الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مقالات

رياضة جمالية
هدافون بالفطرة

تاريخ النشر : الاثنين ٢ أبريل ٢٠١٢



لا يختلف اثنان على أن الموهبتين الجميلتين في الدوري الإسباني لكرة القدم، المتمثلتان في نجم برشلونة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد لهما من الشعبية والمكانة الرفيعة ما يجعلهما متربعين على عروش قلوب المحبين من مختلف الجماهير التي تعشق وتتابع كرة القدم الحديثة وفنونها العجيبة،فالسباق المحموم والدائم الذي عشناه في الموسم الماضي من الليغا الإسبانية على صدارة الهدافين كشف حقيقة مهمة هي أن كلا اللاعبين يمتلكان حاسة التهديف بالفطرة ولديه مكونات مورفولوجية ومقومات مهارية وبدنية وفنية تساعده على تأدية المهام المطلوبة بدقة متناهية وبأسلوب جبّار متقن.
ما حصل في هذا الموسم من تبادل ومنافسة شريفة على قمة الهدافين في الدوري الإسباني هو دليل آخر على أن ما يقدمه النجمان ميسي ورونالدو مختلف عن الكثيرين من أساطير كرة القدم في العصر الحديث،رغم أني واحد من الذين يؤمنون بعدم وجود المنافسة الحقيقية في الدوري الإسباني واقتصارها على الناديين الكبيرين برشلونة وريال مدريد، والدوري الإسباني في حقيقة الأمر صار مكانا للإبداع والتألق الدائم لهذين العملاقين حتى أن الكثير من الأصوات طالبتهما باللعب في دوريات أخرى للتحقق من موهبتهما وإن كانا يجيدان التسجيل في بطولة أخرى.
سبق أن خاض المهاجم البرتغالي رونالدو تجربة الاحتراف في نادي مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي وسجل العديد من الأهداف كما هو الحال في نشأته الأولى في الدوري البرتغالي، وصارت نجوميته لامعة منذ قدومه إلى الدوري الإسباني مع تحطيمه للكثير من الأرقام القياسية التي ظلّت قائمة قبل قدومه إلى القلعة البيضاء،وفي الجهة الأخرى لا نشك قيد أنملة أن الأرنب الصغير ميسي هو الآخر على قدر كبير من الثقافة والإبداع في حال وفق في اللعب في بطولة أخرى لكونه إلى جانب رونالدو آخرين هدافون بالفطرة لا يعرفون المستحيل مع البذل والعطاء والاجتهاد الدائم.
فرصتنا في البطولات العربية القائمة لصناعة الأجيال الفذة والمواهب اللامعة تكاد أن تكون معدومة لأن عوامل نجاحها نادرة وقليلة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال ربط البطولات الأوروبية بالعربية فالكرة هناك توفر البيئة المثالية ومساحة الإنجاز العريضة لتحقيق أكبر المكاسب بينما بيئتنا العربية يسيطر عليها النمو البطيء والنظرة الضيقة ولا عزاء لمن يتطلعون إلى اكتشاف المواهب في العراء، فالشباك الكبيرة وإن كانت جديدة ومصنوعة من أفضل الخيوط لن تصيد السمك الصغير الطافي فوق سطح البحر.