيك الهيكل الإسلامي بنظريات، بل أهواء خاطئة رجعية، ولم ينتبهوا ويعودوا إلى المفاهيم الموضوعية العلمية القرآنية».
ويؤكِّد الخاقاني «أنَّ أي مسألة يقع فيها النزاع أو الاختلاف إذا بعدت واستقلت عن الإجراءات القياسية والتفاهم وطلب الحق تكون أمرًا لا معنى له»، مضيفًا: «وإذا علمنا - بالقطع - أن هذه المسائل هي من صنعنا واجتهادنا، فالأمر سهل، ولا داعي إلى استغلالها وجعلها نوعًا من المقدسات التي لا يرقى إليها الطير».
ويوضِّح: «افترق المسلمون. وهذا واقع. والإثم على من شق الفرق ومزق الخرق، لكن افتراقهم كان ضمن إطار الاجتهاد، والاجتهاد معرض للإصابة بطفيليات الأخطاء، فما من مجتهد إلا ويخطئ ويصيب، فاجتهاد المجتهدين ليس مبدأ إلهيًّا تنبع منه قوانين التاريخ».
وقسَّم المؤلِّف بحثه إلى أقسام ستة، وهي: اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، تجنب المراء، كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، التصوير القرآني للأمة، أمة متميزة، الوحدة رباط الأمة الوثيق.
وفي تقديمه للكتيِّب، يدعو رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة إلى «ترك العصبية ونبذ التشرذم والتمزق، وإلى رأب الصدب والاتحاد تحت راية «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله»، والتزام الأخوة التي دعا إليها الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين».
وتعليقًا على الكتيِّب، يؤكِّد سموُّه: «ما أحوجنا هذه الأيام إلى مثل هذه الكلمات والدعوات النبيلة والواعية، بل ما أحوجنا إلى تفعيلها والالتزام بها والحث عليها، فالأوطان والمجتمعات تزدهر بأبنائها، وتنمو بتعاونهم وتلاحمهم، فالاصطفافات الطائفية أو الحزبية أو غيرها نذير شؤم يتهدَّد كيان المجتمعات الإسلامية ومستقبلها».
ويشار إلى أنَّ المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة يقوم بطباعة كتيِّب واحد كلَّ شهر قمري ضمن سلسلة «قضايا اجتماعية وإسلاميَّة»، ووصل عدد كتيِّبات السلسلة إلى 59 كتيبًا يوزِّعها المجلس مجانًا على المعاهد الدينية والحوزات والمراكز الإسلاميَّة وعلى عموم المواطنين الراغبين في اقتنائها.