مسافات
حتى الإمارات (أرادوا غسل شراعها)!
تاريخ النشر : الاثنين ٢ أبريل ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
على مدى ثلاث سنوات تقريبا فازت دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها أكثر دول العالم نجاحا في مستوى الرفاهية المادية، بل يفوز شعب الإمارات على انه أكثر شعوب العالم «سعادة»! ولا ينطبق ذلك على إماراتي أبوظبي ودبي فقط، بل على كل الإمارات الأخرى في الاتحاد والتي تحظى بمساعدات مالية ضخمة سنويا من إمارة أبوظبي الغنية بالنفط والغاز.. ومستوى المعيشة في الإمارات متقدم وتوفر الدولة الاتحادية للمواطنين كل المساعدات والخدمات المجانية في التعليم والصحة والإسكان وغيرها.. ولكن كل هذه الرفاهية المعيشية التي وفرتها دولة الإمارات لشعبها لم يشفع لها عند الغرب وبالتحديد أمريكا الذين كانوا يبحثون عن (العيوب)! أو يصطنعونها تحت غطاء نشر (الديمقراطية) في العالم!
في البداية فتحوا عليها (كما فعلوا في البحرين) مجموعة منظمات مشبوهة تحت مسميات (حقوقية) أو (إنسانية) أو (ديمقراطية)، ولكن كلها كانت تعمل على تمزيق المجتمع من الداخل، وتقوم بالتحريض السياسي وتتدخل في الشئون الداخلية لدولة الإمارات، وتجنيد بعض العناصر (معظمهم من أصول عربية) لتشكيل شبكات للتواصل الاجتماعي لإثارة المواطنين ضد (الدولة) في الإمارات باسم (الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان)!.. الأمر الذي دفع بدولة الإمارات إلى إغلاق مكتب المعهد الديمقراطي الوطني (ان. دي. اي) في دبي الذي يتم تمويله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، واغلاق مكتب «مؤسسة كوزاد أديناور» الألمانية، ومنظمات أمريكية وغربية أخرى بعد أن (فاحت) رائحة هذه المكاتب النتنة سياسيا في التدخل في شئون دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولكي تُمعن هذه المنظمات والمكاتب المشبوهة في تضييق الخناق على دولة الإمارات فتحت عليهم جبهة (الإخوان المسلمين) للتدخل في شئون الإمارات، رغم ان فروع (الإخوان) في دولة الإمارات وبقية دول مجلس التعاون الخليجي ليس لها عداء أو خصومات مع حكومات الخليج، بل إن (الاخوان المسلمين) في الكويت وقفوا مع حكومة بلادهم أثناء غزو العراق، لذلك فإن هذه المكاتب المشبوهة تدفع بالتنظيم الدولي للإخوان إلى التحريض ضد دولة الإمارات، وما السجال الذي دار مؤخرا بين الشيخ «يوسف القرضاوي» وقائد شرطة دبي (ضاحي بن خلفان) إلا تعبير عن المنازلة الكبرى التي تخوضها دولة الإمارات للدفاع عن أمنها الوطني وسيادتها السياسية ضد المحرضين على إثارة البلبلة في المجتمع الإماراتي.
ويبقى السؤال: إلى أي حد متورطة (واشنطن) من خلال هذه المكاتب التي تمولها ماديا في توتير الأوضاع السياسية والأمنية بدولة الإمارات التي يفوز شعبها سنويا على مستوى العالم بأنه أكثر الشعوب سعادة ورفاهية ومادية؟!
حتى «الإمارات» أرادوا غسل شراعها!