عربية ودولية
مؤتمر أصدقاء سوريا يعترف بالمجلس الوطني «ممثلا شرعيا» للشعب السوري
تاريخ النشر : الاثنين ٢ أبريل ٢٠١٢
اسطنبول- الوكالات: أكد البيان الختامي لـ«مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» الذي انعقد أمس الأحد في اسطنبول «الدعم الكامل لتطبيق» خطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان، مطالبا بـ «تحديد جدول زمني لخطواتها المقبلة» ومعترفا بالمجلس الوطني السوري «ممثلا شرعيا» للسوريين. في هذه الأثناء تواصلت عمليات القوات النظامية والاشتباكات مع منشقين في مناطق سورية عدة ما أسفر عن سقوط نحو أربعين قتيلا، فيما أعلنت قيادة الجيش الحر في الداخل ترحيبها بخطة انان واستعدادها لوقف عملياتها عندما «يتوقف قصف القوات النظامية على المدن».
وجاء في نص البيان ان «مجموعة الأصدقاء تجدد تأكيد على أهمية التطبيق الكامل من جانب النظام السوري» لمقررات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وخطة عنان المؤلفة من ست نقاط. وأضاف البيان «إلا ان مجموعة الأصدقاء تعبر عن أسفها لاستمرار أعمال النظام السوري نفسها برغم اعلانه الموافقة على خطة النقاط الست. فمنذ الإعلان عن الموافقة في 27 مارس، لم يتوقف العنف الذي يقوم به النظام، ومنذ ذلك التاريخ، فقد كثيرون حياتهم». واعتبر ان ذلك «يبرز كنموذج جديد على عدم صدق النظام»، مضيفا ان «الحكم سيكون على أفعال النظام لا على وعوده».
وأكد البيان ان «الفرصة المتاحة للنظام لتنفيذ التعهدات التي قام بها للموفد المشترك انان ليست مفتوحة بلا نهاية».
ودعت المجموعة انان إلى «تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها عودة إلى مجلس الأمن الدولي إذا استمرت عمليات القتل». ودعت المجموعة كل أعضائها إلى تحمل مسؤولياتهم.
وتنص خطة انان على سحب القوات العسكرية من المدن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والصحفيين إلى سوريا، وبدء التحاور حول مرحلة انتقالية. وأعلنت السلطات السورية موافقتها على الخطة.
وأعلن وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء المؤتمر ان «83 دولة» شاركت في المؤتمر، ما يدل على «اهتمام متزايد» بالقضية السورية. وقال إن المؤتمرين استمعوا خلال اجتماعهم إلى شهادات من أشخاص قدموا من أحياء بابا عمرو في مدينة حمص ومن محافظة حلب ومن مناطق أخرى، وقال «ما سمعناه يشير إلى ان الوضع على الارض مؤلم أكثر مما تصوره وسائل الاعلام العالمية».
من جهة ثانية، اعترف «مؤتمر أصدقاء سوريا» بالمجلس الوطني السوري المعارض «ممثلا شرعيا لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه». كما أكدت المجموعة «دعمها لنشاطات المجلس من اجل سوريا ديمقراطية» واعتبرته «محاورا رئيسيا للمعارضة مع المجتمع الدولي». وأعلن البيان النهائي ان مؤتمر أصدقاء سوريا المقبل سيعقد في فرنسا من دون تحديد موعد.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في مؤتمر صحفي بعد المؤتمر ان اعتراف مجموعة أصدقاء سوريا بالمجلس الوطني «كممثل شرعي» للشعب السوري و«محاور رئيسي» للمجتمع الدولي يعني ان «النظام أصبح غير شرعي، وان السلطة القائمة في سوريا أصبحت لا شرعية، وان من حق الشعب مقاومة هذه السلطة اللا شرعية المغتصبة».
واعتبر ان مؤتمر أصدقاء الشعب السوري يشكل «خطوة ثانية» بعد مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي عقد في تونس، على طريق مساعدة الشعب السوري على تحقيق هدفه في التخلص من نظام الرئيس بشار الاسد. واضاف «ان معاناة الشعب السوري لا توصف ولا ننتظر من اي اجتماع ان يكون على مستوى تطلعات الشعب السوري»، مشيرا إلى ان «الرهان هو على الشعب، والشعب وحده قادر على تأمين الوسائل لتحرير بلده من الطغمة الحاكمة الغاشمة». وأكد في الوقت نفسه «عدم الاستهانة بأهمية الدعم الدولي».
وقال غليون ردا على سؤال عن الجهة التي ستقوم بتمويل رواتب عناصر الجيش الحر، وهو الأمر الذي أعلنه في كلمته أمام المؤتمر، ان «التمويل سيتم من ميزانية المجلس الوطني الذي يتلقي مساعدات ومساهمات من دول عدة يستخدمها في أنشطته العسكرية وغير العسكرية».
وأعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل أمس الأحد ترحيبها بخطة المبعوث الدولي كوفي عنان، مشددة في الوقت نفسه على مواصلة القتال إلى ان تكف القوات النظامية عن قصف المدن.
وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين «نحن مع مبادرة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية».
وأضاف في اتصال من محافظة حمص (وسط) «عندما يتوقف القصف على المدن وتنسحب الدبابات منها، عندها سنوقف القتال».
وفي تركيا، انتقد أمين سر المجلس العسكري النقيب عمار الواوي عدم تبني مؤتمر أصدقاء سوريا تسليح الجيش السوري الحر. وقال الواوي «نريد من الحكام وقف القتل الفوري وليس اتخاذ قرارات سياسية تهدف إلى إطالة عمر النظام الذي يراوغ على الخطط والقرارات»، مضيفا «هذا النظام لا يسقط إلا بالسلاح».
واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان الرئيس السوري بشار الأسد «يخطىء» اذا اعتقد انه قادر على هزيمة المعارضة السورية. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي في اسطنبول «ان قراءتي للوضع هي ان المعارضة تزداد قوة وليس العكس»، مضيفة ان «الأسد يتصرف كما لو انه قادر على سحق المعارضة». وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في كلمته مجلس الامن الدولي على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، اي قرار ضد دمشق. وقال «ان فوت مجلس الأمن مرة جديدة فرصة تاريخية، فلن يكون هناك من خيار أمام الأسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه» منددا بـ «إعدام جماعي» تقوم به قوات النظام بحق السوريين.
واكد اردوغان ان بلاده لا يمكن ان تدعم «اي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة»، مضيفا ان السوريين «الذين عانوا من تسلط الأسد الأب يعانون اليوم من تسلط الابن».
وفي بغداد، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي شاركت بلاده في مؤتمر أصدقاء سوريا بوفد برئاسة وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي، ان النظام السوري «لن يسقط». وأضاف المالكي في مؤتمر صحفي «نرفض اي تسليح وعملية إسقاط النظام بالقوة، لأنها ستخلف أزمة تراكمية في المنطقة».
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة ان أربعين شخصا بينهم 15 من القوات السورية قتلوا يوم الأحد خلال أعمال عنف متفرقة جرت في عدد من المدن السورية.