الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٩ - الثلاثاء ٣ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

ثلثاء المعتوق


ولكنها الحياة





كليناهم.... كليناهم... إبراهيم عيسى والدخيل... هذا الثنائي الخطير، عبارات وكلمات جميلة مصحوبة بالطبل والمزمار رددتها جماهير المحرق الوفية من على مدرجات صالة خليفة الرياضية بمناسبة اعتزال نجمي كرة القدم بنادي المحرق والمنتخب الوطني إبراهيم عيسى ومحمد صالح الدخيل حيث أقيم حفل رائع وجميل ترأسه الشيخ أحمد بن علي رئيس نادي المحرق الثقافي والرياضي وبحضور نخبة من كبار الشخصيات والضيوف التي حرصت على التواجد المبكر في المقصورة الرئيسية تكريما وعرفانا بالجهود الكبيرة التي قدمها اللاعبان للمنتخب ولنادي المحرق على مدى السنوات الطويلة الماضية، وبهذه المناسبة أشد على أيدي عملاق حراس المرمى حمود سلطان الذي أخذ على عاتقه رئاسة اللجنة المنظمة للاعتزال مما يتطلب من نجم الحراسة صولات وجولات مكوكية على الرغم من التزاماته الشخصية المتعددة، إلا أن حمود أصر على التواجد في البحرين ومتابعة التطورات وسير الإجراءات التنظيمية، والاتصال بالشخصيات الهامة وبالمؤسسات والشركات على رأس فريق العمل لضمان النجاح وإبراز الحفل بصورته النهائية الجميلة، ولا يمكن لنا أن نسهو لحظة واحدة عن الدور الفعال لفرقة سعد محبوب ورابطة مشجعي المحرق في حفل الاعتزال بأغانيها الجميلة وأهازيجها الرائعة والمعبرة التي تمايل على أنغامها طربا عشاق المحرق في المدرجات الصاخبة، لقد كان حفل الاعتزال رائعا ولافتا رغم بساطته وأعطت مشاركة الفنانين والكتاب والإعلاميين والنجوم الخليجين إلى الحفل نكهة ومذاق رائع خليط بين عبق الماضي ورياح المستقبل الواعد، من هنا ومن خلال هذا العمود أناشد الاتحادات الرياضية والأندية إلى احتضان اللاعبين النجوم المعتزلين الذين شارفوا على ترك اللعبة بسبب الإصابة أو العمر أو لظروف أخرى بمد الأيادي لهم ومساعدتهم على أن تكون نهايتهم في الملاعب جميلة ومعبرة تعكس رد الجميل لهم على التضحيات الجسام طوال فترات اللعب وتوفير الفرصة للجماهير لرد التحية واستعادة الذكريات الجميلة الخالدة من خلال حفل الاعتزال، وهناك على القائمة أمثلة كثيرة للاعبين النجوم المنسيين على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية عملوا وضحوا وخدموا في الالعاب الجماعية والفردية صفقت لهم الجماهير طويلا وخفقت لهم القلوب، ولكن عندما يتعرض هؤلاء للإصابة أو الابتعاد عن اللعب لظروف قهرية فإنهم لا يلبثون أن يدخلوا إلى القفص المظلم بعيدا عن الأضواء يقبعون في دائرة من النسيان الإداري، في حين يبقون في قلوب الجماهير الوفية وفي عقولها النشطة، وقد لفت انتباهي خلال متابعتي لحفل اعتزال النجمين الكرويين بنادي المحرق والمنتخب الوطني واحد من الجماهير المحرقاوية على المقعد المجاور يبكي بحرقة وألم وهو يشاهد بين أصابع يديه التي وضعها على وجهه النجمان إبراهيم عيسى ومحمد فيصل الدخيل يلوحان بيديهما إلى الجماهير من داخل الملعب مودعين ومرحبين. عندها سألته وبسرعة لماذا تبكي بهذه الحرقة ؟ قال لقد تربيت صغيرا على مشاهدة هذين النجمين الكبيرين يصولان ويجولان ويبدعان في الملعب ويأتون بالفرح لجماهير المحرق... صار لي من الوقت الكثير لم اشاهدهما بعد أن تركا اللعب وتفرغا لشئون الحياة، وأضاف حفل الاعتزال بالنسبة لي حزين لفقدان نجوم عشقتها الجماهير حتى النخاع، إنه أمر صعب ومزعج... فأجبت عاشق المحرق بعد أن شددت على يديه ولكنها الحياة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة